يزاح غدا الاربعاء الستار رسميا عن بداية الموسم الرياضي الجديد الذي يبدأ كالعادة بمسابقة كأس الأمير الراحل فيصل بن فهد. وهذه البطولة التي انطلقت تحت مسمى كأس الاتحاد عام 1975م تقام بمسماها الجديد "مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد" للعام الثالث على التوالي تخليدا لذكرى فقيد الرياضة العربية والاسلامية الذي قدم لها الكثير وجعلها تصل الى ارقى المستويات. وبطولة هذا العام تختلف عن البطولات السابقة حيث اقرت لجنة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم مشاركة اللاعبين دون 23 سنة فيها بهدف اتاحة الفرصة للوجوه الشابة التي تنتظر مثل هذه البطولة للكشف عن مواهبها وادائها الفني الرفيع. ورغم ان القرار جاء متأخرا بعض الشيء مما وضع بعض الاندية في حرج لعدم وجود لاعبين مؤهلين في مثل هذا السن الا ان الفائدة من هذا القرار متوقعة بشكل كبير سواء للاندية او للاعبين او للمنتخب الاولمبي الذي سيعتمد فيما بعد على هؤلاء اللاعبين في مشاركاته المقبلة التي يأتي في مقدمتها المشاركة في البطولة العربية المزمع اقامتها بالكويت ومن ثم خوض التصفيات الاسيوية المؤهلة لاولمبياد اثينا 2004م. في المقابل فانه من الناحية الفنية يتوقع لها الاثارة والندية وذلك لوجود فرق يسود بينها التنافس التقليدي في مجموعة واحدة كالاهلي والاتحاد والنصر والهلال والاتفاق والقادسية فضلا عن الحماس المتدفق في دواخل هؤلاء اللاعبين لاثبات جدارتهم واحقيتهم بتمثيل الفريق الاول. هذا وقد قسمت الفرق المشاركة في مسابقة هذا العام لمجموعتين حيث ضمت المجموعة الاولى فرق الهلال والنصر والرياض والاتفاق والقادسية والشباب اما المجموعة الثانية فضمت فرق الاهلي والاتحاد والشعلة والنجمة والطائي والرائد. اما تاريخ المسابقة فقد انطلقت للمرة الاولى عام 1975م وتمكن فريق النصر من الفوز بها عقب تخطيه الاهلي في النهائي بهدف دون مقابل سجله المحترف السوداني مصطفى النقر الذي بدوره انتزع لقب الهداف برصيد 4 اهداف. بعد ذلك توقفت البطولة عشر سنوات لتعاود الركض من جديد عام 1985م واستطاع الاتحاد ان يظفر بكأسها عقب فوزه على الهلال بركلات الترجيح 4/3. وفي البطولة الثالثة التي اقيمت عام 1986 أبى الهلال الا ان يسجل اسمه في قائمة الابطال وكان ذلك على حساب الاتفاق الذي خسر المباراة بنتيجة 2/صفر. اما البطولتان الرابعة والخامسة اللتان اقيمتا عامي 87 و1988م فكان بطلها الشباب الذي استطاع هزيمة قطبي المنطقة الغربية الاتحاد والاهلي بنتيجة 2/1 و5/4 على التوالي. وفي البطولة السادسة التي اقيمت عام 1989م عاود الحنين الفريق الهلالي لنيل اللقب وكان هذه المرة على حساب قطب المنطقة الشرقية الثاني القادسية الذي خسر المباراة بنتيجة 1/صفر. ورفض الاتفاق القادم من الساحل الشرقي المشاركة من اجل المشاركة وقال كلمته في البطولة السابعة التي اقيمت عام 1990م حيث هزم الاهلي في النهائي 2/1 واحرز لقب البطولة للمرة الاولى في تاريخه بعد ذلك توقفت البطولة لعام واحد بسبب احداث الخليج وفي عام 1992 عاد نشاطها من جديد وتمكن الهلال من احراز اللقب