قال وضاح خنفر المدير السابق لشبكة الجزيرة ان الدكتور عزمي بشارة المفكر الفلسطيني الذي يحمل الجنسية الاسرائيلية والنائب السابق في الكينست الاسرائيلي ليس له يد في خروجه من الجزيرة ، وقال خنفر في حوار نقلته جريدة العرب اليوم انه خرج من الجزيرة ليؤسس مؤسسة إعلامية جديدة ونفي ان يكون له اي صلة باي اجهزة امريكية ، كما نفي ان يكون قد حول الجزيرة الي منبر لجماعة الاخوان المسلمين ، ” الوئام ” نقلت اهم ما تناوله وضاح نقلا عن الزميلة العرب اليوم في هذا الحوار . منذ اعلان خروج وضاح خنفر من الجزيرة والاشاعات تلاحقه .. فيقال ان عزمي بشارة وراء استقالتك او اقالتك ؟ ويقال ان علاقتك باجهزة امريكية هي السبب في ذلك ؟ اين الحقيقة وراء خروجكم من الجزيرة ؟ - أنا قضيت ثماني سنوات في العمل كمدير عام لشبكة الجزيرة ، واعتقد ان ثماني سنوات كافية لأي مسؤول إدارة أو قائد اداري لأن يقدم ما لديه من رؤية, وبالتالي, بعد ذلك قد لا يكون منصفا وعادلا للمؤسسة نفسها ولا للشخص اذا ما رأى انه قد استكمل هذه الرؤية, واصبح يعيش حالة جديدة, الا ان يتخذ القرار الذي اتخذته انا حتى من الباب النفسي والذهني. فبعد ثماني سنوات يبدأ الانسان يشعر ان هناك روتينا ونمطية في عمله. وفي تلك الحالة ينبغي له ان يفكر بالخروج. وانا اكملت الثماني سنوات وانا سعيد جدا بالقرار وكان لا بد ان اتحرك خارج المؤسسة. اما عما تقول انها يد لعزمي بشارة في اقالتي فهذه اشاعة لا اساس لها من الصحة ، فالدكتور عزمي بشارة أعرفه كمفكر وأعرفه كمحلل استراتيجي وسياسي, وشارك في الجزيرة بجهد كبير أثناء السنوات الماضية الأخيرة, كما شارك في تغطية أحداث الثورات العربية أو الظهور على الشاشة ومشاركته أثْرَتْ ما قدمته شاشة الجزيرة. وإذا كنت ستسأل عن الاشاعة إن كان عزمي بشارة له علاقة باستقالتي ام لا? فأقول لك مرة اخرى واؤكد لك ان قرار خروجي من المؤسسة لا علاقة له بهذه الاشاعات, والدكتور عزمي شخصية مفكرة واعلامي وانا احترم هذا الدور واقدره, وقد تختلف معه وقد تتفق معه ولكن هذه ليست قضيتنا ولا علاقة لموضوعي من قريب او من بعيد بالجزيرة او خروجي من الجزيرة. وماذا عن علاقتكم الملتبسة باجهزة امريكية كما ظهر في وثائق ويكليكس ؟ هناك حوالي 400 وثيقة أو أكثر تتحدث عن علاقة الجزيرة بالولاياتالمتحدةالامريكية وليس عن وضاح خنفر على وجه التحديد , ولو أن القراء عادوا الى هذه الوثائق المنشورة اليوم على موقع “الجزيرة نت” لأدركوا حقيقة واضحة بان الولاياتالمتحدةالامريكية كانت تنظر الى الجزيرة بعين من التشكك والريبة طوال السنوات الممتدة من تغطيتنا لافغانستان الى نهاية جورج بوش, ولم يتخلل حتى تلك الفترة أية إشارة ايجابية حول الجزيرة, وكان هناك دائما اتهامات متصاعدة بانها تؤلب الرأي العام العربي وتبث اشرطة القاعدة واشرطة المقاومة في العراق. وقد اتفقنا مع الامريكيين كما اتفقنا مع كل الذين راجعونا محتجين على تغطيات خاصة بالجزيرة, سواء روساً او صينيين او اوروبيين او