يعطي العالم اجمع اهمية قصوى للابتكار بهدف مجاراة الحياة التي تتغير بسرعة مذهلة خصوصا فيما يتعلق بمجالي الاعمال والتكنولوجيا، والذين يواكبون هذه التغيرات السريعة ويصنعون من تلقاء انفسهم ابتكارات مفيدة في مختلف الميادين سيصبحون في وضع افضل من غيرهم. لذا اطلقت ارامكو السعودية هذا العام مبادرة الابتكار لدعم دور الشركة القيادي في صناعة الزيت والغاز ورفع مستوى التوعية بكيفية تحديد الفرص وتحقيق الانجازات المبتكرة. وقد وجه رئيس الشركة وكبير ادارييها التنفيذيين عبدالله بن صالح بن جمعة رسالة في هذا الشأن الى كافة الموظفين اكد فيها على دور الابتكارات الشخصية كواحد من اهم العناصر التي تمكن الشركة من المحافظة على دورها القيادي وترسيخه في صناعة الزيت. وجاء في رسالته ان الشركة تواجه تحديات غير مسبوقة في القرن الحالي وان المحافظة على موقع الصدارة في صناعة الزيت العالمية تعد مغامرة تتطلب سعيا حثيثا لتحقيق التغييرات المبتكرة من قبل كل موظف في كل عمل يؤديه. وارامكو السعودية كغيرها من الشركات الكبرى لديها موظفون يحملون افكارا ابداعية طوروا من خلالها اعمال الشركة وحصدوا العديد من براءات الاختراع. ففي الايام القليلة الماضية صمم العاملون في الورش الميكانيكية التابعة لارامكو السعودية في الظهران 24 ابتكارا، منها اثنا عشر ابتكارا مؤهلة لنيل براءة اختراع. فقد طور العاملون في هذه الورش اساليب جديدة لصيانة المعدات القديمة بحيث تغني عن استبدال بعضها، كما تم ادخال بعض التحسينات على تصميم بعض المعدات لتتفق وظروف التشغيل الاستثنائية في بعض بيئات العمل الصعبة. ولاشك في ان مثل هذه الافكار الابداعية قد افرزتها بيئة عمل مميزة توفر كافة الامكانات اللازمة لتطبيق الافكار الابداعية، كما تنميها وتدرسها وتضيف اليها المزيد من خلال الخبرات الاخرى المشاركة في محيط العمل لكي يصل العمل الابداعي في النهاية الى صيغة جديرة بالتعميم والاعتماد والتطبيق بل والمنافسة الابتكارية على مستوى العالم وحصد براءات الاختراع. من جانب آخر توصلت الشركة الى تطوير طريقة مبتكرة لاعادة توصيل اجزاء خطوط الانابيب ذات الضغط العالي والمبطنة بالاسمنت، حيث توصل احد الاستشاريين الهندسيين في الشركة الى حل رموز معضلة كانت تواجه الشركة مما جعل هذه الطريقة مصدر فخر دائم للجميع. الا ان هذه الطريقة المبتكرة والحاصلة على براءة اختراع تم تطويرها بواسطة الخبير في لحام المعادن والمواد الهندسية احمد عمر الذي يعمل في قسم الخدمات الاستشارية لهندسة المواد ومنع التآكل في ارامكو السعودية. وقد اعتمدت الشركة هذا التصميم كمقياس لاعادة لحام خطوط الانابيب المبطنة بالاسمنت المستعملة لنقل مياه البحر او المياه الجوفية عالية الملوحة لحقن آبار البترول تحت ضغط عال بعد ان يتم تبطينها بالاسمنت في الحقل. وتسمح هذه التقنية، المدرجة تحت براءة الاختراع رقم 5388863 لعام 1995م، بلحام اجزاء خطوط الانابيب بعضها ببعض من الخارج وبانتاج سد محكم للفجوة الداخلية بين اطراف البطانة الاسمنتية في آن واحد. وتمتاز هذه التقنية ايضا بكونها عملية من ناحية التطبيق في الحقل وقادرة على انتاج متكرر لوصلات انابيب ذات اعتمادية وجودة عالية مما يقلل اعمال التصليح اثناء انشاء خطوط الانابيب وصيانتها في المستقبل. وهذا ما يميز هذه التقنية عن طريقة الوصل السابقة فقد تعرضت الكثير من وصلات اجزاء الانابيب فيها الى التفتت والاخفاق في اداء وظيفتها نظرا لتلويث مواد اللحام ومواد منع التسرب بعضها لبعض في اثناء عملية الربط. وتتم تقوية خطوط الانابيب المصنوعة من الفولاذ الكربوني الموثقة في هذا الابتكار عند وصلات التوصيل عن طريق شريط رقيق من الفولاذ يعرف بالحلقة المساندة، يتم تركيبها حول الجزء الداخلي لاحدى نهايات قسم الانابيب المفصول. وتثبت الحلقة بالجزء الخارجي للانبوب عن طريق ثلاث لحمات صغيرة ثم يبطن الجزء الداخلي لكل خط انابيب عن طريق رش الاسمنت عليه بواسطة آلة زحافة خاصة بالانابيب، ثم تخفف اطراف الاجزاء المبطنة ثم تشطف لتسهيل عملية مد خطوط الانابيب وانشاء الجزء الاطاري منها ولتجهيز التجويف اللازم لاحتواء مادة سد الشقوق وتثبيتها، حيث توضع هذه المادة على كلا النهايتين لجزئي انبوب التزاوج المبطن لاحكام اغلاق الوصلة، وفي النهاية يدفع الجزأين معا، ثم تلحم الشقوق الخارجية بعد توسعتها بفعل عملية الشطف. وفي هذه العملية، يلحم الانبوب الخارجي بالحلقة الداخلية ولكن يفصل عن الحقين المانع للتسرب بمسافة تصل الى حوالي بوصة واحدة بحيث يتم تجنيب مادتي منع التسرب واللحام التعرض للتلوث، وتقوم الحرارة الناتجة عن عملية اللحام، وبشكل غير مباشر، بتجفيف للانابيب التي يصل قطرها الى 24 بوصة او اقل والتي لا يمكن الوصول الى داخلها، كما ان هذه التقنية فعالة في خطوط الانابيب الفولاذية الكربونية الموجودة في الخدمة او التي تم تركيبها حديثا.