نكني في حديثنا عن الأفراد بلفظ فلان وفلانة، وأكثر ما يكون ذلك إذا أراد المتحدث ومستمع ما عدم ذكر اسم المتحدث عنه تعمية على السامع او تحاشيا للغيبة، وأحيانا يكون الجميع على معرفة بالمقصود لكن المتحدث يكني بلفظ فلان لغرض في نفسه (فلان اللي تخبرون) وتتدخل حالات الرضا والسخط كثيرا في استخدام اللفظ فلان أو فلانة. يظهر للبعض ان لفظ فلان من العامي الذي لا يرقى الى الفصحى، ولعل مسوغ هذا الظن شيوع الكلمة وتكرار استخدامها على ألسنة العامة. لكن الكلمة موغلة في الفصاحة، وردت نصا في القرآن الكريم (يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا) "الفرقان: 28" واختلف في المقصود بفلان في الآية الكريمة. والعامة تقول فلان وعلان، وفلان وفلنتان وتصغره بقولهم فلين، وعلان وفلنتان لفظان من قبيل الاتباع الصوتي، فالغاية في الاستخدام للدلالة على العموم فجاء الاتباع لتقوية القصد وحسن وقعه في السمع بما يكفله التناغم في الصوت وهذا وما شابهه وارد في لغتنا. والنداء بيا فل ويا فلة ليس ترخيما وإنما هو لفظ كفلان وفلانة، ولكن هل ما ينادي به الأخوة في مصر يا فل ويا فلة الأصل فيه هذا الاستخدام التقديم أم هو ما استقر في توظيفهم لدلالة زهر الفل بكل ما فيها من عطر واشراق وبهاء على المنادى. وبعض العرب يجعل اللفظ واحدا للمذكر والمؤنث. قال الشاعر أبو النجم: إذ غضبت بالعطن المغربل، تدافع الشيب ولم تفتل، في لجة، أمسك فلانا عن فل. والملاحظ أن اللفظ إذا جرد من التعريف يكون للآدميين واذا دخله التعريف فالفلان والفلانة تقتصر على البهائم تقول العرب: (ركبت الفلان وحلبت الفلانة) أي الجواد والناقة. اللفظ يثير الدارس من جهة أصله وميزانه ونقصه وزيادته ثم استخداماته التي انحسرت عن المستوى الفصيح رغم ما ذكرناه من وروده في القرآن الكريم وهو أعلى النصوص فصاحة ووروده في الشعر كما ورد في الحديث الشريف لفظ فل المقتطع من فلان ففي حديث أسامة في الوالي الجائر: يلقى في النار فتندلق أقتابه فيقال له أي فل أين ما كنت تصف؟ ومن القبائل العربية ما كان اسمه بلفظ فلان جاء في لسان العرب (بنو فلان بطن من العرب) وقيل انهم من الأسد أي من الأزد. وعندما يقولون الفلاني ينسبونه إلى قبيلة فلان.