أمير القصيم يستقبل الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية    أمير الرياض يكلف الغملاس محافظا للمزاحمية    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 44211 شهيدًا    برنامج الغذاء العالمي: وصول قافلة مساعدات غذائية إلى مخيم زمزم للنازحين في دارفور    موعد مباراة الهلال ضد السد في دوري أبطال آسيا    سعود بن نايف يرعى ملتقى "الممارسات الوقفية 2024"    أمير الرياض يفتتح المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة    باص الحِرفي" في جازان: احتفالية فنية تعزز التراث وتلهم الأجيال    اكثر من مائة رياضيا يتنافسون في بطولة بادل بجازان    موقف توني من مواجهة الأهلي والعين    في أقوى صراع الحريق يشعل منافسات براعم التايكوندو    المعرض المروري يستعرض أبرز مسببات الحوادث بالمدينة    تحت رعاية ولي العهد.. السعودية تستضيف مؤتمر الاستثمار العالمي في الرياض    «هيئة الإحصاء»: ارتفاع الصادرات غير النفطية 22.8 % في سبتمبر 2024    "يلو 11".. ديربي حائل وقمم منتظرة    التدريب التقني والمهني بجازان يفتح باب القبول الإلكتروني للفصل الثاني    "السجل العقاري" يبدأ تسجيل 90,804 قطع عقارية بمدينة الرياض والمدينة المنورة    «التعليم» تطلق برنامج «فرص» لتطوير إجراءات نقل المعلمين    "الصندوق العقاري": إيداع أكثر من مليار ريال في حسابات مستفيدي "سكني" لشهر نوفمبر    أمر ملكي بتعيين 125 «مُلازم تحقيق» على سلك أعضاء النيابة العامة القضائي    اقتصادي / الهيئة العامة للأمن الغذائي تسمح لشركات المطاحن المرخصة بتصدير الدقيق    الأرصاد: أمطار غزيرة على عدد من المناطق    أقوى 10 أجهزة كمبيوتر فائقة في العالم    تنافس شبابي يبرز هوية جازان الثقافية    يلتهم خروفا في 30 دقيقة    15 مليار دولار لشراء Google Chrome    وزير الثقافة: القيادة تدعم تنمية القدرات البشرية بالمجالات كافة    لماذا رفعت «موديز» تصنيف السعودية المستقبلي إلى «مستقر» ؟    المدينة: ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف ومواقع تاريخية    مسودة "كوب29" النهائية تقترح 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة    «مجمع إرادة»: ارتباط وثيق بين «السكري» والصحة النفسية    بحضور سمو وزير الثقافة.. «الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    تحفيزًا للإبداع في مختلف المسارات.. فتح التسجيل في الجائزة السنوية للمنتدى السعودي للإعلام    فعاليات متنوعة    «واتساب» يتيح التفريغ النصي للرسائل الصوتية    "الحياة الفطرية" تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    القِبلة    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    توقيع 19 اتفاقية وإطلاق 5 برامج ..وزير الصناعة: المحتوى المحلي أولوية وطنية لتعزيز المنتجات والخدمات    الأكريلاميد.. «بعبع» الأطعمة المقلية والمحمصة    القبض على مقيم لاعتدائه بسلاح أبيض على آخر وسرقة مبلغ مالي بالرياض    مشكلات المنتخب    «النيابة» تدشن غرفة استنطاق الأطفال    فرع وزارة الصحة بجازان يطلق حزمة من البرامج التوعوية بالمنطقة    «صواب» تشارك في البرنامج التوعوي بأضرار المخدرات بجازان    الحريق والفتح يتصدران دوري البلياردو    الأساس الفلسفي للنظم السياسية الحديثة.. !    معتمر فيتنامي: برنامج خادم الحرمين حقّق حلمي    سالم والشبان الزرق    المدى السعودي بلا مدى    الجمعان ل«عكاظ»: فوجئت بعرض النصر    إبر التنحيف وأثرها على الاقتصاد    «سلمان للإغاثة» ينظم زيارة للتوائم الملتصقة وذويهم لمعرض ترشح المملكة لاستضافة كأس العالم 2034    جمعية تآلف تحتفل باليوم العالمي للطفل بفعاليات ترفيهية وبرامج توعوية    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    "العوسق".. من أكثر أنواع الصقور شيوعًا في المملكة    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف نعيش مع "أبغض الحلال"
المنطقة الشرقية الأولى في نسبة الطلاق بين مناطق المملكة
نشر في اليوم يوم 06 - 08 - 2002

اكدت الاحصاءات الاخيرة للاحوال الشخصية ان المنطقة الشرقية سجلت اكبر نسبة طلاق بين مناطق المملكة كما احتلت المركز الثاني بعد دولة الكويت بالنسبة لمناطق الخليج العربية والذي سجل اعلى نسبة طلاق بين مناطق الوطن العربي. وقد اشارت الكثير من الدراسات الى ان تلك النسبة المرتفعة جاءت تبعا للتغيرات التي طرأت على المجتمع المحلي على كافة اوجه الحياة والنظم الاجتماعية والاقتصادية منها ولكن ما حقيقة واقع الطلاق في المنطقة الشرقية؟ سؤال لابد من مواجهته عسى ان يكون في تلك المواجهة سبيل للامساك بطرف الخيط الذي قد يعيد نظم الشكل الصحيح للزواج وبالشكل الذي يرضي كافة الاطراف.
