انسحب الفنان صلاح السعدني من العمل في مسرحية (تحب تشاهد مأساة) ورفض الاستمرار في اداء البروفات اليومية مع المخرج خالد جلال. السبب المعلن ان صلاح السعدني طلب بعض التعديلات على مساحة الدور الرئيسي في المسرحية ولم يوافق المؤلف لينين الرملي على ذلك وحدث الانسحاب. (آخر الاسبوع) تحاول استطلاع الرأي حول ظاهرة تدخل الممثل - النجم في النص وحق المؤلف والمخرج واشياء اخرى. سألنا صلاح السعدني: لماذا بعد موافقتك على القيام ببطولة المسرحية حدث الانسحاب المفاجيء؟ * عندي اسباب كثيرة للموافقة على بطولة مسرحية (تحب تشاهد مأساة) اولا لان كاتبها هو لينين الرملي ولكنا نعرف اعماله المسرحية الجميلة وثاني اسباب الموافقة انها كانت ستقدم على المسرح القومي وهو اكبر مسارح الدولة في مصر ومع المخرج الصديق خالد جلال كل هذه الاسباب اجتمعت لكي اوافق بالطبع على بطولة المسرحية. ويضيف صلاح السعدني: اما بخصوص الانسحاب فلم يكن مفاجئا كما اشاعت الصحافة المصرية لكني طلبت من المخرج عمل بعض التعديلات على الدور الرئيسي المطلوب مني ان اقوم بادائه على المسرح لكن للاسف رفض المؤلف الاستاذ لينين الرملي - ومعه حق - وبالتالي انسحبت في هدوء وانا اعتقد ان اخرين غيري على استعداد لاداء هذا الدور بدون مشاكل. @قيل انه بعد تعدد ادوارك الناجحة على شاشة التليفزيون اصبحت تدقق كثيرا وتتردد في الموافقة على العمل بالمسرح لماذا؟ * بالتأكيد انا افكر كثيرا قبل الموافقة على القيام ببطولة اي عمل سواء للتليفزيون او للمسرح لانني اعمل منذ 35 عاما وحققت نجاحا اخاف ان يذهب او يضيع لو وافقت على القيام بأدوار اقل مستوى مما اعتاد الجمهور ان يشاهدني فيه لكن بالنسبة لمسرحية (تحب تشاهد مأساة) اعتراضي كان على مساحة الدور وليس قيمة الدور كما ان العمل بالمسرح مرهق جدا ويحتاج وقتا وتفرغا وانا عندي ارتباطات فنية كثيرة. ويؤكد المخرج خالد جلال على كلام السعدني ويقول: * انا اعتقد ان ضيق وقت الفنان صلاح السعدني وراء عدم استمراره معي في مسرحية (تحب تشاهد مأساة) وليست المسألة اعتراضا منه على مساحة الدور واذكر ان صلاح السعدني اعتذر مرة لوزير الثقافة على قبول منصب مدير المسرح الكوميدي وعندما اندهش الوزير طلب منه اسبابا محددة لرفضه فقال له انه يستيقظ متأخرا وبالتالي لا يستطيع الذهاب صباحا لاداء وظيفة ادارية!! من الملاحظة ان نجوم التمثيل اصبحوا يتدخلون كثيرا في نصوص الاعمال المقدمة اليهم ما حدود هذا التدخل والى متى يحدث ذلك؟ * من الملاحظ ان نجوم التمثيل اصبحوا يتدخلون كثيرا في نصوص الاعمال المقدمة اليهم ما حدود هذا التدخل والى متى يحدث ذلك؟ * يقول الكاتب والناقد المسرحي حسن سعد: المشكلة ان عدد النجوم القادرين على بطولة اعمال تليفزيونية او مسرحية قليل جدا بالقياس الى الفترة التي ازدهر فيها المسرح والتليفزيون وليس خافيا ان المسرح اليوم يجري وراء نجوم السينما في الفترة الاخيرة شاهدنا نور الشريف يقدم مسرحية (لن تسقط القدس) ويحيى الفخراني يقدم مسرحية (الملك لير) وقبلهما شاهدنا حسين فهمي وفاروق الفيشاوي وعزت العلالي واليوم اصبحت المسلسلات التليفزيونية تناسب النجم اكثر من المسرح سواء من ناحية العائد المادي او الجهد الفكري والبدني. ويضيف حسن سعد: اما من ناحية التدخل فهذا امر يحدث للاسف كثيرا ومن الممكن ان يكون ذلك مفيدا للعمل بشكل عام لكنه يسبب نوعا من الاحراج للمؤلف والمخرج وكثيرا ما تدب المشاكل والخلافات الحادة مثلما حدث بين احمد زكي ومحمد خان وبعد ذلك بين سميرة احمد ومحمد فاضل لدرجة ان العمل توقف بمسلسل (امرأة من عابدين) بسبب ان النجمة سميرة احمد ترفض اختيارات محمد فاضل وهكذا واعتقد ان صلاح السعدني يحترم فكر لينين الرملي وتدخله ليس بهدف تغيير المحتوى او التوجه لكنه تدخل فني في مساحة الدور وليس في الفكرة بالطبع. الكاتبة عزة شلبي حصلت على جائزة السيناريو من المهرجان القومي واعترفت ان المخرج قام بتعديلات كثيرة في عملها.. سألناها عن رأيها في تدخل اخرين فيما تكتبه * تقول عزة شلبي: انا ضد تدخل الممثل في النص المخرج وحده له حق التدخل لانه يحاول ان يقدم رؤية ووجهة نظر بالتفاهم والحوار مع الكاتب اولا وهذا ما حدث بيني وبين المخرج مجدي احمد على قمت بعمل تعديلات كثيرة وكتبت السيناريو لفيلم (اسرار البنات) اكثر من 3 مرات وفي النهاية جاءت النتيجة ممتازة ونجح الفيلم وحصلت على جائزة ولو كنت تمكست بآرائي ورفضت تدخل المخرج بالتاكيد كانت النتجة ستكون سيئة فالابداع الفني يبدا فرديا لكنه يتحول الى ابداع جماعي بمجرد ان تبدا البروفات ويعيش كل ممثل وممثلة في الدور الذي يقوم به وتدور عجلة العمل سواء في المسرح او السينما او التليفزيون.