تختزل قرية ابن حمسان للتراث بالخميس “عسير كاملة” بماضيها وحاضرها، حيث تضم القصر الحجري، الذي يتوسط القرية ويمثل المناطق الجبلية في منطقة عسير، ويتكون من أربعة طوابق، وفيه مجالس للضيوف والعائلة، وكل ما كان يستخدمه الناس قديمًا، وكان حب ظافر ابن حمسان للتراث دفعه إلى المغامرات، حيث اضطر بنفسه إلى الذهاب إلى بعض الدول الآسيوية لجلب العاملين لديه في القرية التراثية، وكان على ثقة بأنه سيجد من يتقنون العمل في هذا الجانب. فسافر إلى الفلبين وبعد بحث ومعاناة كبيرة تخللتها مخاطرة بنفسه، خاصة بعد الانقلاب على الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس عام 1986، وجد ضالته. هذه المخاطرة استمرت عشرات الأيام وهو يبحث عن عمالة محترفة، اخترق فيها ابن حمسان، حسب قوله، الكثير من الأماكن وتسلق الجبال بحثًا عمن يتقنون الأعمال الفخارية وبناء المنازل القديمة وغيرها. معارض خاصة ومن هنا بدأت قصة ابن حمسان في بناء القرى التراثية، التي أصبحت مقصدًا كبيرًا من جميع السياح، وخاصة في منطقة عسير. وخلال تلك السنوات افتتح ابن حمسان معرضا في قرية باحص قبل أزمة الخليج، ووقتها شرع في بناء مصنع للفخار. يقول ابن حمسان: طلب مني الأمير خالد الفيصل إنشاء قرية تراثية لمنطقة عسير في قرية الجنادرية بالرياض عام 1412 شاركت بجد مع الكثير من الزملاء وأهديتها أكثر من 700 قطعة تراثية، ووجدت إقبالًا كبيرًا، ولاحظت في وجوه الزوار مدى تعلقهم بالموروث الشعبي، كان يزور القرية في اليوم الواحد من 50 إلى 60 ألف زائر. وأكد ابن حمسان أن فكرة بناء قرية تراثية في منطقة عسير نفذت على عدة مراحل. فأول مرحلة ركزت على المناطق الجبلية في منطقة عسير، والأهالي الذين كانوا يعتمدون على الأحجار في بناء منازلهم، “فبنيت منزلا حجريا، ثم المتحف ثم المسرح وهو يعرض جانبا من الأطلال ومطاعم شعبية ومجالس تراثية تقدم فيها الأكلات الشعبية”. وأضاف: حتى الآن نفذت مرحلتان والثالثة قادمة، وبعد المرحلة الثالثة عند اكتمال القرية سيبدأ مشروع آخر في اكتمال التراث في منطقة عسير. فالقرية تعتبر معلما بارزا من معالم منطقة عسير الحضارية احتلت موقعًا متميزًا في صدارة المعالم الحضارية التي تحويها منطقة عسير بين جنباتها. قرية كاملة وقال ابن حمسان تمثل قرية التراث منطقة عسير كاملة، حيث يجد الزائر نفسه قد طاف المنطقة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها. والقرية مقامة على ثلاث مراحل تمثل المناطق الجبلية والجزء الشرقي لمنطقة عسير وبيت قحطان. ففي المرحلة الأولى نجد القصر التراثي الحجري (الساحة)، وهو يمثل المناطق الجبلية من عسير وعادة تستخدم الحجارة في البناء، حيث كان توجد في كل قبيلة أيدٍ ماهرة في البناء والنجارة والحدادة، وكانت المواد المستخدمة في البناء والديكورات منتقاة من البيئة؛ فالأبواب والشبابيك مصنوعة من خشب الطلح والأثل، أما الأسقف فمن شجر العرعر. وتقوم المرأة العسيرية بأعمال النقش والتزيين المكونة غالبًا من خمسة ألوان هي: الأحمر والأخضر والأسود والأصفر والأبيض، وتستخرج أيضا من بعض النباتات والأحجار الموجودة بالمنطقة. ويتكون القصر التراثي الحجري من أربعة طوابق ويحتوي على (الدرب) وهو المدخل الكبير المخصص لدخول الجمال، بالإضافة إلى مدخل آخر يسمى (السلفة) وهو خاص بدخول الأفراد. وقد بنى القصر بالطريقة التقليدية. كما يحتوي من الداخل على المجالس العسيرية و(الأدباب) و(الأصلال) ويوجد به العديد من الصور لقرى وأسواق قديمة في عسير. وهناك أماكن مخصصة للأكلات الشعبية الخاصة بالمنطقة وكذا المشروبات الساخنة. أما (الجرين) فهو عبارة عن برحة مساحتها 300 متر مربع تقريبًا تستخدم لدراسة القمح بواسطة البهائم، التي تدوس في الجرين لفصل التبن عن الحبوب. وأما (العريش) فهو استراحة صيفية مفتوحة الواجهة بالكامل يتم فيها تناول الغداء أثناء عملية درس الحبوب في (الجرين). ويوجد في وسط (العريش) ما يسمى بالدعمة وهي من الخشب وتستخدم لتدعيم السقف.