أسباب الطلاق
قد يكون للطلاق اسباب محددة ومعروفة ولكن واقع العلاقة الشخصية واختلاف طبيعة الشخصين المعنيين بهذه المشكلة يجعل هناك فروقا بين كل حالة طلاق واخرى مهما تشابهت الاسباب ولكن يبقى لقدرة التحمل النصيب الاكبر في تحديد مصير كل زواج.
اما بالنسبة للاسباب الرئيسية للطلاق والتي قد يتفرع منها الكثير والكثير من التفاصيل المختلفة بين كل حالة واخرى فتكمن في اربعة مسببات.
عدم القبول العاطفي بين الطرفين وعنف احد الطرفين وعادة ما يكون من طرف الزوج الرجل، الحالة المادية للاسرة، واخيرا تعدد الزوجات. وهناك حكايات كثيرة تختلف تفاصيلها تتبع تلك الاسباب.
غياب التوافق
السيدة جوهرة: متزوجة وربة بيت تقول:
الحمد لله اعيش حاليا مع زوجي وابنتي اللتين من الله علي بهما بعد زواجي الحالي وهو الزواج الثاني بالنسبة لي وللاسف فقد خضت سابقا تجربة فاشلة في الزواج ولكن الحمد لله لم تدم طويلا ولكن عانيت منها كثيرا فقد تزوجت صغيرة في السن خلال دراستي الثانوية وحيث ان الزواج كان تقليديا بحيث لم تتح الفرصة لي بالتعرف على الزوج بشكل حقيقي خلال فترة الخطوبة القصيرة جدا واكتشفت بعد الزواج انه ليس هناك اي مودة ممكن ان تكون مع الزوج الذي تم اختياره لي على اساس مرئيات الاهل الخاطئة حيث اكتشفت تلاعبه بعواطفي واستغلاله لي بعد ان صارحني بعدم تقبله لوجودي في حياته خاصة وانه كان يتمنى الزواج من فتاة اخرى ولكن لم تشأ الظروف له ذلك وبالفعل تم الطلاق بعد اشهر بسيطة من الزواج ولكن اثاره بقيت معي لسنوات عدة فالرفض لم يكن سهلا ابدا لذلك لم اتجرأ على خوض التجربة مرة اخرى الا بعد سنوات عدة وزيارات متكررة للطبيب النفسي الذي ساعدني على التخلص من مشاكلي.
العنف
افادت دراسة نشرها المعهد الوطني للعدالة في امريكا ان العنف المنزلي يطال ربع الزوجات الامريكيات خلال حياتهن اما في بريطانيا فقد اظهرت الدراسات ان 76% من البلاغات التي تصل للشرطة تتعلق بالعنف المنزلي حيث يعتقد المسئولون الامنيون هناك ان نحو 35 الف حادثة عنف منزلي تمر سنويا دون الابلاغ عنها، قد يقول البعض هذا في الدول الاجنبية التي تحكمها اصول وديانات مختلفة ولكن الاحصاءات تؤكد ان العنف يعد من الاسباب الاساسية للجوء الزوجات لطلب الطلاق.
