هدف شارون الحقيقي من تدمير كل بنية السلطة الفلسطينية والبنى الاقتصادية والتعليمية والأمنية للشعب الفلسطيني هو تجريدهم من كل شيء حين تأتي الاستحقاقات من قبل المجتمع الدولي.. لا يمكن ان يصدق أي مراقب يفهم عقلية شارون الاجرامية ان ما يقوم به مجرد رد فعل للمقاومة البطولية التي يلقاها في الاراضي المحتلة، انما يعمل على تدمير كل شيء المدارس والجامعات والمقرات الوزارية والبيوت وقتل النساء والشيوخ والأطفال بل وحرق البساتين والمزارع.. انه انتقام لم يمر به شعب طوال التاريخ الانساني الحديث سوى الشعب الفلسطيني بدافع نفس مريضة غير قادرة على نسيان المجازر التي ارتكبها.. لا أحد يتصور ان شارون انسان سوي والا لوضع هدفا سياسيا لتدميره ولإذلال الشعب الفلسطيني، المشكلة في مثل هذه الشخصيات غير السوية نزوعها نحو الشر المطلق دون شعور لاعتبارات اخلاقية أو رادع لضمير.. لا يوجد انسان عاقل يستطيع ان يتوقع الخطوات التي يمكن ان تقود شارون إلى أهدافه الحقيقية، فهو قد تصالح مع الشر في داخله مستغلا حرب العالم على الإرهاب، هنا مكمن الخطورة في شارون كسياسي لا تحكمه روادع من خلال المقامرة بمصير السلام من اجل اضافة نيشان مغموس في دماء الشعب الفلسطيني على صدره. تفرج العالم وعلى رأسه امريكا وأوروبا على ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة لا يمكن القبول به فهو جزء من التواطؤ المقصود لتغيير طبيعة الصراع في الشرق الأوسط وتبديل قواعد اللعبة، اللعب بالنار لا يصل إلا إلى نتيجة واحدة معروفة هي زيادة العنف ووصوله الى مرحلة قد تؤثر على أمن واستقرار ليس العالم العربي فقط انما ايضا الاسلامي والدولي، فاليأس اذا تطابق مع الظلم وفقدان الأمل فلا يمكن الا الوصول الى العنف المتفجر الذي قد يقوض كل شيء في منطقتنا، وهذا ما يسعى اليه شارون ومع الأسف نجد ان الولاياتالمتحدةالأمريكية تغلب سياسة شارون وهذا ما قد يدفعها مستقبلا إلى فقدان السيطرة على مجريات الأمور وان تصبح الخيارات صعبة وثقيلة وليست في صالح الولاياتالمتحدة بفقدانها دورها خصوصا عندما يرى الرأي العام العربي ان ما تقوم به ليس سوى تغطية على جرائم شارون.. وهذا ما نحذر منه وندعو امريكا إلى تدارك الأمور والحد من جنون شارون واحترام مشاعر الشعب الفلسطيني والعربي بالضغط على الجزار شارون للوقوف عند حدود الأخلاقيات السياسية المتعارف عليها دوليا وانسانيا.