قالت شركة أسترازينيكا اليوم نقلا عن دراسة بجامعة أكسفورد إن تلقي دورة تطعيم من ثلاث جرعات للقاح أسترا زينيكا المضاد لكوفيد-19 فعال ضد متحور أوميكرون. وأظهرت الدراسة، التي لم تنشر بعد في مجلة طبية، أن مستويات الأجسام المضادة لأوميكرون بعد تلقي الجرعة الثالثة المعززة كانت أعلى من تلك التي لدى من أصيبوا بمرض كوفيد-19 وتعافوا بشكل طبيعي بحسب رويترز. وأضافت الشركة أنه بعد دورة من ثلاث جرعات من اللقاح كانت المستويات المعادلة ضد أوميكرون مماثلة لتلك المضادة لمتحور دلتا بعد جرعتين. وكان مدير منظمة الصحة العالمية، حذر ، من وهم شائع مفاده أن إعطاء الجرعات المعززة المضادة لكوفيد-19 سيكون كافيا لتجاوز الوباء. وقال تيدروس أدهانوم جبرييسوس خلال مؤتمر صحفي في جنيف قبل بضعة أيام من عيد الميلاد "لا يمكن لأي بلد، أي بلد، أن يتجاوز الوباء بفضل جرعات معززة، والجرعات المعززة ليست ضوءا أخضر للاحتفال (بالانتصار على الوباء) كما سبق أن توقعنا". وأضاف أن "برامج تعزيز من دون تمييز قد تؤدي إلى إطالة أمد الوباء بدل وضع حد له، وذلك عبر تحويل اللقاحات المتوافرة إلى بلدان ذات نسبة تلقيح عالية، ما يمنح الفيروس إمكان التفشي والتحول في شكل أكبر". وتابع "من المهم أن نتذكر أن الغالبية الكبرى من حالات الاستشفاء والوفيات تعود إلى أناس لم يتلقوا اللقاح وليس إلى أناس لم يتلقوا الجرعة المعززة، ويجب أن نكون واضحين جدا لجهة أن اللقاحات تبقى فاعلة ضد المتحورة دلتا وكذلك أوميكرون". وأفادت لجنة الخبراء في منظمة الصحة المعنية بسياسة التلقيح أن ما لا يقل عن 126 دولة أعطت تعليماتها بوجوب إعطاء جرعة معززة أو لقاح اضافي (للأطفال مثلا)، وقد باشرت 120 من هذه الدول حملات في هذا الصدد. وأضافت اللجنة في تقرير أصدرته بعد ظهر الأربعاء أن غالبية هذه الدول إما غنية وإما متوسطة الدخل في حين أن "أي بلد فقير لم يعتمد حتى الآن برنامج الجرعات المعززة". وشددت في خلاصاتها على أن "جهود التحصين يجب أن تستمر في التركيز على خفض (عدد) الوفيات والحالات الأكثر خطورة وحماية النظام الصحي". وشدد الخبراء على أن "تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية تبقى مكونا أساسيا في استراتيجية الوقاية من كوفيد-19، وخصوصا في ضوء المتحور أوميكرون"، وهو ما أكدته الطبيبة ماريا فان كيرخوف المكلفة إدارة الوباء في منظمة الصحة خلال المؤتمر الصحفي. وأشارت كيرخوف إلى ضرورة أن يتحمل كل شخص مسؤولياته لمنع الفيروس من مواصلة انتشاره، مع الإقرار بصعوبة ذلك. وقالت "طلبنا من الناس توخي الحذر، وطلبنا من الحكومات توخي الحذر". وتابعت "آمل أن ينظر عدد أكبر من الناس بجدية في ما يتحتم عليهم القيام به داخل المحيط الذي يعيشون فيه، وأن يتخذوا القرارات الصائبة لصالحهم"، مشيرة إلى أنها هي نفسها عدلت خططها لأعياد نهاية السنة. من جهة أخرى، ذكرت كيرخوف أنه ليس هناك حتى الآن بيانات كافية تسمح بالوصول إلى خلاصة مفادها أن المتحورة أوميكرون تتسبب فعلا بأشكال أقل خطورة من كوفيد-19، مثلما تشير إليه بعض الدراسات. وقالت "ليس لدينا الصورة الكاملة، وما زال الوقت مبكرا للاستخلاص إلى أن أوميكرون أقل خطورة من دلتا أو أكثر خطورة منه".