تعتبر العلاقات الأمريكية- الألمانية سواء سياسية أو اقتصادية أو عسكرية أو استراتيجية من أكثر العلاقات متانة بين دولتين ذات تأثير على مجرى الكثير من الأحداث في العالم. و تعتبر الأراضي الألمانية أكثر مناطق مفتوحة للقوات المسلحة الأمريكية. ويوجد في ألمانيا أكبر وأهم القواعد العسكرية في العالم. وعلاقة الدولتين قوية لدرجة أن كل قرار يتخذه أي من الدولتين يكون هناك تنسيق مسبق بينهما. هناك مشكلة وهي أن لدى أمريكا أجهزة لفك أي تشفير مهما كانت أساليب التشفير خاصة إذا لم تتغير الشفرة باستمرار. ولذلك تعمد أي مؤسسة صناعية أو مراكز الأبحاث والتي تتعامل مع معلومات حساسة لتغيير الشفرات كل ساعةو لذلك يسأل الكثير لماذا تتجسس أمريكا على دولة حليفة مثل ألمانيا؟ وللإجابة عن السؤال، يجب أن نعرف أولا أن المانيا أيضا تتجسس على أمريكا. ولذلك لماذا تتجسس الدول الحليفة على بعضها. ففي دول العالم الغربي الصناعي تتجسس الدول الحليفة على بعضها أكثر من تجسسها على أعدائها. و خاصة فيما يخص الأمور الاقتصادية. وفلسفة أمريكا الاستخباراتية تقول...أنا أعرف ماذا يريد عدوي و أعرف أنه عدوي، و لكن لا أعرف ماذا يخبئ صديقي لي. ويتركز التجسس على ما لدى الدولة الأخرى من صناعات جديدة أو ما الصفقات التجارية التي تخطط لها الدول الصديقة. وقد حدثت في الماضي فضيحة استخباراتية عندما قامت الاستخبارات الأمريكية بزرع أجهزة تنصت في مقاعد الدرجة الأولى لطائرات البوينغ (747) والتي تطير بين مطارات أمريكا وباريس لكي يعرفوا ماذا يتحدث عنه رجال الأعمال و الساسة الفرنسيون أثناء طيرانهم من وإلى أمريكا فيما يخص الصفقات التجارية التي في جعبتهم و ما هي الأموال المرصودة لأي مشروع. و قد تم اكتشاف الأمر مبكرا ولكنه أحدث أزمة بين البلدين. وحاليا توجد أزمة ولكن الكل لم ينظر لها بجدية لأن الكل يعرف ما يجري على أرض الواقع. ولكن الملفت للنظر هذه المرة هو أن التجسس وصل ذروته لدرجة أن هناك اتهامات متبادلة بسبب ما تم نشره بأن التلفون الخاص بالمستشارة الألمانية (أنجيلا ميركل) كان تحت المراقبة. وللعلم فإن الهواتف المحمولة هي الأكثر عرضة للتجسس والمتابعة من الدوائر الاستخباراتية. وفي الوقت الحالي اضطرت بعض الشركات و المؤسسات المدنية للتعاقد مع شركات خاصة للاتصالات المشفرة والتي لها خبرة في التعامل مع القوات المسلحة. ولكن تبقى هناك مشكلة وهي أن لدى أمريكا أجهزة لفك أي تشفير مهما كانت أساليب التشفير خاصة إذا لم تتغير الشفرة باستمرار. ولذلك تعمد أي مؤسسة صناعية أو مراكز الأبحاث والتي تتعامل مع معلومات حساسة لتغيير الشفرات كل ساعة. وفي وقتنا الحالي فالمعلومات الاقتصادية أهم من المعلومات العسكرية. ولهذا السبب يقول الناس...احذر عدوك مرة و لكن احذر صديقك ألف مرة. تويتر: @mulhim12