كل يوم، بيوت تهدم. كل فجر يرتفع الغبار. تهتز الأرض. بيت فلسطيني تفجره قوة الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة. كل يوم. كل فجر.. الجرافات الاسرائيلية تسوي بالأرض، دون هوادة، البيوت الفلسطينية، وتلقي بعشرات الأفراد في العراء. كل يوم. كل فجر.. يستمر العقاب الجماعي.. يطول ليل العذاب الفلسطيني. كل يوم. كل فجر.. يطيل المحتل الصهيوني من مخالبه ويشحذها على حجارة البيوت المقتلعة. كل يوم. كل فجر.. يجمع العدو الاسرائيلي برغبة تركيع الفلسطيني؛ لأن يرفع ا لراية البيضاء، حتى لا يشوش صفاء الأمن ولا ينغص عيش قطعان الاستيطان التي حاصرت الماء والهواء وقضمت الأرض العربية ما عدا علب السردين ذات البيوت المهشمة بأطفال لا يتوقف منهم الدمع ولا الإصرار يبحثون في الأنقاض عن لعبهم وكراسات الرسم، يجلبونها الى خيام أقيمت على عجل وهي أيضا برسم التقويض وأصحابها برسم الطرد.. أطفال الخطر، فيما الدمع ينهمر، لا يكفون عن اللعب وتطيير أحلام العودة الى بيت آمن لا تدنسه جزمة الاحتلال ولا يلوث هواءه هدير (الأباتشي). كل يوم. كل فجر.. ينتزع الفلسطيني رأسه من حكمة الساسة بعنقها الزرافي الطويل ورأسها الصغير الذي يعرف مالا نعرف. ويهجس بقادم لا نعرفه، ولا نصدق أنه سوف يأتي: السلام. ينتزع الفلسطيني رأسه الغارق في كوابيس البيوت المقتلعة والدم المسفوك على عتبات المنازل. ينتزع الفلسطيني رأسه من ماء أحلام الزرافة بعنقها الطويل ورأسها الصغير الذي يدبج كل يوم خطة للسلام لا يجف حبرها أبدا، فيما الجرافات لها خطتها المنهجية التي لا تتوقف. وقناصة الشوارع لهم أجندتهم والعناوين المزدحمة لأجساد غضة تفتك بهم في فراش النوم وبين أهليهم. ينتزع الفلسطيني رأسه. يرفعه أعلى مما تبصره الزرافة برأسها الصغير ووهم عنقها الطويل. ينتزع الفلسطيني رأسه، ويستعيد حكمته غير الضالة: سأقتلك من قبل أن تقتلني سأقتلك من قبل أن تغوص في دمي أغوص في دمك. وليس بيننا سوى السلاح وليحكم السلاح بيننا. لاننا نحن شهداء وانتم جيف