السيدة ام نورة (طبيبة امتياز) مطلقة ولديها بنت واحدة تقول:
عشت طوال عمري حياة كريمة لدى اهلي لم يستخدم اهلي العنف في تربيتنا ونحن اطفال حتى وبعد زواجي كان لابد من النقاشات الحادة على بعض الامور وكان من الممكن ان اتعامل معها بحكمة ولكن ان تصل بالزوج ان يمد يده بضرب زوجته فهذا بالنسبة لي هي النهاية وهذا ما حدث معي فأنا احترم نفسي واحترم اهلي الذين لن يوافقوا على ان تعامل ابنتهم بهذا الشكل لذلك طلبت الطلاق دون اي تفكير بسماع اي تعليق او طلب غفران فمن املت عليه شخصيته ان يمد يده بالضرب لامرأة فهذا لا يرجى منه اصلاح ابدا وحتى لو اصلح نفسه فلنفسه فأنا لن استطيع احترام نفسي وانا معه كما انه سوف يستهين بي حين اعود له بعد فعلته تلك اما ابنتي فحياتها افضل بين عائلة سوية من ان تعيش وسط أسرة مهزوزة لا يجمعها الاحترام.
رأي الشرع في العنف
وحول رأي الشرع في هذا الموضوع كان لنا حوار مع الشيخ مروان القادري والذي اوضح في البداية ان ضرب الزوجة مشروع بنص من القرآن ولكن في حالة النشوز فقط وقد عرف الفقهاء النشوز بأنه "الذنب الكبير" وعرفه البعض منهم بان الناشز هي "المتعالية على زوجها المشرفة عليه من عليائها بحيث تجعل ارادتها فوق ارادته" ومنهم من قال ان الناشز هي "التي تترك بيتها من غير علم زوجها" والنص القرآني احل الضرب في حالة النشوز فقط وجعله آخر مرحلة من محاولات الاصلاح ففي البداية لابد من استخدام اسلوب الوعظ والنصح مع الزوجة واذا لم تلتزم وتمتنع عن اخطائها يعمد الزوج لاستخدام اسلوب الهجر في الفراش واذا استمرت الزوجة في تعنتها يعمد الى الضرب البسيط غير المبرح بقصد الاهانة والتخويف فقط. اما اذا كان الضرب بدون ذنب اقترفته الزوجة او حتى لو كان ذنبا بسيطا فهذا ليس للزوج الحق فيه بتاتا فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم "ولا يضرب خياركم" فهناك ازواج للاسف يستخدمون حق القوامة استخداما سيئا فالمشكلة هنا ليست في الحق المتاح ولكن في مستخدميه المتاح لهم ذلك الحق فهناك ازواج يستخدمون القوامة بالاذلال بينما القوامة هي الاشراف والتوجيه والقيادة اما بالنسبة لموقف الزوجة المعتدى عليها فاذا كان الضرب الواقع عليها بدون اسباب وجيهة ويقع عليها بشكل مستمر فلا بد لها من ابلاغ اهلها حتى يحاولوا ايقاف هذا التعنت الواقع عليها واذا واذا استمر الحال على ماهو عليه لابد من ابلاغ السلطات عن هذا الزوج وهناك الضرب الذي لا تنصح الزوجة فيه بابلاغ اطراف اخرى حتى لا تتفاقم المشكلة مثل النزاعات البسيطة التي خلالها لا تستطيع الزوجة منع نفسها من اغضاب الزوج ببعض الملاحظات دون ان تشعر هي بعظم تأثيرها عليه فلا يجد الزوج امامه احيانا سبيلا الا ضربها دون تفكير فهذا النوع من الضرب واذا كان لا يقع باستمرار وتشعر الزوجة فيه بان لها دورا فيه ينصح بالسكوت عليه وعدم ادخال اطراف اخرى بينهم.