للمرة الثالثة عقب فوزه على القادسية بركلات الترجيح 6/4. وطبق ابناء القادسية المثل القائل "الثالثة ثابتة" وبالفعل تمكنوا من خطف لقب البطولة التاسعة اثر فوزهم على النصر بهدفين دون مقابل حملت توقيع اللاعبين بندر الخالدي وصالح القنبر. ولان الفوز بلقب البطولة حلم جميل يراود جميع الفرق المشاركة فقد ابتسم الحظ في البطولة العاشرة لفريق الرياض الملقب ب "مدرسة الوسطى" واستطاع تحويل خسارته امام الاتفاق بهدفين الى فوز بثلاثة اهداف كانت كفيلة لحصوله على اللقب الاول في تاريخة منذ تأسيسة.وفي عام 1995م الذي انطلقت فيه البطولة الحادية عشرة اكد الهلال من جديد انه الاقوى والافضل والاجدر بنيل اللقب للمرة الرابعة حيث فاز في نهائي تلك البطولة على الاتفاق بأربعة اهداف مقابل هدفين وبعد صيام دام عشر سنوات متتالية عاد اتحاد جدة لمعانقة ذهب البطولة الثانية عشرة التي اقيمت عام 1996م وكانت هذه العودة مثيرة حيث واجه منافسة التقليدي الاهلي وفاز عليه بثلاثة اهداف مقابل هدف واحد وقد استطاع مهاجم الاتحاد عبدالله فوال ان ينصب نفسه نجما للمباراة بدون منازع بعد ان سجل اهداف فريقه الثلاثة. اما النصر الذي حقق اول بطولة فقد استعاد توازنه في البطولة الثالثة عشرة عام 1997م وتمكن من انتزاع اللقب من حامله فريق الاتحاد حينما اقصاه في النهائي بهدفين مقابل هدف وقد شهدت تلك المباراة مشاركة اللاعب القضية السنغالي ماما دوصو الذي بسببه نشب خلاف بين ناديه الاصلي الطائي وناديه الجديد النصر بيد ان الاهلي استطاع ان يحل المشكلة بسياسة وحكمة الامير محمد العبدالله الفيصل. ولم تغب البطولة عن الاتحاد سوى موسم واحد فقد استعادها من جديد عام 1998م بعد فوزه على الشباب في النهائي بهدفين دون مقابل. وقبل انطلاقة البطولة الخامسة عشرة عام 1999م تم تغيير اسم البطولة من كأس الاتحاد الى مسابقة كأس الامير فيصل بن فهد واستطاع الهلال ان ينفرد بهذا التميز من حيث الاسبقية وتكون له اليد الطولى في عدد احراز كأس البطولة حيث حقق الكأس للمرة الخامسة وكان ذلك امام الشباب الذي خسر امام الزعيم بهدفين مقابل هدف واحد. وكانت بداية القرن الميلادي الجديد فأل خير على الاهلي الذي لم يحقق البطولة على مدار 24 سنة رغم احرازه لعدد من البطولات المحلية والخارجية الاخرى واستطاع ان يصطاد عصفورين بحجر واحد اولهما الفوز بالبطولة التي لم يسبق له الفوز بها من قبل رغم تأهله لثلاث نهائيات اما ثانيهما فهو الثأر من النصر الذي هزمه في البطولة الاولى وتمكن الفريق الاهلاوي في هذا النهائي الذي اقيم عام 2000م من هزيمة النصر بركلات الترجيح 6/4 بعد ان تعادلا 2/2 وفي البطولة الماضية التي اقيمت عام 2001م واصل الاهلي تفوقه والحق الهلال بجاره النصر عندما فاز عليه بركلات الترجيح 5/4 بعد التعادل الايجابي 2/2. الآن وقبل انطلاقة المسابقة الجديدة بثوبها الجديد فان حظوظ جميع الفرق الاثني عشر متساوية وسيحاول كل فريق ان تكون البطولة من نصيبه ولكن في النهاية لن تذهب الكأس الا لفريق واحد وهو بالطبع الذي يعرف كيف يتعامل مع المباريات وكيف يستثمر الفرص ويستغلها كما ينبغي.