نشرت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تقريراً عن الشيخ علي الأحمري الذي قتل أثناء نقله لسجناء، وفي مستشفى عسير المركزي تبين للفريق الطبي أن حالة الشيخ الأحمري حرجة؛ لأن الرصاصة كانت في الرأس، وأجريت له عدة عمليات إنعاش، ولكنه فارق الحياة إثر موتة دماغية. وقالت الهيئة إن من اقتربوا منه وتعاملوا معه يؤكدون أنه كان الأنموذج الذي يحتذى في انضباطه وخلقه والتزامه، وحسن تعامله مع الجميع، رؤساء ومرؤوسين، و كان كثيراً ما يبدأ عمله قبيل الدوام الرسمي ويستمر حتى ساعات متأخرة من الليل، إيمانا منه بأهمية شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورغبة في المساهمة في النشاط الإصلاحي والتوعوي، فهو وإن كان موظفاً ومسؤولاً عن مركز هيئة الأسواق بأبها فإنه كان محتسباً كل وقته، وسخَّر جهده في أداء وظيفته، ولذلك عُهد إلى الشيخ الأحمري بالعديد من الملفات المهمة واللجان التي كان يتولاها بنفسه, منها ملف الابتزاز، وترأس لجنة متابعة الرقاة ومزاولي الطب الشعبي وكُلِّف مركزه بمتابعة السحرة والمشعوذين والدجالين.كما اعتمد مركز هيئة الأسواق الذي كان يترأسه كمقر تدريبي للأعضاء المستجدين, للاستفادة من خبرات الشيخ الأحمري وقدراته على تكوين الفرق وتأهيلهم وإعدادهم، ونقل المعارف والمهارات الميدانية لهم بشكل سريع, وكان رحمه الله مثالا في التفاني في العمل والأنموذج الأمثل في الأداء الذي يهدف إلى الاستصلاح والتأهيل, فلم يكن همه أن يقبض على صاحب المخالفة؛ بل كان همه الأول إصلاحه، فمنَّ الله عليه وساهم في تقويم وإصلاح سلوكيات الكثير من الشباب، ومما يذكر في ذلك أنه سبق وأن ضبط أحد الشباب في مخالفات أخلاقية وسلوكية وقد تبين للشيخ الأحمري أن الشاب يعاني من تأثير رفقة سيئة في مدرسته فبذل الشيخ مساعي عدة لنقل الشاب لمدرسة أخرى حتى تم ذلك.وعُرف الشيخ الأحمري بعلاقاته الوثيقة مع جميع الجهات الحكومية والأهلية والخيرية وكان له دور ملموس في توثيق العلاقة بالجهات الأخرى فكان له علاقة طيبة بمسؤولي الإمارة وأصحاب الفضيلة القضاة حتى إن كثيراً من أصحاب الحاجات كانوا يتوجهون له للمساعدة في حل المشكلات الاجتماعية التي اشتهر باهتمامه بالمساهمة في حلها مما جعل له قبولاً عريضاً لدى أهالي المنطقة خصوصاً من الشباب يظهر ذلك في الأعداد الغفيرة التي شهدت جنازته، وملأت جامع الراجحي والمقبرة بأبها في صورة قل أن تتكرر.ورغم نشاطات الشيخ الأحمري الميدانية الكبيرة إلا أنه كان مهتماً بأهله وأسرته وأبنائه، ويوليهم العناية والرعاية الخاصة بهم، ومنَّ الله عليه بالزوجة التي تعينه على ذلك فهي من المشرفات على إحدى الدور النسائية لتحفيظ القرآن وابناؤه من حفظة القرآن الكريم.