اكد المغرب أمس انه لن يعيد قواته الى جزيرة ليلى (بيريخيل) المتنازع عليها بعد ان تنسحب القوات الاسبانية منها ملبيا بذلك الشرط الاسباني الاساسي لتجاوز الازمة.ورأى محللون ان وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى قدم في تصريحات ادلى بها أمس الى اذاعة (كادينا سير) الاسبانية تنازلا كبيرا عندما اكد ان بلاده لا تعتزم العودة الى الجزيرة عندما تغادرها القوات الاسبانية. واشار الوزير المغربي الى ان تصريحاته تلزم الحكومة المغربية. وقال : اعتقد انه عندما يتحدث وزير ويتعهد فان تصريحاته تكون رسمية مضيفا انه عندما يغادر الجنود الاسبان الجزيرة سنبدأ التفاوض. ولم يصدر رد فعل على ذلك من الحكومة الاسبانية التي عقدت اجتماعها الاسبوعي أمس. الا ان وزيرة الخارجية الاسبانية آنا بالاسيو صرحت امس الاول بأن اسبانيا مستعدة لسحب جنودها ال 75 الذين سيطروا على الجزيرة الصخرية الصغيرة غير المأهولة في حال ما إذا تعهدت الرباط بشكل قاطع ولا لبس فيه بالعودة الى الوضع الذي كان قائما قبل 11يوليو. وترى اسبانيا التي تطلق على الجزيرة اسم بيريخيل ان هذه الجزيرة التي تقع على بعد مائتي متر عن السواحل المغربية تتمتع منذ اربعين عاما بوضع مقبول من المغرب واسبانيا (تتعهد) بمقتضاه الحكومة الاسبانية والحكومة المغربية بعدم احتلال الجزيرة". وتمهد تصريحات الوزير المغربي الطريق لحل دبلوماسي للازمة بعد ان ظل الفريقان ومنذ اقامة 12 دركيا مغربيا مركز مراقبة على الجزيرة في 11 يوليو ثم استيلاء قوات من الجيش الاسباني على الجزيرة الاربعاء، يطرحان شروطا مسبقة للجلوس الى طاولة المفاوضات. وتطالب اسبانيا بعدم عودة المغرب الى الجزيرة بعد مغادرتها بينما يشترط المغرب انسحابا اسبانيا قبل اي تفاوض. وجاء التنازل المغربي في اليوم نفسه الذي من المقرر ان يزور فيه ابن عيسى باريس ثم بروكسل لشرح موقف بلاده في الازمة القائمة مع اسبانيا. ولم يعلن بعد تاريخ زيارة ابن عيسى الى بروكسل حيث من المقرر ان يجتمع مع مسؤولي الاتحاد الاوروبي. ويعقد وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الاثنين القادم في بروكسل اجتماعا يفترض ان يتطرقوا خلاله الى الازمة الاسبانية المغربية. واستنكر المغرب مرارا الدعم الحازم الذي قدمه الاتحاد الاوروبي لاسبانيا في الازمة القائمة. ويأتي الانفراج الظاهر في الازمة اثر الجهود الامريكية من اجل ايجاد حل سلمي. فقد تباحث وزير الخارجية الامريكي كولن باول الخميس الماضي مع العاهل المغربي الملك محمد السادس ووزيرة الخارجية الاسبانية آنا بالاسيو. وقال في تصريحات صحفية في واشنطن انه على الرباطومدريد ان يحلا بشكل سلمي" الخلاف القائم بينهما، بحسب المتحدث باسم الخارجية ريتشارد باوتشر. واضاف : يجب ان يعودا الى وضع قائم ويبدآ حوارا من اجل حل هذه القضايا.