ينوي المركز السعودي لزراعة الاعضاء الرفع بنظام شامل لزراعة الأعضاء على مستوى المملكة لمجلس الخدمات الصحية بوزارة الصحة خلال الأسبوعين القادمين كي يكون مرجعاً لزراعة الأعضاء في جميع مستشفيات المملكة. نحتاج قراراً جريئاً يبحث وقف أجهزة التنفس عن المتوفين دماغياً كشف ذلك مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور فيصل شاهين، الذي بين بأن إعطاء المركز الصفة الاعتبارية بالتوجيه الملكي الأخير ستمنحه مرونة أكثر في الحصول على الموافقات من المتبرعين, مؤكداً في الوقت نفسه وجود مشاكل كثيرة وعقبات تواجه المركز وإذا لم يكن هناك مرونة في العمل لن يكون هناك موافقات واستيعاب حاجات المرضى في مستشفيات المملكة للزراعة. وقال الدكتور شاهين خلال استضافته مساء الثلاثاء الماضي في ديوانية الأطباء بالمنطقة الشرقية بحضور عدد كبير من الأطباء والمتخصصين والمهتمين بزراعة الأعضاء, بأن المملكة مطالبة بالاعتماد على نفسها في توفير الأعضاء للمرضى في مستشفياتها, ففي السابق كان الكثير من المرضى يسافرون للخارج, والآن زراعة الأعضاء في الخارج ليست بالسهلة فالعالم بدأ يحارب تجارة الأعضاء والدول التي كانت تقوم ببيع الأعضاء توقفت, وخلال الخمس سنوات القادمة ستتوقف بالكامل وليس أمامنا سوى الاعتماد على المتبرعين من الداخل للزراعة, وهذا يستوجب وجود استراتيجية طويلة المدى, والأهم أيضاً أن يكون لدينا مراكز داخل المملكة, مشيراً إلى أن المركز بصدد افتتاح فرعين له في المنطقة الشرقية وفي المنطقة الغربية وسيتم تزويدهما بطبيب متفرغ في كل فرع مع وجود أربعة منسقين, وسنضيف لهم أطباء ومنسقين آخرين, كما سيكون لدينا 20 فرعاً للزراعة على مستوى المملكة خلال الخمس سنوات القادمة, حيث تم حالياً الانتهاء من افتتاح فرع واحد للقصيم والرياض, وفرع في الشرقية وفرع المنطقة الغربية في جدة, وقريباً سيتم افتتاح فرع جديد في المدينةالمنورة, أما الباحة وتبوك فسيتم افتتاحها العام المقبل. المملكة مطالبة ب «إستراتيجية» لمواجهة وقف زراعة الأعضاء في الخارج وأشار الدكتور شاهين إلى أن حالات الوفاة الدماغية على مستوى المملكة تقدر ب 1200 حالة سنوياً, ويتم تسجيل 700 حالة فقط من بينها, والحالات الباقية لم تسجل, وبالتالي لدينا 40% من الحالات يعتم عليها داخل العنايات المركزة في المستشفيات أو لم يتم تشخيصها أو أنها تتوفى خلال فترة زمنية لا تتجاوز 6 ساعات فقط من دخول المريض العناية المركزة, مبيناً بأن من 12 إلى 14% من الوفيات في العنايات المركزة في المملكة متوفين دماغياً. وعن فصل أجهزة التنفس الصناعي عن المتوفين دماغياً قال الدكتور شاهين، أن الوفاة الدماغية هي وفاة نهائية لا رجعة فيها, ووجود المتوفى دماغياً على الأجهزة بدون داعٍ يكلف الدولة تقريباً أكثر من 90 مليون ريال في العام الواحد, وفي المقابل يحرم المرضى الآخرين من الأسرة وبالتالي يموتون. وطالب الدكتور شاهين بأن يكون هناك قرار جريء من لجنة العنايات المركزة في وزارة الصحة مع هيئة كبار العلماء للنظر في وقف أجهزة التنفس الاصطناعية عن المرضى المتوفين دماغياً والاستفادة من أسرتهم لمرضى آخرين محتاجين للعناية, خصوصاً أن وجودهم مكلف جداً. وعن أجهزة الغسيل الكلوي داخل المنازل قال إنها ستخفف الكثير من العبء على المرضى وستزيد في المنازل مستقبلاً, ودائما نوعي مرضى الضغط والسكري باتباع الوسائل الوقائية لسلامة كلاهم من الفشل اذا ما عملنا بان قرابة 25% من سكان المملكة مصابون بالسكر و15% منهم متوقع حاجتهم للغسيل او الزراعة, نافياً أن يكون هناك انتقال للأمراض المعدية مثل فيروس كورونا من خلال أجهزة التنقية الدموية, موضحاً بأن تلك الأجهزة لا تنقل الأمراض الفيروسية، إلا انه عاد وأوضح بأن العاملين هم السبب الرئيسي في انتقال الفيروسات، مؤكداً في السياق نفسه بأن الأدوات المستخدمة للمريض الواحد يتم إتلافها بعد عملية الغسيل مباشرة. حضور كثيف في ديوانية الأطباء من جانبه أكد الأستاذ عبدالعزيز التركي رئيس مجلس جمعية تنشيط التبرع بالأعضاء بالمنطقة الشرقية "إيثار" بأن احتلال المملكة المركز الرابع في مجال زراعة الأعضاء من الأحياء على مستوى العالم يعود لما توليه الحكومة الرشيدة من دعم وعناية واهتمام بمجال زراعة الأعضاء وتوعية المواطنين والمقيمين لأهمية التبرع, مشيداً بمراحل تطور المركز السعودي لزراعة الأعضاء وإنقاذه بفضل الله للكثير من المرضى الذين هم في حاجة ماسة للزراعة على مستوى المملكة ودول الخليج العربي. وفي ختام الأمسية قدم التركي درعاً تذكارياً للدكتور فيصل شاهين عرفاناً من ديوانية الأطباء لما قدمه من جهود في إبراز دور المركز واستعراضه لتلك الإنجازات أمام نخبة من الأطباء والمهتمين في المنطقة الشرقية. عبدالعزيز التركي يكرم د. فيصل شاهين د. فيصل شاهين متحدثا ل»الرياض»