كشف المحققون الالمان ان الطيار الروسي الذي كان يقود طائرة التوبوليف التي اصطدمت بطائرة بوينج فوق جنوبالمانيا مساء الاثنين الماضي تلقى امرين متناقضين قبيل حادث الاصطدام الاول من جهاز الانذار في الطائرة والثاني من المراقبين السويسريين. وقال بيان للمكتب الالماني الفدرالي حول حوادث الطائرات ان "جهاز الانذار في طائرة التوبوليف 154 اعطى الامر بزيادة الارتفاع وبعد ذلك بنحو ثانية تلقى طاقم التوبوليف امرا من المراقبين الجويين في زيوريخ بالهبوط الى مستوى 350 على الفور". واضاف انه "بعد 14 ثانية اعطى امرا جديدا من الجهة نفسها بالهبوط على الفور الى مستوى350". وبينما اعطى جهاز الانذار في التوبوليف الامر بالصعود فان جهاز الانذار في البوينج 757 اعطى امرا بالهبوط بحسب المصدر نفسه وهبطت الطائرة واصطدمت بطائرة شحن من طراز بوينج مما اسفر كارثة قتل فيها كل من كان على متن الطائرتين وعددهم 71 شخصا اغلبهم من الاطفال الروس. وقد قدم المكتب هذه المعلومات بعد تحليل اولي للصناديق السوداء للطائرتين . ونظام (تي.سي.ايه.اس) هو اختصار لاسم نظام الانذار في الطائرة وهو (نظام تحذير لحركة المرور وتفادي الاصطدام) وتزود به معظم الطائرات التجارية الكبيرة. وكان فشله في منع وقوع الاصطدام لغزا امام التحقيقات في الكارثة الاخيرة.وقالت الوكالة الالمانية للتحقيق في حوادث الطيران ان تلك المعلومات مستقاة من التسجيلات الخاصة بالطائرتين. وكان مركز المراقبة السويسرية (سكايجايد) يشرف على الطائرتين وقت اصطدامهما فوق الحدود الالمانية السويسرية. وتعرض المركز لانتقادات متزايدة لدوره في حدوث الاصطدام. وفي موسكو اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان الطيارين الروس "غير مسؤولين" عن حادث الاصطدام الجوي. وقال الرئيس الروسي لارملة قائد الطائرة الكسندر جروس مستندا الى المعلومات المتوافرة لديه "ان الطيارين الروس ليسوا مسؤولين عن الكارثة". ولكنه اوضح انه لا يريد ان يستبق نتائج التحقيق. واضاف الرئيس الروسي خلال لقائه اهالي الضحايا في اوفا عاصمة بشكيرستان "ان الطيارين الروس كانوا محترفين من الدرجة الاولى". وغالبية الضحايا الروس من هذه الجمهورية في الاورال. وتوجه الرئيس الروسي الى اوفا عاصمة بشكيرستان ليكرم ضحايا حادث الاصطدام الجوي0ووصل الرئيس الروسي الى اوفا قادما من سارانسك (فولجا) حيث شارك في مؤتمر اقتصادي حضره مسؤولون اقليميون. وتوجه بوتين مباشرة الى مقبرة المدينة. واقيمت مراسم دينية بحضور 2500 شخص في ساحة سوفياتسكايا في وسط المدينة التي نقلت اليها النعوش الاولى التي وصلت من المانيا وبدأت المراسم بالالتزام بدقيقة صمت. وقدم المسؤولون في هذه الجمهورية تعازيهم الى الاهالي الذين كان بعضهم يحمل صور ابنائهم. وودع الاف المواطنين في اقليم بشكيرستان الروسي ضحايا الحادث وتوافد الاف الاشخاص لتوديع جثث الاطفال واحتشد المشيعون حاملين الزهور وصور الضحايا في الساحة الرئيسية للمدينة حيث وضعت نعوش القتلى.وكان التلاميذ الروس في طريق عودتهم من زيارة شاركوا خلالها في احتفال اقامته منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) بمدينة برشلونة الاسبانية.