سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
واشنطن تنظر من خلال منظار مصلحتها الخاصة لقضايا العالم وتتجاهل مصالح الآخرين وتحتكم في ذلك للقوة مارتن أنديك ومها جراني حول طاولة واحدة في ندوة (أمريكا والعالم) في أصيلة:
في لقاء لا يمكن تصديقه بأي حال من الأحوال جمعت المنصة الرئيسية لندوة (أمريكا والعالم) في موسم أصيلة لهذه السنة المستر مارتين انديك السفير الأمريكي السابق في تل أبيب وعطاءالله مهاجراني وزير الثقافة الإيراني السابق. الندوة بدأت بتوجيه مهاجراني كلامه للأمريكيين عندما قال ان بلاده كانت ترغب على الدوام في فتح جسر للحوار مع واشنطن . محملا فشل ذلك إلى غياب لغة مشتركة بين الطرفين . بما أن المصطلحات تختلف في استعمالها عند الطرفين. مارتين أنديك في هذه اللحظة تدخل مقاطعا مهاجراني حيث قال: : اني متفق معك يا عزيزي بالقول بضرورة التحاور , لكن علينا استخدام المفردات والمصطلحات بوضوح معتبرا أن الإدارة الأمريكية حاولت باستمرار إقامة جسر للحوار . مارتن أنديك وفي مداخلته استعرض الرؤية الأمريكية للعالم بعد تفجيرات 11 من سبتمبر أن العالم يعيش اليوم وفق نظر واشنطن عصرا جديدا لم يوجد بعد اصطلاح محدد لوصفه وأنا اقترح وصف المرحلة الحالية ب (مرحلة الإرهاب الساخن) معترفا بأن الهجمات التي تعرضت لها بلاده نهاية الصيف الماضي أثرت بشكل كبير في توجيه السياسة الأمريكية. أنديك ذكر في مداخلته بالخطوط الثلاثة التي ترتكز عليها سياسة واشنطن الخارجية المتمثلة في: محاربة المنظمات الإرهابية التي تستعمل العنف من أجل تحقيق أغراض سياسية , وتجفيف مصادرها المالية. ومحاربة الأنظمة التي ترعى الإرهاب او الساعية إلى امتلاك أسلحة الدمار الشامل. ومحاربة الأنظمة الدكتاتورية من أجل إرغامها على التحول إلى الديموقراطية وتبني احترام حقوق الإنسان. وأمام الانتقادات التي طالت تصريحاته من غالبية المتدخلين والتي طالت في كثير من الأحيان السياسية لواشنطن, وتعامل إدارة بوش مع الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة أعلن سفير أمريكا السابق لدى تل أبيب بأن الوقت قد حان لكي ندخل في حوار جدي ليس فقط في إيران ولكن مع باقي بلدان العالمين العربي والإسلامي داعيا الى (تبني الطرفين الأمريكي والعربي/ الإسلامي لمواقف معتدلة حتى يتمكن الجانبان من ترسيخ ثقافة للحوار). وتلت مداخلتي ممثلي وجهتي النظر الإيرانيةوالأمريكية مداخلات كانت في مجملها ردود فعل على ما تناوله أنديك ومهاجراني. عبد الرحمن الراشد رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط اللندنية اعتبر في مداخلته أن الحوار الأمريكي العربي مفقود لأنه لم يسبق للجانبين الجلوس إلى بعضهم البعض ,. ان أمريكا كانت اقرب الى العرب في القرن الماضي خلال محاربتهم للاحتلال البريطاني والفرنسي , وتجلى وقوف أمريكا إلى جانب العالم العربي أثناء العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956 .. خلاف الوضع الحالي الذي أصبحت فيه أوروبا هي الأقرب من قضايا العرب , بل أن هناك من العرب اليوم من يبحث عن ند لواشنطن ويجب انتظار هذا الند...:. وحول ما تشهده الأراضي العربية المحتلة من أعمال عنف وعن الدور الأمريكي في ذلك قال الراشد " ان أمريكا قادرة على إجبار إسرائيل على الخروج من الأراضي العربية المحتلة .. ولولا هذا الاحتلال لما كان هناك إرهاب .. إن الحرب ضد الإرهاب هي قضية ثقافية محضة لأن من يخوضون هذه الحرب لا يخوضونها من أجل مناطق متنازع عليها وإنما من أجل تطهير العالم من الرجس حسب نظرهم .. ان أمريكا تتحمل المسؤولية لأنها لا ترسل الى المنطقة العربية سوى قواتها العسكرية ورجال الأعمال , بينما كانت الإمبراطوريات الأوروبية قبلها تبعث ضمن صفوف حملاتها باحثين اجتماعيين وأنثروبولوجيين لدراسة ومعرفة ثقافة الدول التي يستعمرونها .." من جهته حمل الدكتور إبراهيم العريس أستاذ سابق في جامعة جورج تاون في واشنطن الإدارة الأمريكية مسؤولية تردي علاقتها مع العرب حيث قال " أن أمريكا تتحمل مسؤولية تردى العلاقات مع العالم العربي خاصة على صعيد الشارع وذلك بسبب الكيل بمكيالين الذي تنهجه الإدارة الأمريكية من حيث استخدام مصطلحات من قبيل مصطلح الإرهاب , إن هذه السياسة هي التي جعلت التفاهم صعبا بين الولاياتالمتحدة كأكبر قوة في العالم وبين شعوب العالم ...من هنا لابد من التمييز بين الكفاح من أجل الحرية وبين مفهوم الإرهاب الذي يعني قتل الأبرياء .. ان جورج واشنطن كان يوصف بالإرهابي قبل استقلال أمريكا واصبح بعد ذلك أول رئيس للولايات المتحدةالأمريكية. المتدخل المغربي في هذه الندوة كان الدكتور الحسان بوقنطار أستاذ القانون بجامعة محمد الخامس بالرباط, والذي اعتبر في مداخلته الوجيزة : أن أمريكا أصبحت تقسم العالم إلى مجموعتين: مجموعة الأخيار , ومجموعة الأشرار وهو ما وصفه الرئيس جورج بوش بمحور الشر , وهو ما يعتبر حكمة قيمة مسبقة .. إن السلوك الأمريكي يحكمه منطق القوة وإن هذا السلوك سيبقى مهيمنا على السياسة الخارجية الأمريكية ما دام لا توجد قوة أخرى في العالم يمكن أن توازي القوة الأمريكية لتعديل الكفة؟؟" من جهته اعتبر الحبيب بولعراس الأمين العام لاتحاد المغرب العربي إن وجهة النظر الأمريكية هي أحادية الجانب وبالتالي فهي تنظر إلى الأمور وتحللها من منظر مصلحتها الخاصة , وهو ما أضر بالشرعية الدولية التي باتت تكيل بمكيالين . فالشرعية تعني التزام الشرطي المطالب بتنفيذها احترامها , وإن لم يحترمنها فإن أي تطبيق لها يبقى مشكوكا فيه إن لم يكن غير مقبول..