العجز المادي
قدرت منظمة العمل الدولية عدد العاطلين عن العمل مع بداية عام 2001 بنحو 160 مليون شخص في العالم والاغلبية الساحقة منهم يتواجدون في الدول النامية وعلى اساس هذا الاحصاء اشارات احدى الدراسات في القاهرة الى ان حالات كثيرة من الطلاق تتبع الانهيار المادي المفاجئ للاسرة بسبب الانقطاع عن العمل لرب الاسرة او الخسائر المفاجئة في الاعمال الخاصة وتحدد الدراسة العامل المادي كعامل اساسي ان لم يكن الاهم من بين العوامل والاسباب الرئيسية للطلاق، وحالات الطلاق من هذا النوع متكررة وبكثرة في المنطقة وفي هذا تقول السيدة ام نواف موظفة في قطاع التعليم:
طلبت الطلاق بعد صبر والتزام بزوجي والعائلة لمدة طويلة وحين اقتنعت تماما بان تأخير الانفصال سيكون سلبيا اكثر من الفائدة التي ارجوها منه بالنسبة لاطفالي ولي فقد طلبت الطلاق وحاولت بقدر المستطاع تلافي المشاكل والسلبيات التي قد تترتب عليه وسبب ذلك كون زوجي بدأ بالاعتماد التدريجي على راتبي كمورد اساسي للعائلة حتى اصبحت مسؤولة عن كافة المصاريف في الوقت الذي كنت اتمنى فيه ان يساعدني في هذا العبء وزيادة الموارد المادية لرفع مستوى معيشتنا ولكنه ركن الى التخاذل والتحجج باسباب واهية تمنعه من تحصيل الارباح بعد ان كان في بداية زواجنا يعتمد في عمله على الاعمال الحرة وكان نشيطا في ذلك تخاذله ذلك جعلني اشعر بكره شديد له ورغبة بان لايرى ابنائي تقاعس والدهم عن العمل وركونه للجلسات اليومية مع الاصدقاء كي لا يكون قدوة او مثلا لهم فابنائي يحتلون المركز الاول بالنسبة لاهتماماتي وطلاقي يعني تقليل المصروفات وبالتالي مقدرتي على توفير معيشة افضل لهم.
الزوجة الثانية
السيدة ندى موظفة ادارية بقطاع التعليم تقول:
طلبت الطلاق بعد قرار لم يأخذ مني سوى لحظات من التفكير دون اي تردد ودون ان اتيح لاحد فرصة التدخل والحمد لله لم اندم على قراري ذلك حيث ان اسباب طلاقي كانت محددة وواضحة فانا لم اكن ابدا من الشخصيات التي قد تقبل بالمشاركة في الحياة الزوجية وحين علمت بنية زوجي بذلك قررت وبشكل مباشر الانفصال حتى لو تراجع عن رأيه فالنية كافية لان تزيل اي مودة ورحمة بيننا ولم يكن سبب قراري ذلك كوني قد لا اتحمل الغيرة المحتملة ولكنها كرامتي فقط هي الدافع الاول فاي محبة كنت اكنها لزوجي محيت في لحظة واحدة لذلك لم اشعر ابدا بالغيرة اما بالنسبة لتأثير الطلاق على حياتي فالحمد لله اعتبر نفسي محظوظة كون الاستقلال المادي الذي احظى به من خلال وظيفتي سهل علي كثيرا بعدم احساسي بأي مشكلة مترتبة على الطلاق كما ان الله زرقني بولدين جعلاني اشعر باهمية السنوات التي انقضت مع والدهم ولا اندم عليها وبالنسبة لهم هم يقدرون حقيقة اسباب انفصالي عن والدهم واتعامل معهم بكل صراحة ولا اعتقد ان هذه المشكلة قد تؤثر بشكل سلبي على حياتهم اذا ما تم التعامل معها بشكل صحيح فالمهم هو اسلوب التربية القائم على اساس تنمية احترام الذات وقوة الشخصية وهنا لابد من الاقرار ان الوظيفة ساعدتني اساسا في سرعة اتخاذي للقرار وقد يكون للاستقلال المادي الدافع الاول للكثير من المطلقات لطلب الطلاق دون خوف وبصراحة اكثر الكثير منهن لم يتغير عليهن شيء في حياتهن المادية كونهن كن المسئولات عن كافة الامور المادية دون مشاركة الزوج قبل الطلاق.
