في طفولتنا، كانت لعبة مونوبولي والتي كنا نعرفها أيضا باسم «بنك الحظ»، مرتبطة بتلك اللوحة الكرتونية وما يرافقها من نرد ومنازل بلاستيكية ملونة صغيرة. كنا نمارس هذه اللعبة، بعد أن نجلس حولها على أرض البيت نتنافس. نتملك المنازل تباعا يفوز بيننا من يستطيع امتلاك المساحة الأكبر من الأراضي. عندما كنا نتشاجر، كان سهلا على أحدنا أن يرفع اللوح ملقيا بما فيه على الأرض، فينفذ حرفيا مفهوم قلب الطاولة على الجميع. سجلت اللعبة أرقاما قياسية على آي فون وأصبحت لعبة إلكترونية. لم يعد لمنازلها ذلك الملمس الناعم، بل صارت مجرد أشكال تظهر أمام أعيننا على الشاشة، بألوان زاهية مزركشة. وصرنا نحرك منازل اللعبة عبر ال «ماوس»، من دون أن يكون لنا مع اللعبة ومكوناتها تواصل مباشر، إلا عبر النظر والأكثر غرابة في هذا الأمر، أننا بتنا نلعبها وحدنا، من دون منافسين يتشاركون معنا. وأما «مستر مونوبولي»، فلا يظهر إلا في مساحات بين مراحل اللعبة. وبدل وجود لوح وحيد للعب، يتنقل اللاعب بين ألواح أصدقائه، كي يلعب معهم. خلال التنقل بين ألواح الأصدقاء يرمي اللاعب النرد الإلكتروني في شكل سلس. وينال فرصا للحصول على بطاقات لتطوير المباني في لوحه، كما يكون معرضا لدفع فواتير الكهرباء أو الماء، أو الدخول إلى السجن ومن الأشياء التي تميز اللعبة الإلكترونية عن الكرتونية، يبرز إمكان تزيين اللوحة الإلكترونية بديكورات مختلفة، تظهر فيها مبان فارهة وقصور ضخمة وأشجار كثيفة وتصاميم معمارية وغيرها، ما يضفي بعدا جماليا عليها.