في زريبة كبيرة بحجم هانجر الطائرات يتفحص المشترون فتيات بعضهن عمره ثماني سنوات واقل. امام كل منهن لوحة مكتوب عليها سعرها وامام الكبار مهاراتهن من الطبخ الى وصيفات وخادمات لكن معظم المشترين يبحثون عن مواصفات اخرى تسوق الجسد البشري وتجلب لهم اموالا طائلة.سوق شينغدو Chengdu في غربي الصين اصبح مركز تجارة استرقاق جديدة مزدهرة سلعها النساء والفتيات.فقد كشف تحر اجرته صحيفة صنداي تلغراف البريطانية ان ما لا يقل عن خمسين الف فتاة بعضهن في سن الثامنة قد تم بيعهن او اختطافهن للبيع في اوسع سوق استرقاق في الصين. وتعتقد الصحيفة ان هذه التجارة ناتجة عن سياسة الطفل الواحد التي تفرضها الصين على مواطنيها. ولهذا تلجأ بعض الاسر الى التخلص من الفتاة في محاولة لانجاب الولد. لكن ما اوردته من نماذج يعطي انطباعا بانها عادة شائعة.لان بعض الفتيات يتزوجهن المشترون.وان كانوا يقومون باساءة معاملتهن ويعتبرونهن ملكا مشاعا. احيانا يتم عرض الفتيات للبيع في اسواق العمل حيث يتعرضن على يد المشترين للاستغلال العضوي والجنسي. وسياسة انجاب طفل واحد قد فرضتها الحكومة الصينية منذ عام 1980 لتطبق على المستوى القومي بهدف معالجة الانفجار السكاني. وكان قتل الاناث عند الولادة متفشيا ثم اتسعت عمليات الاجهاض بعد تطور التقنيات العلمية لمعرفة نوع الجنين قبل الولادة. ونتج عن ذلك ان عدد المواليد الذكور قد ارتفع بمعدل 117 مقابل كل مائة بنت. ومازال القرويون والمزارعون في الصين يتوقون لانجاب ذكور ليحملوا اسم العائلة وتفادي انقطاع نسلها وليقوموا بفلاحة الارض والاعتماد عليهم في سن الشيخوخة. تقول الصنداي تلغراف التي اجرت استبيانها في اقليم سيشوان في غربي الصين انها وجدت في غرفة صغيرة فوق مقهى صيني صور الفتيات منثورة على طاولة خشبية جميعهن ضحية المتاجرة في الجسد البشري في هذا البلد الذي بلغ تعداد سكانه 1.25 بليون نسمة.بعضهن جرى اختطافهن او اغراؤهن بوظائف ومهن في اماكن اخرى.ولم تورد الصحيفة مثالا واحدا لاب او ام يبيع ابنته. بل الصورة التي ارفقتها مع موضوعها لفتاة في الثامنة من عمرها تدعى تيان(الصورة) طلب اهلها من متجر يعمل في هذا المجال البحث عنها. وتنقل الصحيفة عنه ان اهل الفتاة لاحقوه بالهاتف والحوا عليه ووعدوه بمبلغ مغر ان اعادها. فتاة اخرى بيعت لمزارع في احدى المناطق الريفية وظلت حبيسة لعدة اشهر كتبت الى اهلهاالذين سارعوا باستعادتها .وبقيت رسالتها شاهدا على ما يتعرضن له (الشخص الذي اشتراني في الثلاثين من عمره قصير ودميم المنظر.سيئ الخلق. كان يضربني باستمرار وهو مخمور.وعندما هربت اعادتني الشرطة اليه. فقام بضربي حتى اشرفت على الموت. سأقتل نفسي.. لكنني اريد ان اراكم) مياو فتاة اخرى وصلت الى سوق شينغو وليس لديها خبرة.وتريد ان تعمل طاهية.تقول مياو ( اختي قد بيعت قبل عدة سنوات مضت لمزارع في اقليم شانكسي.لقد استطاعت ان تهرب لكن بعد ستة اشهر من ابشع انواع الاستغلال). مئات الحالات من هذا النوع والسفارة الصينية في لندن لا تنفي وجود هذه التجارة في البشر وهي تؤكد وجود العديد من المبادرات لمعالجة المشكلة. وهناك 7600 عصابة اجرامية في الصين تم التعرف عليها وملاحقتها لتورطها في بيع نساء واطفال.