تابع صاحب السمو الملكي الامير سعود بن نايف بن عبدالعزيز امير المنطقة الشرقية حادثي الاعتداء على احد المعلمين في الدمام ووفاة طالبة اثر دهسها من قبل سائق الحافلة المدرسية في حفر الباطن ووجه سموه مدير عام التربية والتعليم بالشرقية بمتابعة الحادثين وتقديم تقرير عاجل لسموه عن الاسباب المؤدية لذلك واجراء تحقيق متكامل عن ذلك وتفادي حدوث ذلك. من جهته أكد المتحدث الرسمي لإدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية ومدير الإعلام التربوي خالد الحماد، أن إدارة التعليم أحالت ملف قضية الاعتداء على معلم مدرسة ثانوية مكةبالدمام، للجهات ذات الاختصاص لاتخاذ الإجراءات النظامية وهي في الغالب هيئة التحقيق والادعاء العام . وقال "الحماد": إن مدير عام التربية والتعليم الدكتور عبدالرحمن المديرس، قام بزيارة المعلم المصاب في البرج الطبي بمستشفى الدمام ، مساء أمس الأول للاطمئنان عليه وعلى صحته وأكد أن إدارة التعليم لا ترضى على منسوبيها بمثل هذه التجاوزات ، وعلمت اليوم أن اجتماعا سيجرى بين إدارة التعليم وشرطة الشرقية لاستلام الملف "جنائيا» عقب الانتهاء من التحقيق وإرساله الى التحقيق والادعاء العام . وروى معلم اللغة العربية سلمان الجمعة ل «اليوم» حادثة الاعتداء الغاشم عليه بعد خروجه من المدرسة، قائلا: " «كنت اشرح درس اللغة العربية في الحصة الأخيرة "السابعة" وإذ بأحد الطلاب يصرُّ على الخروج من الفصل وحاولت التفاهم معه وإقناعه بالجلوس إلا أنه لم يستجب، وأضاف المعلم سلمان: "تم تحويل الطالب الى الوكيل وأثناء تواجدي معه في غرفة الوكيل وجه لدي تهديدا "أنا أعلمك.. الوعد خارج المدرسة" مشيرا الى انه عاد الى الفصل ليكمل شرح الدرس، وأوضح: "في نهاية الدوام المدرسي وأثناء خروجي من المدرسة الى الساحة الخارجية فوجئت بسبعة أشخاص ممسكين بعصي بينهم الطالب وأصدقاء له من خارج المدرسة وانهالوا علي بالضرب حتى فقدت الوعي فتم نقلي إلى المستشفى لافتا الى انه أجريت له جراحة في الرأس لأن الجرح كان عميقاً وسبب نزيفاً إلا أن الحالة الصحية الآن مستقرة ولله الحمد. وذكر المعلم الجمعة انه التحق في وظيفته قبل عامين ولأن أسرته تقيم في الأحساء وليس له أقارب في الدمام كان يغادر إلى الأحساء يومياً فور انتهاء عمله قاطعاً نحو 240 كيلومتراً ذهاباً وإياباً، وتمنى المعلم الجمعة ان يكون قريبا من اهله في الاحساء، مشيرا الى ان والدته انتكست حالتها الصحية بعد سماعها بخبر الاعتداء عليه. من جهته قال الباحث والموجه الاجتماعي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران محمد الشيوخ: "العنف الذي يجري في المدارس سواء من طرف الطلاب تجاه المدرسين أو العكس لا يمكن توصيفه بأنه وصل إلى مستوى الظاهرة هناك حالات تحدث ولكنها تبقى محدودة لا نستطيع أن نصف ما يجري في أروقة المدارس بأنه ظاهرة هذا أولاً وثانياً نمو هذا النوع من الحالات العنفية في المدارس هو في الحقيقة مؤشر على وجود خلل حقيقي ينبغى معالجته وينبغي التفكير في الحد منه ومراجعة أسبابه ومن وجهة ظني واحد من الأسباب لجوء الطلاب إلى العنف وأحيانا المدرسون إلى ممارسة العنف هو غياب أجواء الحوار والنقاش في أي بيئة من البيئات بالبيت أو المدرسة أو في الجامعة بمجرد أن يخلو منها جو الحوار جو النقاش الذي يعني فيما يعني التفكير في خيارات متعددة لحل المشكلات القائمة البحث عن أفضل الوسائل لمعالجة المشكلات القائمة وإذا غابت هذه الأجواء ستكون الوسيلة الماثلة إلى الأعيان هي وسيلة العنف ولابد من خلق في بيئتنا أجواء الحوار والنقاش ومتى ما شاعت ثقافة الحوار ومتى ما كرسنا أجواء الحوار في مختلف الأمكنة فإن العنف سيتقلص ويصبح حالة شاذة.