أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في كلمته الثلاثاء عن مجموعة من الإجراءات التي تعتزم إدارته اتّخاذها لمواجهة انتشار متحوّر "أوميكرون" في الولاياتالمتحدة دون الدعوة لإغلاق عام. وذكر بايدن أن السلطات الفيدرالية ستقوم بتوزيع 500 مليون وحدة اختبار مجاني ل"كوفيد - 19"، بالاضافة الى تقديم المعونة للمشافي في الولايات التي تشهد أكبر نسبة انتشار للمتحور الجديد. وقال: "أعرف كم أنتم متعبون ومحبطون ولكن بإمكاننا أن نكون أقوياء في مواجهة هذا الفيروس لأننا نملك العلم والتطعيمات والأدوية في صفنا". مضيفاً "بحسب ما يقوله أهم خبرائنا فان وضع من لم يتلقون لقاح كوفيد-19 يدعو للقلق في ظل انتشار متحور اوميكرون الذي يوصل غير المطعّمين الى المشافي أو الموت في بعض الأحيان". وأشار الى أن الغالبية العظمى ممن فقدوا حياتهم بسبب فيروس كورونا خلال الأشهر الماضية كانوا من غير المطعّمين. وبين أن أوميكرون شديد الانتشار ويصيب أعداداً كبيرة من المطعّمين ولكن دون أن يوصلهم إلى غرف الانعاش، مشيراً الى اصابة بعض موظفي البيت الأبيض من المطعّمين بمتحور أوميكرون. مضيفاً، "بامكان العائلات الأميركية التواصل واللقاء لقضاء عطلة الأعياد بشرط أن يكون جميع الحاضرين قد تلقوا جرعة واحدة من اللقاح على الأقل". وطلب بايدن من الآباء تطعيم الأطفال ممن تجاوزوا سن الخامسة، مؤكداً تلقي أكثر من ستة ملايين طفل أميركي لجرعة على الأقل من اللقاحات المخصصة للأطفال دون تسجيل أي أعراض جانبية خطيرة. وفي إطار حثّه للأميركيين على تلقّي الجرعة المعززة للقاح، ذكر بايدن أنه أخذ الجرعة المعززة فور توفّرها، وكذلك فعل الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي أكّد أمس الأول الاثنين تلقيه للجرعة الثالثة. ويواجه بايدن، تحديات اقتصادية كبيرة تدفع إدارته لتوخّي الحذر بشأن إعادة فرض قيود التنقل والتجمع على الأميركيين في ظل انتشار موجة جديدة من الوباء في أميركا. وبحسب المسؤولين الصحيين في الولاياتالمتحدة فإن متحور "أوميكرون" سريع الانتشار وبات يشكل حوالي 73% من حالات الإصابة بكوفيد في أميركا خلال الأسبوع الثالث من ديسمبر الجاري بعد أن كانت نسبة انتشاره 1% فقط بداية هذا شهر. ووفقاً لبيان صادر عن مقاطعة هاريس في ولاية تكساس، فإن حالة الوفاة الأولى المرتبطة بمتحور "أوميكرون" في الولاياتالمتحدة كانت لرجل غير مطعّم من تكساس أصيب في الماضي بفيروس كورونا. وجاء في بيان مؤسسة الصحة العامة في الولاية "كانت الضحية أكثر عرضة لخطر الاصابة وحدوث مضاعفات بسبب عدم تلقيه اللقاح". وبحسب قاضية المقاطعة لينا هيدالغو فإن الرجل الذي توفي بمتحور "أوميكرون" كان في الخمسينات من عمره. وكانت خلصت دراسة جديدة إلى أن الطفرات المتعددة في متحور أوميكرون تتيح له الالتحام بالخلايا البشرية بصورة أكثر فعالية من المتحورات الأخرى لفيروس كورونا. وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن باحثين من جامعة بريتش كولومبيا في كندا قاموا بدراسة المتحور باستخدام المجهر الإلكتروني فائق البرودة، وهو أسلوب يقدم صورا للفيروس بدقة عالية للغاية. وقال د. سريرام سوبرامانيام، كبير واضعي الدراسة، وأستاذ الكيمياء الحيوية في جامعة بريتش كولومبيا، إنهم وجدوا أن "متحور أوميكرون لديه قدرة التحام أعلى من الفيروس الأصلي" وذلك بسبب الصلات الجديدة التي وجدت بين الفيروس ومستقبلات الخلايا البشرية. وبالاضافة لذلك، قام الباحثون باختبار قوة متحور أوميكرون أمام الاجسام المضادة وحيدة النسيلة والبشرية، وخلصوا إلى أن المتحور لديه قدرة أكبر على مقاومة جزيئات النظام المناعي مقارنة بالمتحورات الأخرى. ومازال يتعين أن تخضع الدراسة لمراجعة الأقران، ولكنها متوافقة مع بحث أخر حديث بشأن خصائص أوميكرون شديدة العدوى. ويشار إلى أنه تم اكتشاف متحور أوميكرون في جنوب إفريقيا في أواخر نوفمبر الماضي، ومنذ ذلك الحين ينتشر سريعا حول العالم. وقال سوبرامانيما "متحور أوميكرون غير مسبوق لكونه يحوي 37 طفرة بروتين سبايك، وهو أعلى بواقع ثلاثة إلى خمس مرات مقارنة بأي متحور آخر" وأضاف "زيادة الطفرات في بروتين سبايك أمر مهم لسببين الأول، لأن بروتين سبايك يحدد كيفية ارتباط الفيروس بالخلايا البشرية وإصابتها بالعدوى". وأوضح " ثانيا، لأن الأجسام المضادة تتعلق ببروتين سبايك من أجل تحييد الفيروس". ونتيجة لذلك، يمكن لطفرات بروتين سبايك القليلة أن تعدل بصورة كبيرة من كيفية انتقال فيروس كورونا وكيفية مكافحة النظام المناعي له. كما فحصت الدراسة أيضا قدرة بروتين سبايك لأوميكرون على تجاوز الأجسام المضادة البشرية والأجسام المضادة من علاجات الاجسام المضادة وحيدة النسيلة. وأكدت الدراسة البيانات على أرض الواقع، التي تظهر أن متحور أوميكرون لديه قدرة أكبر على التهرب من الاجسام المضادة مقارنة بالمتحورات الأخرى، مما يعني أن العلاجات تصبح أقل نجاحا في مواجهته. وأوضح سوبرامانيما أن كل من قدرة متحور أوميكرون المتزايدة للالتحام وقدرته على التهرب من الاجسام المضادة" تعد من العوامل المرجحة لسرعة انتشاره". بدأت الكثير من البلدان في إعطاء اللقاحات للأطفال (أ ف ب)