نفذ المتمردون الكولومبيون اليساريون ما توعدوا به حيث نجحوا في تحويل حفل تنصيب الرئيس اليميني الجديد ألفارو أوريبي إلى مناسبة دامية. فقد وقع 15 قتيلا في سلسلة من الانفجارات أمام مقر البرلمان الكولومبي بينما كان أوريبي في طريقه إلى البرلمان لاداء اليمين الدستورية ليتولى مهام منصبة خلال السنوات الاربع القادمة. كما أصيب 24 شخصا، ولكن الانفجارات لم توقف حفل تنصيب الرئيس اليميني الجديد وتوليه مهام السلطة خلفا لانديارس باسترانا. وقد وعد أوريبي في كلمته بالضرب من حديد ضد جماعات المتمردين في كولومبيا التي ظلت ترفع راية الحرب في البلاد لمدة 38 عاما. وقال أوريبي إن الديمقراطية هي ما نعرضه لتأمين حكم القانون في كولومبيا ووضع نهاية للحرب وحماية المواطنين وحماية الحق في عدم الاغتيال . وأكدت محطات الاذاعة والتلفزيون الكولومبية أن ثلاثة صواريخ استقرت في موقف السيارات التابع لمقر الرئاسة كازا دي مارينو على مسافة لا تبعد عن مقر البرلمان، مما أسفر عن إصابة أربعة ضباط. وأرسلت طائرة هليكوبتر حربية على الفور إلى المنطقة لمنع وقوع مزيد من الهجمات. وفي هجوم منفصل هزت الانفجارات منطقة فقيرة يقطنها متسولون حسبما ذكرت إذاعة كاراكول نقلا عن مسئولين في البلدية. وصرح مصدر في شرطة العاصمة لوكالة الانباء الالمانية (د.ب. أ) بأن قذيفة هاون انفجرت في قلب العاصمة بوجوتا ولكن لم يوضح ما إذا كان هناك ضحايا. وسارعت الشرطة بإغلاق المنطقة. وعشية تنصيب الرئيس أصيب عشرة أشخاص بجراح من جراء هجوم يفترض أن المتمردين قاموا به ضد منشأة عسكرية في شمال غرب بوجوتا وسلسلة من العبوات الناسفة الضئيلة القوة كانت تلقى من عربات تسير في شمالي وجنوبي المدينة. وحضر حفل تنصيب أوريبي /50 عاما/ رؤساء ست دول في أمريكا اللاتينية. وقام الرئيس الجديد بأداء ولاء اليمين أمام رئيس الكونجرس خوسيه ألفريدو. وأفادت الانباء الواردة أن الرئيس أليخاندرو توليدو رئيس بيرو ألغى حضوره الحفلة بعد أن تلقى تحذيرا بأنه قد يتعرض لهجوم. وكانت القوات المسلحة الثورية الكولومبية اليسارية (فارك) التي تعد أضخم وأقدم حركة تمرد في كولومبيا قد أعلنت أنها ستفسد حفل تنصيب الرئيس اليميني المدعوم من واشنطن رغم تشديد إجراءات الامن. فقد صدرت أوامر إلى 20 ألف ضابط وجندي شرطة بتوفير الحماية لاوريبي، وتم إغلاق المجال الجوي فوق بوجوتا أمام رحلات خطوط الطيران لمدة ثلاث ساعات. يذكر أن كولومبيا عاشت أجواء حرب خطيرة منذ شباط/فبراير الماضي عندما أوقف الرئيس السابق باسترانا محادثات السلام مع فارك بعد أن قامت هذه الحركة بخطف طائرة ركاب وعضو في مجلس الشيوخ هو رئيس لجنة للسلام تابعة للكونجرس. وأعقب ذلك وابل من عمليات خطف لشخصيات سياسية.