الشرع والزوجة الثانية
حول الزواج من الثانية حاورنا الشيخ/ م. م بمركز الدعوة والارشاد حول غياب الاجتهاد خلال الاربعة عشر قرنا الماضية في مسألة الزواج المتعدد وبقائها على ما هي عليه مع تغير الزمن والظروف حتى انه ايضا لا وجود للتوعية بالاسباب الداعية له او بحقوق الزوجات الاولى او الثانية وقد اجاب الشيخ بقوله: انه لا مجال للاجتهاد والافتاء في مثل تلك الامور الواضحة فتعدد الزوجات قد اباحه الله تعالى وجاء ذلك واضحا في الكتاب والسنة ولكنه ايضا اكد على الحذر فيه للتأكيد على وجوب اتخاذ الحذر والحيطة عند التفكير في الزواج الثاني اوتعدد الزوجات وذلك عندما اكد سبحانه وتعالى في القرآن الكريم على وجود العدل بين الزوجات وجاء التأكيد على عدم قدرة الانسان على العدل بقوله (ولن تعدلوا) ولكن الحقيقة ان مسألة الزواج المتعدد لا يحكمها في مجتمعاتنا سوى الرغبة في الزواج فقط لثقة كل رجل بقدرته على العدل ولكن ذلك من اصعب الامور وبنظرة سطحية تجدين المتضررات من النساء ممن تزوج عليهن ازواجهن كثيرات جدا وبذلك لم يحصل العدل المشروط باباحة الزواج المتعدد وبنفس الوقت نجد ان الزواج من اخرى لدواع حقيقية وملحة لا تتعدى نسبته 10% من نسبة الزواج المتعدد الحاصل اما بالنسبة لرأى الشرع في الطلاق المترتب على الزواج من الثانية فهذا لايعد سببا كافيا لاتمام الطلاق وهنا لابد من محاولة المام بالامور من قبل الزوج بحكمة ومشاركة اهل الزوجة بذلك ولكن مع ذلك هناك الكثير من حالات الطلاق المترتبة على تلك المشكلة والتي تتم باصرار الزوجة على الطلاق وموافقة الزوج على ذلك.
التوجيه والارشاد
من خلال الخبرات التي تلقاها القائمون على لجنة التوجيه والارشاد التابع لمشروع تيسير الزواج والتابع بدوره لجمعية البر الخيرية بالدمام اشار السيد عادل السلمة احد القائمين على هذا الجانب الارشادي الخير باللجنة بخصوص الطلاق والحالات التي يواجهونها من خلال عملهم باللجنة، حيث يقول انه ومع كثرة حالات الطلاق فانه من الصعوبة النظر اليها كظاهرة الا بعد عمل دراسات احصائية ونحن هنا بالمركز قد لا تكون لدينا اجابة وافية وقد تفي بذلك المحاكم الشرعية ونحن بحكم عملنا قد تمر علينا بعض الحالات التي من الممكن المساعدة في تفاديها وهذا جوهر عملنا ولكن لا يمكن تحديد احصائية دقيقة على اساس الحالات التي ترد الينا باللجنة اما عن الاسباب المؤدية للطلاق في مجتمعنا هنا حسب ما رأينا من الحالات التي تردنا فيمكن تحديدها بالاسباب التالية:
اولا: سوء اختيار الطرفين.
ثانيا: ضعف الحالة المادية لدى الزوج.
ثالثا: عدم الفهم الصحيح للحياة الزوجية.
رابعا: تدخل اطراف اخرى بين الزوجين.
اما بالنسبة للحلول التي قد يراها المتخصصون للحد من مشاكل الطلاق فيلخصها بالتالي:
اولا: عمل دورات توعوية للمقبلين على الزواج.
ثانيا: تدخل اطراف حكيمة عند نشوء المشاكل.
ثالثا: تأمين الناحية المادية لدى الشباب.
وعن مدى الفائدة التي قد يعطيها تدخل طرف ثالث ومحايد مثل لجنة التوجيه والارشاد التابعة لجمعية البر الخيرية للحد من تفشي حالات الطلاق السريع افادنا الاستاذ عادل بقوله اننا ومن خلال علمنا باللجنة لاحظنا ان هناك فائدة كبيرة من تدخل طرف ثالث ومحايد لحل المشكلة خاصة ان الاخوة القائمين على اللجنة يمتازون بالوعي وبحرصهم على تطبيق التعاليم الدينية كما انهم على درجة عالية من التحصيل العلمي والثقافي وذلك مما يساعد على حل المشاكل بيسر وسهولة ومن الاسباب الهامة ايضا بالنسبة لحدوث الطلاق في مجتمعنا التعصب والعنصرية لدى احد الطرفين وهذه رأيناها في حالات كثيرة اما عن الخدمات التي تقدمها لجنة التوجيه والارشاد فقد اشار الى انها كثيرة كان آخرها تقديم خدمة الهاتف الاستشاري الذي يقوم عليه بعض الاستشاريين الاكفاء لحل مشاكل الناس بكافة انواعها ونحن من هذا المنطلق نشجع الناس على اللجوء لهذه الخدمة في حال ما استعصت عليهم الحلول وقد اثبتت لنا التجربة اهمية هذه الخدمة ومدى فعاليتها في مساعدة البعض على حل مشاكلهم.
