تظهر اغنية ساخرة جديدة مصورة رسما ساخرا للرئيس الامريكي جورج بوش يداعب كلبا اليفا يمثله رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في حديقة البيت الابيض ثم يقوده برقصة تانجو الى الصحراء. فمنذ انتهاجه سياسة التأييد الكامل لبوش بعد هجمات 11سبتمبر اعتاد بلير على مثل هذه الانتقادات اللاذعة باعتباره يطيع قائد القوة العظمى الوحيدة في العالم طاعة عمياء. لكن مع ظهور بعض الشقاقات بينهما فيما يتعلق بمجموعة من القضايا من الشرق الاوسط الى التعريفات على الصلب ربما تظهر رسوم لرئيس الوزراء البريطاني وهو يحاول الافلات من الرباط الذي يسحبه به بوش. ويقول الخبير السياسي جون كيرتيس الاستاذ في جامعة ستراثكلايد باسكتلندا في اعقاب هجمات 11سبتمبر كان هناك تطابق كامل تقريبا في وجهات النظر بين الاثنين لكن من الواضح ان الوضع لم يعد كذلك. وبدأت وسائل الاعلام البريطانية تتحدث عن خلافات الاسبوع الماضي عندما ادلى بلير بتصريح نادر من نوعه مخالفا لوجهات نظر بوش بعدم تبنيه دعوة بوش للاطاحة بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ومثل زعماء اوروبيين اخرين قال بلير ان الامر يرجع للشعب الفلسطيني في اختيار من يحكمه. وبدا ان الفجوة بين بلير وبوش تتسع هذا الاسبوع باعراب بريطانيا عن خيبة املها ازاء تهديد واشنطن بتعطيل بعثات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة مالم تحظ القوات الامريكية بحصانة من المثول امام المحكمة الجنائية الدولية. ويقول المحللون ان الخلافات الاولى ظهرت على السطح قبل عدة اشهر عندما سعت بريطانيا لتهدئة رغبة بوش في شن هجوم عسكري ضد الرئيس العراقي صدام حسين. ويضاف لذلك الاستياء من رفض بوش لاتفاقية كيوتو المتعلقة بارتفاع درجة حرارة العالم والاحباط الناجم عن التعريفات الجديدة التي فرضتها الولاياتالمتحدة على وارداتها من الصلب لتبدو فجأة العلاقة البريطانية الامريكية الخاصة اقل ازدهارا مما كانت عليه. وفي جميع هذه المجالات يبدو موقف بريطانيا الان اكثر ميلا للموقف الاوروبي منه للموقف الامريكي رغم ان بلير اعطى الانطباع بانه الاكثر تمشيا مع بوش من الاتحاد الاوروبي في اعقاب هجمات 11سبتمبر. وقد يسعد انصار بلير بالخلافات الامريكية البريطانية التي ستعادل صورة الكلب المدلل المهينة التي يرسمها منتقدوه لكنهم حريصون مع ذلك على التهوين من خطورة هذه الخلافات. وقال بلير نفسه انه رغم الخلاف في وجهات النظر الذي يظهر في بعض الاحيان فان العلاقات مع الولاياتالمتحدة تظل (حجر الزاوية) للسياسة الخارجية البريطانية، واضاف ستظهر خلافات بين حين واخر لكني اعتقد انه من الخطأ اعتبار ذلك صبغة العلاقة برمتها، فتقاربه من بوش يمكنه من الاضطلاع بدور حلقة الوصل بين واشنطن ودول الاتحاد الاوروبي الخمس عشرة التي تشكك بشدة في العديد من السياسات الامريكية الخارجية ويقول المحللون ان ذلك يضعه في مكانة عالمية تجعله من المستبعد ان يتخلى عن بوش. وقال الكاتب السياسي ماتيو دانكونا في مطلع الاسبوع قد يختلف بلير مع بوش بشأن عرفات لكنه من المستبعد ان يتخلى عن الموقف الذي يتطلبه كونه اقرب صديق لبوش. واضاف في داونينج ستريت مقر رئاسة الوزراء يحبون وصف بريطانيا بانها (محور) بين امريكا والاتحاد الاوروبي لكن من الادق وصف موقف بلير الراهن بانه لاعب سيرك يحاول ركوب حصانين يسير كل منهما في اتجاه مختلف. وايا كانت الخلافات الجديدة في علاقاتهما السياسية لايبدو انها اثرت على العلاقات الشخصية التي تبدو وثيقة بين بوش وبلير وظهر ذلك بقوة في ممارستها التدريبات الرياضية في الصباح الباكر معا في صالة العاب على هامش قمة مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى في كندا. غير ان المحللين يقولون ان الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون كان اكثر قربا من بلير وقال كيرتسي العلاقة التي تربطه ببوش ليست بالتأكيد هي العلاقة نفسها التي كانت تربطه بكلينتون. ورغم الصورة الكاريكاتورية المؤذية التي يصور فيها بلير على هيئة كلب بوش المدلل في اغنيته الجديدة مازال المغني جورج مايكل يرى املا في هذه العلاقة. فقال في بيان متحسبا لرد فعل عنيف على شريطه يبدو ان بلير وجد القوة اللازمة لتحدي اراء بوش لاول مرة منذ 11سبتمبر اشعر بالسعادة والاطمئنان ازاء ذلك، اعلم انني لست الوحيد الذي يخشى سياساته (بوش) ويأمل ان يكون لرجلنا توني اثر مهدىء ومتعقل عليه.