في لقاء أجراه الشاعر والاعلامي الحميدي الحربي مع الشاعر مانع القبع عبر برنامجه التليفزيوني ( صور شعبية ) جاء من ضمن ما جاء فيه كلام على لسان القبع مفاده أن أكثر قصائده غزلية لانه يرى نفسه غير قادر على كتابة قصيدة نصح أو توجيه , عندها رد عليه الحميدي بقوله هذا صحيح فالناس لا يتقبلون النصيحة من الشاب كما أن الناصح يجب أن يكون قدوة قبل كل شيء 00 انتهى كلامهما . * وأنا هنا أجد نفسي غير مقتنع بما قاله الاثنان وان كنت أميل أكثر لمعارضة استاذي الحميدي الحربي ليقيني بسعة صدره وتقبله للرأي الآخر وليسمح لي على مخالفته الرأي , فالنصيحة والارشاد لا علاقة لهما بسن معينة ولا وضع اجتماعي معين , هذا اذا كان الكلام بشكل عام وليس مقتصرا على الشعراء وقصائدهم , فأحيانا النصيحة ممن هو واقع تحت سطوة الذنب والخطيئة لها وقع أكبر في النفوس , مثال ذلك ما نراه أحيانا في برامج التوعية بمخاطر المخدرات حيث يتم استضافة مدمنين ليتحدثوا عن تجاربهم ثم يبدأون بتوجيه الآخرين وتحذيرهم 00وهكذا , وكما ورد في الاثر: ( الحكمة ضالة المؤمن 000 الخ) اذن الكلمة الطيبة تؤثر ومطلوبة مهما كان مصدرها 0 * أما بالنسبة للشعراء فلا أظن أستاذنا الحميدي يجهل أن الشعراء ليسوا دعاة ولا مرشدين لكي نشترط توافر القدوة الحسنة فيهم , كل ما يلزم توافره لدى الشاعر الموهبة والقدرة على توصيل مضامين قصيدته وما عدا ذلك فليس ضروريا , مهمة الشاعر الرئيسية لفت أنظار الآخرين الى قضايا معينة يقدر هو بما وهبه الله من القدرة على التصوير والخيال الواسع من عرضها بطريقة محببة الى النفوس لتؤثر فيما بعد في الجميع , والعبرة أولا وأخيرا بما يقال وليس بشخص القائل ومدى استقامته من غيرها . فالمتلقي عندما يقرأ أو يسمع قصيدة فيها من الحكم والنصح الشيء الكثير لن يمنعه من الاستضاءة بها أي عامل آخر 00ما يهم هنا المضمون فقط , ومن هذا المنطلق أستغرب من الكثيرين عندما يحاولون ثني الشعراء الشباب عن طرق أبواب الشعر الأكثر أهمية من الغزل , ليس شرطا أن يكتبوا في النصح والارشاد بالطرق التقليدية المتهالكة ولكن لماذا نستكثر عليهم أن يكتبوا في أبواب انسانية أخرى لها مرودها الايجابي على المجتمع ؟!! * زفرة : عابدين المال سدو وسيعات الدروب .......الفتن باسبابهم جات تمشي وتعدي شلة ( امسك لي وانا اقطع لك ) أعداء الشعوب ......نارهم ما تاكل الا الشريف الاجودي