أقدم عشرات المقاتلين الليبيين المحسوبين على كتائب الثوار التابعة للمجلس الوطني الانتقالي، على تفجير وتدمير بعض المساجد التي يتواجد بها قبور وأضرحة علماء المذهب المالكي، الذين عاشوا في ليبيا خلال القرن السادس والسابع هجريين. وكانت عدة وسائل إعلام شاهدة على تدمير مسجد سيدي رمضان بمدينة العزيزي، التي تبعد عن العاصمة طرابلس ب 25 كلم، حيث تدخل ما يزيد عن عشرين شخص، مدججين بأسلحة رشاشة وسيارتين للسلاح الثقيل إلى الهضبة التي يتواجد بها المسجد، وعلى مقربة منها أعمدة حديدية طويلة تساعد على بث والتقاط شبكة الهاتف النقال لشركة المدار، وبعدها قاموا بإخلاء المسجد من المترددين عليه، في ظل تطويق المكان من الثوار السلفيين، وترديدهم صيحات الله أكبر، خوفا من وقوع أي شيء قد يمنع العملية، ثم بعدها تدخل سائق آلة للهدم، وبدأ في تحطيم جدران المسجد، بدعوى أن المسجد به قبر ولي صالح وهذا من الشرك بالله. وأشارت صحيفة الأخبار اللبنانية إلى أن إسلاميين في السلطة قاموا بهجوم منظّم على ستة أضرحة تعود إلى مشايخ متصوفة في طرابلس. من جهته، أعرب رئيس المجلس الوطني الانتقالي، مصطفى عبد الجليل، عن انزعاجه من التقارير التي تحدثت عن تدنيس مقابر، وطالب مفتي ليبيا الشيخ الصادق الغرياني بإصدار فتوى تحرّم أعمال كهذه. في نفس السياق، عرف مسجد به قبر ولي صالح يدعى سيدي حامد بوسط العاصمة، تدميراً كلياً من طرف أشخاص يحملون الفكر السلفي، ولكن هذه المرة وبموافقة من وتكليف من المجلس المحلي، الذي لم يبد أي معارضة في السعي لتحطيم هذا المسجد وقبر العالم المالكي سيدي حامد. وغير بعيد عن العاصمة طرابلس، عرفت مدينة جنزور اعتداء على أماكن عبادة هي الأخرى، راح ضحيتها مسجد سيدي سالم، الذي يتواجد به ضريحه منذ أكثر من 600 سنة، وكانت وفود الطلبة وعلماء الصوفية تتوافد على المسجد المذكور، لأخذ علوم الشريعة على مذهب الإمام مالك وعقيدة الأشعري.