المعلقات
مع ان المنطقة الشرقية تحتل المركز الاول في نسبة الطلاق بين مناطق المملكة الا ان ذلك لا يعد احصاء دقيقا حيث ان الحالات التي تحت الانتظار منذ سنوات عديدة كثيرة جدا تم تعطيلها لاسباب عدة قد تكون من قبل الزوج الاناني الذي ترك زوجته وابناءه لسنوات دون حتى ان يكلف نفسه ايصال شعوره باحترام من شاركته الحياة وانجبت له الابناء من خلال الانفصال الرسمي لمساعدتها على مواجهة الحياة دون مساعدته بشكل ايسر وهناك ايضا الكثير من الحالات التي تم تعليقها لاسباب شرعية في المحاكم فلا الطلاق تم ولا الحقوق تمت متابعتها.
السيدة ام يوسف ربة بيت تقول:
انا ام لثلاثة اولاد وبنت قبل اكثر من تسع سنوات طلبت الطلاق من زوجي الذي اعياني بلا مبالاته باحوال البيت والابناء فهو في سفر متكرر بحجة الاعمال دون ان نرى نتيجة مادية لتلك الاعمال المزعومة وبعد طلبي المتكرر للطلاق صارحني بان ذلك لن يتم لي وكنت قد ارضى بذلك لو انه حاول اصلاح الامور الا انه غادرنا دون رجعة ودون اي مشاركة مادية لاعاشة ابنائه ولا يفكر في زيارتهم الا مرة كل ثلاثة اشهر وعندما فكرت في طلب الطلاق بشكل رسمي كان لابد من تحضيره وهذا ما لم يلتزم به ولم اشأ المتابعة كي لا اضع ابنائي في مثل تلك الاوضاع التي قد تكون اكبر من مقدرتهم على التحمل والتذبذب في مشاعرهم تجاه والدهم لذلك فضلت ابقاء الامور معلقة مع اني عانيت كثيرا من حيث المعاملات الرسمية والالزام بمراجعة ولي الامر غير الموجود واما بالنسبة لاحوالنا المادية فالحمد لله والدي لا يقصر علينا باي شيء مع أني كنت اتمنى لو اني حظيت بفرصة اكمال تعليمي كي استطيع مواجهة هذه المشكلة الان بقوة اكبر دون ان اشعر ويشعر ابنائي باننا عبء على احد.
وماذا بعد الطلاق
الطلاق تم والمشكلة قائمة وقد تكون حدت من مشاكل اكبر، والحياة تستمر ولكن ما الاحوال العامة للمطلقات وما نظرتهن لاوضاعهن القائمة والمستقبلية؟
السيدة فاتن "مطلقة" تقول:
لم يكن الطلاق بالنسبة لي سوى مشكلة عابرة فالوظيفة اتاحت لي القدر الكبير من الشعور بالاستقلال الذاتي بكافة الامور كذلك الاهل قدموا لي الكثير من المساعدة بعدم تعاملهم بسلبية مع المشكلة التي تعرضت لها لذلك انا كأي امرأة لي أمالي وطموحاتي في الحياة قد تكون نظرتي للرجل تغيرت كثيرا بحيث قد لا اشعر بالحاجة اليه في كافة النواحي وطموحاتي كثيرة بانجاز المشروع الحلم بالنسبة لي وهو مشروع مادي بحت ولكن عموما لا ارفض الزواج مرة اخرى بشكل حاسم الا انني لن اقبل به بسهولة.
