كشف مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء، الدكتور فيصل شاهين، أن حالات الوفاة الدماغية على مستوى المملكة تقدر ب1200 حالة سنوياً، يتم تسجيل 700 حالة فقط منها، والحالات الباقية لم تُسجل، وبالتالي لدينا 40 % من الحالات يعتم عليها داخل العنايات المركزة في المستشفيات، أو لم يتم تشخيصها، أو أنها تتوفى خلال فترة زمنية لا تتجاوز ست ساعات فقط من دخول المريض العناية المركزة، مبيّناً أنه من 12 إلى 14 % من الوفيات بالعنايات المركزة في المملكة متوفون دماغياً. وقال: "تم رفع نظام شامل لزراعة الأعضاء على مستوى المملكة لمجلس الخدمات الصحية خلال الأسبوعين القادمين؛ لكي يكون مرجعاً لزراعة الأعضاء في جميع مستشفيات المملكة"، مبيّناً أن إعطاء المركز الصفة الاعتبارية بالتوجيه الملكي الأخير ستمنحه مرونة أكثر في الحصول على الموافقات من المتبرعين، ومؤكّداً في الوقت نفسه "وجود مشاكل كثيرة وعقبات تواجه المركز، وإذا لم يكن هناك مرونة في العمل لن يكون هناك موافقات واستيعاب حاجات المرضى في مستشفيات المملكة للزراعة".
وقال الدكتور شاهين خلال استضافته أمس في ديوانية الأطباء بمنزل الشيخ عبدالعزيز التركي، بحضور عددٍ كبيرٍ من الأطباء والمتخصصين والمهتمين بزراعة الأعضاء، إن "المملكة مطالبة بالاعتماد على نفسها في توفير الأعضاء للمرضى في مستشفياتها، ففي السابق كان الكثير من المرضى في المملكة يسافر للخارج، والآن زراعة الأعضاء في الخارج ليست بالسهلة، فالعالم بدأ يحارب تجارة الأعضاء، والدول التي كانت تقوم ببيع الأعضاء توقفت، وخلال السنوات الخمس القادمة ستتوقف بالكامل، وليس أمامنا سوى الاعتماد الداخلي للزراعة، وهذا يستوجب علينا وجود استراتيجية طويلة المدى، والأهم أيضاً أن يكون لدينا مراكز داخل المملكة".
وأشار إلى أن "المركز بصدد افتتاح فرعين له في المنطقة الشرقية وفي المنطقة الغربية، وسيتم تزويدهما بطبيب متفرغ في كل فرع مع وجود أربعة منسقين، وسنضيف لهم أطباء ومنسقين آخرين، كما سيكون لدينا 20 فرعاً للزراعة على مستوى المملكة خلال السنوات الخمس القادمة، وحالياً تم الانتهاء من افتتاح فرع واحد للقصيم والرياض، وفرع في الشرقية، وفرع المنطقة الغربية في جدة، وقريباً سيتم افتتاح فرع جديد في المدينةالمنورة، وفي الباحة سيتم افتتاحه خلال العام القادم، وأيضاً في تبوك".
وعن فصل أجهزة التنفس الصناعي عن المتوفين دماغياً قال الدكتور شاهين: "الوفاة الدماغية هي وفاة نهائية وليس فيها رجعة، ووجود المتوفى دماغياً على الأجهزة من دون داعٍ يكلف الدولة تقريباً أكثر من 90 مليون ريال في العام الواحد، وفي المقابل يحرم المرضى الآخرون من الأسرة، وبالتالي يموتون".
وطالب الدكتور شاهين بأن يكون هناك قرار جريء من لجنة العنايات المركزة في وزارة الصحة مع هيئة كبار العلماء للنظر في وقف أجهزة التنفس الاصطناعية عن المرضى المتوفين دماغياً، والاستفادة من أسرتهم لمرضى آخرين محتاجين إلى العناية، خصوصاً أن وجودهم مكلف جداً، ونوه عنه عدد كبير من الأطباء برفع توصية منهم للمركز للنظر في هذا الموضوع.
وعن أجهزة الغسيل الكلوي داخل المنازل قال إنها "ستخفف الكثير من العبء على المرضى، ودائماً نوعي مرضى الضغط والسكري، باتّباع الوسائل الوقائية لسلامة كليهما من الفشل"، نافياً أن يكون هناك انتقال للأمراض المعدية من خلال أجهزة التنقية الدموية، موضحاً أن تلك الأجهزة لا تنقل الأمراض حتى الفيروسية إلا من العاملين فيها؛ لأن الأدوات المستخدمة للمريض الواحد يتم إتلافها بعد عملية الغسلة الواحدة مباشرة.
وفي ختام الأمسية الطبية أكّد الشيخ عبدالعزيز التركي رئيس مجلس جمعية تنشيط التبرع بالأعضاء بالمنطقة الشرقية "إيثار" أن احتلال المملكة المركز الرابع في مجال زراعة الأعضاء من الأحياء على مستوى العالم يعود لما توليه الحكومة الرشيدة من دعم وعناية واهتمام بمجال زراعة الأعضاء وتوعية المواطنين والمقيمين على أهمية التبرع، مشيداً بمراحل تطور المركز السعودي لزراعة الأعضاء وإنقاذه - بفضل الله- للكثير من المرضى الذين هم في حاجة ماسة إلى الزراعة على مستوى المملكة ودول الخليج العربي.
وقدم التركي درعاً تذكارياً للدكتور فيصل شاهين شكراً وعرفاناً من ديوانية الأطباء لما قدمه من جهود في إبراز دور المركز واستعراضه لتلك الإنجازات أمام نخبة من الأطباء والمهتمين في المنطقة الشرقية.