عزيزي رئيس التحرير.. من منطلق اهتمام (اليوم) بالشباب أتوجه بهذا النداء في سياق قصة هذا الشاب الذي دهمه الفراغ انتظارا لفرصة العمل: لقد كان فرحا بنجاحه طيلة السنوات الدراسية واكتملت فرحته بتخرجه بدرجة الامتياز حاملا البكالوريوس يتطلع الى مستقبل مليء بالنشاط خاصة بعد الحصول على شهادته التي كان ينتظرها بشغف بعدها أخذ يبحث عن وظيفة وكان كل يوم يتفاءل بأن غدا هو يوم تلقيه خبر الوظيفة لأنه يحمل مؤهلا يتيح له ذلك. كان الرد: راجعنا بعد شهرين وبدأ الحلم والأمل والتفاؤل يتبدد شيئا فشيئا حتى سئم من كلمة أبحث عن وظيفة التي بدأت تؤثر على نفسيته وتجعله يفكر في أشياء غير مرضية من أجل كسب المال الذي كان يأخذه من المنزل ولكنه! بعد هذا سأل نفسه: ماذا تعني لك هذه العبارات؟ التوقف بلا عمل؟ الفراغ سرعة قاتلة نحو المستقبل. لقد بدأت سيطرة الفراغ على ذلك الشباب الذي تمنى ألا يقع تحت سيطرته لانه قاتل الى درجة بالغة. فالفراغ هو الكلمة التي أضاعت العقل والتفكير معا وانتشرت في مجتمعنا في الفترات الماضية والآن أصبح أكبر مصيبة على العالم بأسره لأنه اعصار على المصالح البشرية. انه الفراغ الذي احتل من قبل العمالة الأجنبية وتعسر شروط التوظيف وتضخم من كثرة البطالة حيث يوجد في كل منزل أكثر من شخصين عاطلين عن العمل بسبب هذه الشروط. بينما نجد ان الشركات بدون استثناء تزيد من الطلبات لان العمالة الأجنبية على حد قولهم أصحاب خبرة وتكون المكافآت فيها طائلة ولكن لماذا لا تفتح الأبواب لأبناء المملكة الذين توجد لديهم الخبرة. في الدراسات الجامعية او أصحاب المواهب الذين وهبهم الله إياها لماذا لا تسلط الأضواء على هذه الفئة التي يمكن ان تسهم في تطوير اسم المملكة وجعلها من أبرز معالم العالم العربي على يد ابنائها الذين يفتخرون بها. انه نداء الى جميع الشركات فعلى المؤسسات والدوائر الحكومية ان تهتم بأبنائها وتقدر وضعهم وان تستغنى ولو عن نسبة 50% من العمالة الأجنبية وقتها سوف تكون جميع المنازل خالية من الفراغ. بالنسبة للشباب الذين تنصب عقولهم على مستقبلهم وتكون أبواب الفراغ مسدودة. أخيرا أيها الشباب الطموح تسلحوا بسلاح العلم والعمل ولا تقولوا ان هذه الوظيفة لا تناسب التخصص بل يجب الخوض فيها لحين توافر الأنسب للتخصص ومن أجل ثلاثة اكتساب الخبرة والاعتماد على النفس وقتل سيطرة الفراغ. فوزية الهاجري