دعت الاممالمتحدة الحكومات إلى تغيير أنماط التنمية الحالية غير المتجانسة لوقف تدهور بيئة الارض وإنقاذ الاجيال المقبلة. وأصدرت المنظمة الدولية تقريرا بعنوان التحدي العالمي.. الفرصة العالمية لابراز مناطق في دول تحتاج حكوماتها إلى تركيز الجهود على المياه والنظافة والطاقة والانتاج الزراعي والصحة والتنوع البيئي والنظم البيئية. وأعد التقرير مقدما توطئة للقمة العالمية حول التنمية المستدامة المقرر عقدها في جوهانسبرج خلال الفترة من 26 أغسطس إلى الرابع من سبتمبر القادم. وتعد هذه القمة ذروة أعمال المتابعة التي استمرت عشر سنوات لقمة الارض التي عقدت عام 1992 في ريو دي جانيرو بالبرازيل حيث أقر تجمع كبير لزعماء حكومات العالم خطة عمل لتحسين البيئة. وصرح السكرتير العام المساعد للامم المتحدة نيتين ديساي بأن رؤساء الحكومات يجب أن يركزوا في جوهانسبرج على توفير موارد لتنفيذ برامج من أجل التنمية المستدامة وتغيير السياسات التي تلحق أضرارا بأنظمة البيئة. وقال ديساي في مؤتمر صحفي إذا لم نفعل شيئا لتغيير أنماطنا الحالية غير المتجانسة في التنمية فسوف نعرض للخطر أمن الارض وشعوبها على المدى البعيد . وأضاف أنه حدث التقاء للافكار منذ اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة في عام 2000 بمناسبة بدء الالفية الجديدة حينما تعهدت الحكومات بإرساء تعاون وثيق للقضاء على الفقر ووقف تدهور البيئة وتحسين برامج الرعاية الصحية حول العالم. وقال ان التحدي الآن يكمن في الحصول على موارد لتنفيذ برامج تعالج مسائل الفقر والتعليم والصحة وأهدافا أخرى منشودة. وتعد الزراعة من بين المجالات التي تحتاج إلى القدر الاكبر من الاهتمام. وقال ديساي أن نحو 30 في المائة من الاراضي الزراعية في العالم مستنزفة أو مهددة بالتصحر. وذكرت الاممالمتحدة أن الطلب على الغذاء يتصاعد مع تزايد سكان العالم. وتتفاقم هذه المشكلة في مناطق من العالم تتناقص فيها خصوبة الاراضي الزراعية إما بسبب إنهاك الارض بالزراعة أو بسبب التصحر. ومن بين دواعي القلق الاخرى التي أثارتها المنظمة الدولية قبل قمة جوهانسبرج، أن هناك مليار شخص مازالوا غير قادرين على الوصول إلى مياه نقية للشرب. وقالت المنظمة ان ما يقدر بنحو 3.5 مليار شخص سيواجهون نقصا خطيرا في إمدادات المياه ولاسيما في شمال أفريقيا وغرب آسيا بحلول عام 2025. وفي مجال الطاقة أسهمت الزيادة الحادة منذ التسعينيات في استهلاك الوقود الاحفوري وانبعاثات الغازات الكربونية في ارتفاع درجة حرارة الارض وتغيير المناخ. وفيما يتعلق بالتنوع البيئي وأنظمة البيئة ذكرت الاممالمتحدة أن 90 مليون هكتار من الغابات قد دمرت خلال التسعينيات وأن استمرار إزالة الغابات أصبح يشكل تهديدا كبيرا لثلثي الكائنات الحية على الارض. وفي مجال الصحة، قالت الاممالمتحدة ان الوفيات الناتجة عن أسباب ذات علاقة بالبيئة قد زادت. وأضافت أن المياه الملوثة تتسبب في وفاة حوالي 2.2 مليون شخص سنويا فيما تنتشر الملاريا نتيجة لانخفاض فعالية الادوية المتاحة ولعوامل متصلة بالتنمية الاقتصادية تساعد على توالد البعوض، من بينها إزالة الغابات وطرق الري. وأوضحت الاممالمتحدة أن ما يزيد على 100 من زعماء العالم قبلوا دعوات لحضور قمة جوهانسبرج. وقالت أن الرئيس الامريكي جورج دبليو. بوش تلقى دعوة لكن لم يتخذ قرارا بعد.