استطاع عدد من قيادات وزارتي التربية والداخلية بالكويت، استطاعوا السيطرة على تداعيات احتجاج طلبة المرحلة الثانوية على طريقة تقويم الاختبارات، ومنعوا محاولة اقتحام نحو 400 طالب لمقر «التربية» بالقوة. وكان قد تجمع عدد قليل من الطلبة أمام البوابة الخارجية لوزارة التربية في الثامنة صباحا، مرددين عبارات تطالب برحيل وزير التربية وزير التعليم العالي أحمد المليفي، رافعين لافتات كتب عليها «شبيحة وزارة التربية قتلوا مستقبلنا، فمنعهم رجال الأمن من الدخول، وما إن توافدت أعداد أكبر من الطلبة تقدر بنحو 400 طالب، تمكنوا من اقتحام الحواجز الأمنية الحديدية والبشرية ركضا ليصلوا إلى مدخل الوزارة وينفذوا اعتصامهم، فطلب مدير أمن العاصمة اللواء طارق حمادة من الطلبة الهدوء والالتزام بتعليمات رجال الأمن وعدم الإخلال بالقانون. ووفقاً لصحيفة افقد كان شعار«أنتم ابناؤنا... ومصلحتكم تهمنا» الذي رفعه كل من وكيل وزارة الداخلية المساعد للامن العام اللواء محمود الدوسري، ووكيلة وزارة التربية تماضر السديراوي، هو من امتص غضب الطلبة وأقنعهم بالعودة إلى مدارسهم. وفي باقي التفاصيل أنه ما إن أشارت عقارب الساعة إلى العاشرة صباحا، وصل وكيل وزارة الداخلية المساعد للأمن العام اللواء محمود الدوسري ليتفاوض مع الطلبة وطلب ترشيح 3 طلاب للدخول إلى وزارة التربية والتحدث إلى المسؤولين، ورد الطلبة «لا أحد يمثلنا» ونريد تعديل التقويم فورا، ورد الدوسري: «أنا أمثلكم لأنكم أبنائي وسأتحدث مع المسؤولين باسمكم، ولكن عليكم الالتزام بالتعليمات والمحافظة على القانون». وفي الساعة الحادية عشرة، أتى الدوسري ومعه وكيلة وزارة التربية تماضر السديراوي للتحدث إلى الطلبة الغاضبين، وقالت لهم : أنتم أبناؤنا، وأنا بمثابة أم لكم، ووزير التربية اجتمع مع زملائكم أمس (أمس الأول) واتفق على تشكيل لجنة لدراسة القرار، وسيتم الاعلان عما إذا كانت هناك تعديلات خلال أسبوع، وزملاؤكم اقتنعوا بذلك، والآن عليكم التوجه إلى مدارسكم. وما انتهى الدوسري من حديثه، حتى صفق الجميع بحرارة، وانصرفوا بنظام بعد ترشيح 4 طلاب للدخول إلى وزارة التربية، وان يلتحقوا بزملائهم الذين تجتمع الوزارة بهم لاطلاعهم على أعمال اللجنة المشكلة لدراسة القرار. بدوره، أعرب ممثل طلبة التعليم العام المعتصمين عبدالله المطيري عن ارتياحه بما تضمنه القرار من جزئيات تصب في نهاية المطاف لصالحهم، اذ انه يحتوي على ابعاد تساهم في تحسين مستواهم العلمي، مؤكدا ان الصورة تم ايضاحها بالكامل بعد شرح تفاصيل القرار اثناء الاجتماع، لافتا إلى ان القرار يتطلب تحسين جزئية بسيطة تتعلق بمادة الانكليزي لما نعانيه من صعوبة فيها وذلك من خلال الإبقاء على الاختبارات القصيرة. ووصف المطيري استقبال وكيلة الوزارة تماضر السديراوي بالراقي، مثمنا تصرفات قياديي وزارة التربية معهم والذين وصفوها بالمحتوية لابنائهم، مؤكدا ان زملاءه الطلبة سيطالبون بابقاء القرار بعد ان يفهموا ابعاده. من جانبه، أثنى ممثل طلبة التعليم المسائي أحمد الرشيدي على استقبال قياديي وزارة التربية لهم، مؤكدا انهم شرحوا الصورة بالشكل الكامل، الا ان هناك رغبة لدى طلبة التعليم المسائي بانصافهم من خلال تطبيق ذات القرار الذي طبقته الوزارة على نظام التعليم الصباحي. وفي هذا السياق، أكدت السديراوي ان الوزير المليفي بصدد تشكيل فريق لإعادة دراسة هذا القرار خاصة بعد الاجتماع مع ممثلين الطلبة يوم الأربعاء الماضي. وقالت السديراوي في تصريح للصحافيين : ان رؤية الفريق سوف تتبين خلال الاسبوع المقبل، مؤكدة على أهمية اختيار بعض الطلبة المعتصمين وذلك للاجتماع مع قياديي الوزارة، وقالت : «الطلبة لديهم ملاحظات حول آلية التقويم الخاصة بمادة اللغة الانكليزية وبناء على ذلك تم طلب الموجهة العامة للمادة لمناقشة الطلبة».