السيدة مروة موظفة في مدرسة خاصة "مطلقة" تقول:
للاسف الطلاق سبب لي الكثير من المشاكل فانا اشعر بان حياتي تسير دون ان يكون لي سيطرة او حق في اتخاذ القرار فيها تزوجت بسرعة برغبة الاهل وتطلقت دون ان يكون لي حق رفض ذلك الظالم وهأنا اعيش حياتي مع ابنتي دون ان يكون لوالدها اي مشاركة معنوية في حياتها كذلك لا استطيع التخطيط لحياتي المستقبلية فلا انا استطيع الزواج مرة اخرى كي لا افقد وصايتي على ابنتي والتي اعطاني اياها والدها على شرط عدم الزواج لذلك اعيش حياة ليست ملكي فانا لم اختر ما حدث ولن اختار اي مخطط مستقبلي.
دراسات غريبة.. العوامل المنافية
في دراسة اثبتتها الجمعية الامريكية للبيئة في الولايات المتحدة تم تصنيف العوالم المناخية كمؤثرات اساسية علي تحديد الشكل العام للعلاقات الاجتماعية من حيث المضمون ومدى الترابط ومن بين تلك الاشكال الاجتماعية كان للطلاق الدور الكبير في مدى تأثير العوامل المناخية والبيئية على تحديد نسبته في المناطق تبعا لتلك المؤثرت حيث اشارت الدراسة الى ان المناطق التي تحظى بنسبة حارة ورطوبة اكثر يكون سكانها اكثر عرضة للتقلبات المزاجية والنفسية في الوقت الذي يحظى به سكان المناطق الاكثر برودة الى الاعتدال المزاجي والركون الى نظام حياتي رويني متكرر.
الخيانة
هل للخيانة الزوجية مكان في منطقتنا؟ في الكويت ومن خلال احد الاستبيانات الخاصة بالبحوث الاجتماعية تبين ان 73.5% من الشباب يرتبطون بعلاقات عاطفية والمهم هنا ان 13% منهم لديهم علاقات وهم مرتبطون اساسا بالزواج وهذه تعد نسبة كبيرة ودلالة واضحة على توافر عامل الخيانة في الكثير من حالات الزواج، تقول السيدة ام عمر لم اطلب الطلاق حتى الان من زوجي مع اني اتمنى حدوث ذلك واتوقعه في اي لحظة قد لا استطيع فيها تحمل اهوائه التي جعلته صغيرا جدا امامي ففي البداية كنت اشعر بانسحابه الليلي للهاتف ولا اشعره بمعرفتي ذلك احتراما لنفسي امامه ولكنه تمادى في استغفاله لي حتى اصبحت تلك المكالمات في اي وقت وكثيرا ما استطعت سماع مكالماته تلك وقد شعر بي واصبحت لا ابالي بان يراني اثناء محاولتي سماعه لذلك اشعر بكره شديد له لعدم احترامه لمشاعري وهو يعلم اني لا املك حرية التصرف والجرأة بطلب الطلاق من اجل الاولاد لذلك هو تمادى وان فقدت احترامي لنفسي.
الكحول والمخدرات
ولافة المخدرات والكحوليات دور كبير في ارتفاع نسبة الطلاق وتكمن المشكلة في عدم معرفة الزوجة بذلك قبل الزواج والمشكلة الاهم ان هناك بعض الصفات العقيمة في مجتمعنا لابد من الاشارة اليها فعندما يسأل اهل الزوجة عن المتقدم اليهم بطلب ابنتهم فالكل يحمد في شخصيته حتى لو كانوا يعرفون تعاطيه أكبر الآثام المخدرات او الكحول وبالتأكيد معظم تلك الزيجات تنتهي بالمآسي بالنسبة للزوج متعاطي المخدرات اما متعاطي الكحول فحالات الطلاق فيها كثيرة وحالات الصابرات من الزوجات على هؤلاء الازواج اكثر.
التريث وحكمة الاطراف الاخرى
ويبقى واقع الطلاق اكبر بكثير مما يمكن ان يستوعبه اي تحقيق فلكل حالة كما ذكرنا خصوصياتها حتى لو تم تصفيتها ضمن اي سبب من الاسباب الرئيسية او الفرعية ولكن قد يساعد تحقيقنا هذا في تسليط الضوء على اهمية التريث واتاحة الفرصة لهذه الشراكة الاجتماعية كذلك اهمية تدخل اطراف اخرى لحياد نظرتهم للمشاكل الغائبة والاهم من ذلك كله التحقيق التام من كافة التفاصيل قبل اتخاذ قرار الزواج وقد يكون لهذه النقطة اكبر الاثر لتحقيق النجاح في الحد من ايقاف نسبة الطلاق في منطقتنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.