انطلقت فكرة اقامة دورة الصداقة الدولية عام 1997م وتبنى هذه الفكرة الأمير محمد العبدالله كتكريم لرائد الرياضة السعودية الاول الأمير عبدالله الفيصل نظرا لما قدمه من دعم وتشجيع للرياضة والرياضيين بصفة عامة والنادي الاهلي على وجه الخصوص. وقد لقيت هذه الدورة منذ ان كانت فكرة كل الدعم والتشجيع من الامير الراحل فيصل بن فهد رحمه الله وصدرت موافقة سموه على اقامة هذه الدورة في نفس العام تقديرا للعطاءات الكبيرة والصادقة التي قدمها الامير عبدالله الفيصل للرياضة والرياضيين في المملكة واسهمت بشكل واضح في تطور الرياضة السعودية لاسيما كرة القدم. كما تهدف هذه الدورة الى جانب تكريم رمز الرياضة السعودية الاول الامير عبدالله الفيصل الى اتاحة الفرصة للاندية المشاركة في الاستعداد الجيد للموسم الرياضي الجديد دون ان تتحمل اعباء مالية! اضافة الى تعزيز أواصر المحبة بين شباب الاندية السعودية والاندية غير السعودية المشاركة في الدورة والاسهام في تطوير لعبة كرة القدم باندية منطقة عسير وتسليط الاضواء على أبرز اللاعبين فيها ومشاهدة البعثات المشاركة للنهضة الحضارية الشاملة التي تشهدها المملكة والمعالم السياحية فيها. وقد أقيمت الدورة الاولى عام 1997م بمشاركة أربعة فرق هي الاهلي وعسير السعوديان والمريخ السوداني ومنتخب شباب البرازيل الذي استطاع احراز اللقب عقب فوزه على الاهلي بركلات الترجيح 7/6 بعد ان تعادلا في الاشواط الاصلية والاضافية 1/1. اما الدورة الثانية التي أقيمت عام 1998م فقد شهدت زيادة عدد الاندية المشاركة الى ثمانية بدلا من أربعة وكانت جميع الفرق عربية والتقى في نهائي تلك البطولة الهلال السعودي والاهلي المصري وتمكن الاول من تحقيق اللقب اثر فوزه على الثاني بهدف ذهبي. اما الدورة الثالثة التي أقيمت عام 1999م فقد شارك فيها ثمانية فرق أيضا وجميعها عربية واستطاع الصفاقسي التونسي الفوز بلقبها بعد هزيمته للاهلي السعودي في النهائي بركلات الترجيح 4/3 بعد التعادل 1/1. ورغم قصر عمر الدورة الا ان الاتحاد الدولي لكرة القدم اعترف بها في عامها الثالث بتاريخ 27/4/2000م كما تم الاعتراف بها ايضا من قبل الاتحاد الاسيوي بتاريخ 18/4/2000م فضلا عن اعتراف الاتحاد العربي بها في يوم 26/4/2000م. وهذا الاعتراف لم يكن جزافا أو مجاملة بل كان نتيجة طبيعية لما حققته الرياضة السعودية خاصة في مجال كرة القدم من مكانة كبيرة وسمعة طيبة لدى كافة الاوساط الرياضية فضلا عن الاحترام والتقدير من القائمين على الاتحادات الدولية والقارية بفضل جهود القائمين على الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم الذي يرأسه سمو الامير سلطان بن فهد وسمو نائبه الامير نواف بن فيصل اضافة الى النجاحات المتلاحقة التي حققتها الدورة في اعوامها الثلاثة الاولى سواء الفنية أو التنظيمية. وهذا الاعتراف والاشادة بها من قبل الاتحادات الدولية والقارية منحها أهمية كبرى وباتت جميع الاندية تطالب بالمشاركة فيها لتقام بعد ذلك الدورة الرابعة بمشاركة عشرة فرق سعودية وخليجية وعربية قسمت الى مجموعتين وتأهل للنهائي عسير والهلال السعودي الذي استعاد اللقب بعد فوزه بركلات الترجيح 5/4 على عسير. وشهدت الدورة الخامسة مشاركة فريق داليان الصيني واتلتيكو البرازيلي الى جانب منتخب فلسطين والمنتخب السعودي للشباب وفرق الرجاء المغربي والاهلي والوحدة وعسير والرياض من السعودية والوحدة الاماراتي والتقى في نهائي البطولة الاهلي السعودي والرجاء البيضاوي المغربي وانتهت بفوز الاول بهدفين مقابل هدف واحد. اما الدورة السادسة التي أقيمت قبل أيام فقد اختلفت كليا عن الدورات السابقة حيث شهدت مشاركة عدد من المنتخبات العربية وهي المنتخب السوري الاول والاولمبي البحريني والاولمبي العماني والاولمبي السعودي الى جانب مريتمو البرتغالي والاهلي وعسير والرياض من السعودية والاستقلال الايراني والهلال اليمني. كما شهدت الدورة مستويات فنية عالية جذبت انظار المشاهدين لمتابعة احداثها واستطاع الاهلي المحافظة على لقبه عقب تغلبه في المباراة الختامية على مرتيمو بهدفين مقابل هدف. وقد