يعتزم المركز السعودي لزراعة الأعضاء رفع توصية إلى وزارة الصحة بإلزام المستشفيات الحكومية والخاصة بإزالة أجهزة التنفس والنبض عن المتوفين دماغيا مبررا توجهه بالتكلفة الكبيرة التي تصل إلى 90 مليونا سنويا على هذه الفئة. وطالب مدير عام المركز السعودي لزراعة الاعضاء الدكتور فيصل شاهين باتخاذ قرار جريء من قبل لجنة العنايات المركزة في وزارة الصحة مع هيئة كبار العلماء للنظر في وقف أجهزة التنفس الاصطناعية عن المرضى المتوفين دماغياً والاستفادة من أسرتهم لمرضى آخرين محتاجين للعناية. وقال الدكتور شاهين خلال استضافته يوم الاربعاء في ديوانية الأطباء بمنزل الشيخ عبدالعزيز التركي رئيس مجلس جمعية تنشيط التبرع بالأعضاء بالمنطقة الشرقية "إيثار" بحضور عدد كبير من الأطباء والمتخصصين والمهتمين بزراعة الأعضاء، أن الوفاة الدماغية وفاة نهائية ووجود المتوفى دماغيا على الأجهزة بدون داع يكلف الدولة تقريباً أكثر من 90 مليون ريال في العام الواحد، وفي المقابل يحرم المرضى الاخرين من الاسرة وبالتالي يموتون. وكشف عن رفع نظام شامل لزراعة الأعضاء على مستوى المملكة لمجلس الخدمات الصحية خلال الأسبوعين القادمين لكي يكون مرجعاً لزراعة الأعضاء في مستشفيات المملكة, مبيناً أن إعطاء المركز الصفة الاعتبارية بالتوجيه الملكي الأخير ستمنحه مرونة أكثر في الحصول على الموافقات من المتبرعين. وحول زراعة الأعضاء قال الدكتور شاهين, المملكة مطالبة بالاعتماد على نفسها في توفير الأعضاء للمرضى في مستشفياتها, ففي السابق كان كثير من المرضى في المملكة يسافرون للخارج, والآن زراعة الأعضاء في الخارج ليست بالسهلة, رفع نظام شامل لزراعة الأعضاء على مستوى المملكة لمجلس الخدمات الصحية خلال الأسبوعين القادمين لكي يكون مرجعاً لزراعة الأعضاء في مستشفيات المملكةوخلال الخمس سنوات القادمة ستتوقف بالكامل وليس أمامنا سوى الاعتماد الداخلي للزراعة, وهذا يستوجب علينا وجود استراتيجية طويلة المدى, والأهم أيضاً أن يكون لدينا مراكز داخل المملكة, مشيراً إلى أن المركز بصدد افتتاح فرعين له بالمنطقتين الشرقية والغربية وسيتم تزويدهما بطبيب متفرغ في كل فرع مع وجود أربعة منسقين, وسنضيف لهم أطباء ومنسقين آخرين, كما سيكون لدينا 20 فرعا للزراعة على مستوى المملكة خلال الخمس السنوات القادمة. وأكد الدكتور شاهين أن حالات الوفاة الدماغية على مستوى المملكة تقدر ب "1200" حالة سنوياً, يتم تسجيل "700" حالة منها, وبالتالي لدينا 40% من الحالات يعتم عليها داخل العنايات المركزة في المستشفيات أو لم يتم تشخيصها أو أنها تتوفى خلال فترة زمنية لا تتجاوز "6" ساعات فقط من دخول المريض العناية المركزة, وأن من 12 إلى 14% من الوفيات في العنايات المركزة في المملكة متوفون دماغياً. وعن أجهزة الغسيل الكلوي داخل المنازل قال شاهين إنها ستخفف الكثير من العبء عن المرضى, منوها الى توجههم بتوعية مرضى الضغط والسكري, باتباع الوسائل الوقائية لسلامة كلاهم من الفشل, نافياً أن يكون هناك انتقال للأمراض المعدية من خلال أجهزة التنقية الدموية, كون الأجهزة لا تنقل الأمراض حتى الفيروسية إلا من العاملين فيها, لأن الأدوات المستخدمة للمريض الواحد يتم إتلافها بعد عملية الغسلة الواحة مباشرة. وفي ختام الأمسية الطبية أكد رئيس مجلس جمعية تنشيط التبرع بالأعضاء بالمنطقة الشرقية بأن احتلال المملكة المركز الرابع في مجال زراعة الأعضاء من الأحياء على مستوى العالم يعود لما توليه الحكومة الرشيدة من دعم وعناية واهتمام بمجال زراعة الأعضاء وتوعية المواطنين والمقيمين على أهمية التبرع, مشيداً بمراحل تطور المركز السعودي لزراعة الأعضاء وإنقاذه بفضل الله للكثير من المرضى الذين هم في حاجة ماسة للزراعة على مستوى المملكة ودول الخليج العربي.