ناتان شارانسكي يهودي منشق هرب الى الغرب في عهد الاتحاد السوفيتي. وهو اليوم وزير في حكومة ارئيل شارون. كان شارانسكي وما زال يكرر تلك الافكار التي انتهى اليها بوش حول الشرق الاوسط ومنذ عدة سنوات في المحاضرات التي يلقيها في الولاياتالمتحدة واللقاءات التي يجريها مع المسئولين الامريكيين. فهو يكرر عبارة (ان السلام لن يتحقق الا في ظل وجود ديمقراطية). وذات يوم في الشهر الماضي (يونيو ) حدث شيء مفاجئ اثناء مؤتمر عقد في بيفير كريك في كولورادو حضره اعضاء حزب المحافظين (الجمهوريين) من ذوي الوزن الثقيل. ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي كان موجودا هناك. وقد سجل بعض الملاحظات.كما كان ايضا باول وولفويز نائب وزير الدفاع (اشرس الصقور الموالين لاسرائيل في ادارة بوش). كان الرجلان يعدان خطابا مهما عن السياسة الامريكية في الشرق الاوسط سيلقيه الرئيس. ورغم ان كليهما التقى شارانسكي مرات عديدة من قبل الا ان كلامه هذه المرة لامس وترا حساسا.. (اجعلوا الديمقراطية شرطا يسبق تحقيق السلام). رينشارد بيرل احد المستشارين المؤثرين في وزارة الدفاع الامريكية وقد لعب دورا في احضار شارانسكي للتحدث في المؤتمر علق قائلا (ما دار في المؤتمر كان رائعا). بعد يومين من ذلك المؤتمر اعلن الرئيس بوش ان الولاياتالمتحدة ضاقت ذرعا بالقيادة الفلسطينية. ثم اعلن رسميا إنهاء حقبة التعامل الامريكي مع عرفات. كان ذلك بمثابة الهدف الاول الذي سجله شارانسكي ومن معه لإعادة رسم مسار الدبلوماسية الامريكية في الشرق الاوسط.لقد كان خطاب بوش ربما اهم سياسية عن الشرق الاوسط تعلنها الولاياتالمتحدة خلال عشر سنوات ومن الصعب ان يكون قد وضعها بمفرده. لقد ظلت المخابرات الاسرائيلية تمد الادارة الامريكية بسيل متدفق من المعلومات التي تربط عرفات بتمويل العمليات الانتحارية. وفي الوقت الذي وصل فيه تشيني وغيره من المدعوين الى مؤتمر يوم عشرين يوليو (الذي وجه فيه شارانسكي محاضرته ) كان مساعدو بوش يعكفون على اعداد هذا الخطاب منذ عدة اسابيع وكتبوا منه ما يقارب الثلاثين مسودة وفقا لما ذكره احد المسئولين.وما فعله شارانسكي قد يكون تقوية موقف اولئك المسئولين الذين عارضوا ترك الخطوط مفتوحة امام عرفات. قرار اسقاط الرئيس الفلسطيني كان قد اتخذ قبل قليل من توجيه بوش خطابه. وقد قال بيرل ان (شارانسكي امدهم بجزء توكيدي مهم في اللحظة الاخيرة) فالفلسطينيون يرددون بأن عرفات ليس دكتاتورا وقد انتخب عام 1996 في انتخابات أكد المراقبون الذين اشرفوا عليها انها حرة ونزيهة. شارانسكي يامل بان يكون قد لعب دورا في اعادة صياغة السياسة الامريكية في المنطقة .وقد قال امام المؤتمر انه تحدث يوم السبت (أي قبل يومين من إلقاء بوش خطابه) على انفراد الى ديك شيني لاكثر من ساعة (لقد تم تخصيص اكثر من ساعة لما سيقال في الخطاب). وفي وقت متأخر من ذلك اليوم السبت حضر شارانسكي وولفويتز(نائب وزير الدفاع) حفل غداء قال: انه كيهودي ملتزم بألا يقود سيارة يوم الفصح فقطعا معا المشوار سيرا على الاقدام. وقد اشار الى ذلك قائلا (لقد اتاح لنا المشوار فرصة للتحدث عن كل شيء. عن عرفات، الارهاب الدولي، العراق، ايران وبالطبع عن تاريخ اليهود، جذورنا وغير ذلك). لقد عكست هذه العلاقة الدافئة التقاء عقليتين بين شارانسكي وكبير آيديولوجيي بوش (حول ما يخططه الاسرائيليون لمستقبل الشرق الاوسط). @ ملحوظة: ما بين الاقواس توضيح من المترجم