حظيت هذه الدورة الدولية التي تقام صيف كل عام بمدينة أبها الواقعة جنوب السعودية باهتمام اعلامي كبير من كافة وسائل الاعلام المحلية والعربية والدولية سواء الاذاعة أو التليفزيون أو الصحافة أو وكالات الانباء. وقد اهتمت تلك الوسائل الاعلامية بالتغطية الشاملة عن فعاليات الدورة منذ انطلاقتها عبر التقارير الاخبارية والرسائل التلفزيونية والاذاعية. وتقام على هامش الدورة دورات صقل للحكام وندوات تدريبية للاعلاميين الرياضيين ومثلها لمديري الفرق الرياضية الى جانب بعض الندوات الاخرى التي تصب في مصلحة الرياضة السعودية كندوة (الاحتراف الواقع والمأمول). وبعيدا عن الاهداف السامية التي اقيمت من اجلها الدورة والتي تم ذكرها سالفا فان الاضواء اصبحت مسلطة عليها من قبل عيون السماسرة الذين ينقبون ويبحثون عن اللاعبين الجيدين وعرضهم على الاندية التي ترغب في التعاقد معهم وقد تم خلال الدورة السادسة مفاوضة عدد من اللاعبين من قبل الاندية السعودية حيث فاوض فريق ابها "درجة اولى" لاعبي المنتخب السوري انس صاري ونهاد الحاج مصطفى كما فاوض فريق الانصار مهاجم الهلال اليمني عادل السالمي وهذا فضلا عن العروض والمفاوضات السرية التي جرت بين مندوبي بعض الاندية ولاعبي الاستقلال الايراني ومرتيو البرتغالي. الاهلي يحافظ على اللقب وقد جاءت مشاركة الاهلي السعودي في الدورة السادسة موفقة فهذه البطولة هي أولى البطولات السبع التي سيشارك فيها هذا العام على المستوى المحلي والعربي والقاري. فالاهلي الذي يعتبر أحد أعرق وأقوى الفرق السعودية صاحبة الشعبية الجارفة والممول السخي للمنتخبات الوطنية اثبت بقيادة مدربه البلجيكي انه الافضل والاقوى مستوى ونتائج حيث استطاع هزيمة أقوى الفرق كالمنتخب الاولمبي العماني والمنتخب السعودي الاول والمنتخب الاولمبي البحريني وأخيرا فريق مرتيمو البرتغالي الذي يضم في صفوفه تسعة لاعبين اجانب من هولندا واسبانيا والبرازيل ومصر. ورغم افتقاد الفريق الاهلاوي لابرز لاعبيه وهما المهاجمان الدوليان عبيد الدوسري وطلال المشعل الا انه اثبت انه من الفرق التي لاتتأثر بالنقص مهما كان حجم اللاعب ولعل التوليفة الجديدة التي صنعها المدرب الداهية ديمتري تؤكد ذلك فقد استعان بعدد من اللاعبين الشباب اصحاب المستويات العالية امثال وليد الجيزاني وصالح المحمدي وفهد فلاته ووليد عبدربه ومحمد مسعد الى جانب اصحاب الخبرة محمد شليه وحسين عبدالغني وفوزي الشهري وخالد قهوجي وفهد الزهراني وسعد الدوسري وهذه المجموعة خلق بينها نوعا من الانسجام التام والتفاهم الفطري مما ساعده على تنفيذ خططه بالشكل المطلوب. وسيكون اللقب الذي حققه دافعا للاعبيه للمضي قدما نحو تحقيق انجازات أخرى سيستهلها بالمشاركة في مسابقة الامير فيصل بن فهد التي يحمل لقبها الذي حققه في الموسم الماضي على حساب الهلال. وتعتبر هذه البطولة هي الاولى للمدرب البلجيكي ديمتري الذي تعاقدت معه ادارة النادي مقابل نصف مليون دولار لموسم واحد وستكون دافعا له لبذل المزيد من الجهد والعمل الدؤوب من أجل تطوير فريقه الذي تنتظره مشاركات صعبة تحتاج الى اعداد أكثر جدية لكي تتحقق الفائدة المنشودة وهي البحث عن البطولات. وقد سبق للمدرب ديمتري الاشراف على القطب الاخر لكرة الغربية فريق اتحاد جدة وحقق معه سبع بطولات على فترتين حيث درب الفريق عام 1997م وقاده للفوز بجميع البطولات السعودية الثلاث (كأس دوري خادم الحرمين الشريفين وكأس ولي العهد وكأس الامير فيصل بن فهد) وفي عام 1999م عاد مرة أخرى لتدريب الفريق (الاتحاد) وحقق معه الرباعية وهي كأس الامير فيصل بن فهد وكأس بطولة مجلس التعاون الخليجي السادسة عشرة وكأس الكؤوس الاسيوية التاسعة وكأس دوري خادم الحرمين الشريفين. وقد حقق الاهلي خلال تاريخه الطويل الذي يمتد الى 65 عاما حيث تأسس عام 1937م ثلاثا وعشرين بطولة منها تسع عشرة محلية وأربع خارجية وهي على النحو التالي: كأس جلالة الملك 10 مرات. كأس ولي العهد 4 مرات. بطولة الدوري الممتاز 3 مرات. كأس الامير فيصل بن فهد مرتان. بطولة مجلس التعاون الخليجي مرتان. بطولة الصداقة الدولية مرتان.