اقتربت القيمة السوقية لشركة "أبل" من الوصول إلى 3 تريليونات دولار، لتتجاوز بذلك قيمة سوق الأسهم الألمانية بالكامل أو اقتصاد بريطانيا. وبعد عقود طويلة باعتباره أحد أفضل الأسهم من حيث الأداء في العالم، تحتاج الشركة المُصنعة لأجهزة "آيفون" إلى الارتفاع بنسبة 6.8% أخرى فقط لتصبح أول شركة تحقق هذا الإنجاز، بعد أقل من أربع سنوات من تجاوزها لأول مرة تريليون دولار من حيث القيمة السوقية. وتعتبر المملكة المتحدة هي سادس أكبر اقتصاد في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي. وتمتلك ثالث أكبر اقتصاد في أوروبا بعد ألمانيا وفرنسا من حيث القيمة الاسمية. وبلغ إجمالي الناتج المحلي البريطاني نحو 2.7 ترليون دولار في 2020. وعن هذا يقول كريج إيرلام، كبير محللي السوق في شركة "أوندا": "إنه إنجاز استثنائي ويسلط الضوء على الهيمنة المذهلة لشركات التكنولوجيا الأمريكية". أضاف: "لا يزال بمقدور أبل أن تقدم المزيد، مما يجعلك تتساءل عن الإنجاز الذي ستحققه بعد ذلك ومدى حجمها الذي يمكن أن تصبح عليه". وأصبحت "أبل" الشركة الأكثر قيمة في العالم بفضل التدفق المستمر للمنتجات التي جذبت المستهلكين، ورغم تذبذب الأسواق بسبب القلق من أن يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة وفيروس كورونا إلى تقويض النمو الاقتصادي، ينظر المستثمرون إلى الشركة على أنها مكان آمن نسبياً لاستثمار أموالهم بفضل استمرار نمو مبيعاتها وما لديها من سيولة نقدية ضخمة. ومنذ نهاية عقد التسعينيات من القرن الماضي، قفزت أسهم "أبل" بنسبة هائلة بلغت 22000%، أي ما يعادل 28% سنوياً. وارتفع مؤشر "ستاندرد آند بورز500" بنسبة 7.5% سنوياً في نفس تلك الفترة. فيما حقق سهم "إنفيديا كورب"، وهي شركة لتصنيع رقائق معالجة الرسومات، عائداً بنسبة 31% سنوياً، في حين ارتفعت أسهم "نتفلكس" لتقديم العروض والأفلام عبر الإنترنت بنسبة 39% سنوياً منذ طرحها العام الأولي في عام 2002، لكن شركة "أبل" تتفوق عليهما بدون مقارنة. وتقول كاتي هوبرتي، محللة أسهم شركات التكنولوجيا في "مورغان ستانلي"، إن السهم مقوم بأقل من قيمته الحقيقية عند النظر في مساهمات الإيرادات المتوقعة خلال السنوات القادمة من المنتجات الجديدة مثل الواقع المعزز والافتراضي والمركبات ذاتية القيادة. وأضافت هوبرتي، التي رفعت السعر المستهدف إلى 200 دولار أمس الثلاثاء: "تستفيد شركة أبل من القفزة النوعية أو التوجه إلى منتجات ذات جوة مرتفعة، خاصة مع ارتفاع أسعار فئات المنتجات الجديدة". ويحوم سعر السهم حاليا حول مستوى 170 دولار. علاوة على ذلك، حصلت أسهم "أبل" على دفعة أخرى بفضل تقرير صحيفة "نيكاي" اليابانية مؤخراً، الذي كشف أن الشركة طلبت من الموردين زيادة إنتاج "آيفون" في الفترة من نوفمبر إلى يناير. يأتي ذلك بعد أسبوع من تقرير "بلومبرج نيوز" أن الطلب على "آيفون" يتباطأ. وقال تيم جريسكي، كبير استراتيجيي المحفظة في "إينغلس آند سنايدر": "تعتبر شركة أبل نوعاً ما في المكان المناسب استثمارياً، غير باهظة الثمن بالنسبة للسهم، وتمتلك مزيجاً رائعاً من المنتجات والخدمات، وكونها تقدم ابتكارات رائعة عبر خط إنتاجها بالكامل". ورغم تلك الارتفاعات المتوالية فأن الأمر لم يكن دائما كذلك، ففي نهاية عام 2000، بلغت القيمة السوقية لشركة "أبل" 4.5 مليار دولار فقط، وكان المستثمرون يتخارجون من السهم، الذي جرى تداوله تقريباً مقابل قيمة النقد الذي كان بحوزة الشركة في البنك.