إنها بلدة الخبراء القديمة بمنطقة القصيم وعنها أقول : رحل الركب عنها وحل الصمت وحطم جدرانها .. تبدل صباحها إلى ظلام لم تعد روح في جسدها صارت عظاما حطمها الدهر وقسوة الأيام .. هل يا ترى يسري في نبض وريدها أمل يدنيها يلوح من بعيد يدعوها للحياة ؟؟ هل تفرد الأحلام من خلف الزمان قصائد ماض عابق بالذكريات ؟؟ تساؤلات نضعها أمام لجنة الآثار في بلادنا لعلها تولي هذه المدينة الأثرية القديمة جزء من اهتمامها فهي تستحق أن نحافظ عليها وعلى ما بقي منها من صور جميلة تعكس للأجيال القادمة واقع للأباء والأجداد ومعاناتهم من اجل البقاء وكيف هي دورهم التي تعتبر عن تلاحم الأسر في الماضي كتلاحم جدرانها مع بعضها.. بل إن الأسر تتحدث مع بعضها البعض عبر سطوح المنازل بعيداً عن الارتدادات والشوارع التي نجدها الآن حيث باعدت المسافات وتباعدت معها القلوب ثم أين رجال الاستثمار عن استغلال مثل هذه القرى القائمة كمنتزهات وأثار سياحية تجذب الزوار بقليل من التنظيم والجهد وحفظاً لمثل هذه القرى القديمة التي صارت مرتعاً خصباً للكلاب وغيرها من مخلوقات الله المعجبين بأسلوب حياتها !! وحقيقة يجب أن تتحمل البلدية جزءا من المسئولية فيما آلت إليه البلدة القديمة من إهمال وتجاهل عبر السنوات الماضية !! فالخبراء القديمة ربما تكون هي الوحيدة القائمة بجدرانها وبيوتها في المنطقة ومن الممكن إبرازها كشاهد على الماضي ورمزاً مؤثراً له من الذكريات لأهلها قديما وحديثا وتعني لهم الشيء الكثير حين زيارتهم في المناسبات إضافة إلى وجود المقبرة الوحيدة لأمواتهم فتحقق بذلك الحسنيين لو تم التنسيق مع الجهات الأخرى وبجهودها الذاتية تحسين مداخلها وأحاطتها بسور ولو من الطين واستثمارها كقرية سياحية من المواقع وليست حديثة الإنشاء كما هو الحال عليه في بعض المناطق التي ربما لو توافر لهم مثل هذه الفرصة لاستغلوها احسن ما يكون ولكن !! عشمنا بكل الجهات التي سبق ذكرها ولا سيما بلدية الخبراء والسحابين أن تكون على قدر المسئولية وتعمل ما بوسعها لتدارك الوضع قبل أن يفوت الأوان وتضعف الإمكانات وتبقى " الخبراء القديمة " مجرد ذكرى في قلوب أهلها ليست موجودة على خريطة الواقع !! وهذا مالا نتمناه ... عبدالله الفريجي القصيم الخبراء