افارقة او عرباً, على قاعدة بسيطة اذا كان الاحتجاج له علاقة بخطأ مهني وقعت فيه الجزيرة, فنحن قادرون على التعاطي مع الامر وتصحيحه, ويملي علينا ميثاق الشرف الصحافي ان نبين للمشاهدين الخطأ وربما نعتذر. ولكن الاعتراض أو الاحتجاج ذا خلفيات سياسية القصد منه تلميع هذا الطرف أو ذاك الطرف, فاننا لسنا مؤسسة سياسية, وسنرفض أية املاءات أو ضغوط. هذا عن الجزيرة ، اما عن ما يثار حول علاقتي بجهة هنا او هناك فيكفي ان اقول أن اسمي مدرج على قائمة الذين لا يُعطون تأشيرات لدخول الولاياتالمتحدةالامريكية, ودخلت إلى الان باستثناءات خاصة لفترات محددة لزيارات لعدة ايام ولكني اذا ذهبت الى السفارة الامريكية أرْفَض فورا من دخول الولاياتالمتحدةالامريكية. أنا تقدمت من السفارة الامريكية بعدد من المرات للحصول على تأشيرات ورفضت, ولكن بسبب ان الجهات الداعية تدخلت عند الادارة الامريكية ووزارة الخارجية صدر ما يسمى باستثناء يعطى لمرة واحدة, ولعدد محدد من الايام, ولغرض محدد. ودخولي للولايات المتحدة ثلاث مرات تم بهذا الاجراء, واليوم ليست لدي تأشيرة لامريكا لانه دائما يقال لي ان اسمك مدرج على قائمة الممنوعين من السفر الى امريكا, وهذا ما تقوله السفارة الامريكية باستمرار. هناك اتهام لك بأنك جعلت من الجزيرة منبرا لجماعة الاخوان المسلمين ، ما ردكم على ذلك ؟ - الجزيرة مؤسسة موجودة منذ 15 عاما قبل ان اكون في الجزيرة ، وتتشكل من جنسيات في العالم العربي وتضم كل الاديان والمذاهب والتوجهات السياسية وكنا ننظر في غرفة الاخبار كبوتقة جامعة في التنوع المذهبي والعرقي العربي. وكنت حريصا على بقاء هذا التنوع, لاني كنت أعلم ان قوة الجزيرة في هذا التنوع ولا يمكن ان يمتلك الحقيقة احد. واذا تحولت الجزيرة منبرا لاي توجه سياسي او حزب سياسي ستفقد قيمتها التحريرية وسوف تخسر جمهورا كبيرا من مشاهديها. اما بالنسبة الى الاخوان المسلمين وغير الاخوان. فشاشتنا شاهد على اننا نقدم كل وجهات النظر السياسية والايديولوجية والفكرية ولا يستأثر طرف على طرف. قد يكون للاسلاميين في مرحلة من المراحل حضور بسبب احداث سياسية واخبار على الارض وقد يكون لغيرهم ولكن ليس هناك نهج على الاطلاق لتغييب رؤية على اخرى او تيار سياسي على آخر وهذا ما تكذبه الشاشة وتركيبة غرفة الاخبار والخلفيات المتنوعة لمذيعينا وصحافيينا. بعد ان خرجت من الجزيرة ماذا سيفعل وضاح خنفر ، هل سيجلس في بيته مثلا ? - سأستمر في المحيط الاعلامي. ما تحصّل لي في السنوات الاخيرة من اطلالة على الاعلام العربي والعالمي والمنهجية التي استطعت ان اكتسبها, سوف استثمرها في السنوات المقبلة في تنمية مجموعة من المحاور الاعلامية على المستوى العالمي. لذلك انا مشغول في الاعداد للشكل الجديد في العمل الذي سأواصله في قطر ايضا , ولكن استطيع ان اقول لك انه سيتركز على مساعدة الاعلاميين من مختلف انحاء العالم في مزاولة مهنتهم, والتعرف على كثير من التطورات والاحداث ولا سيما المنطقة والعالم العربي والشرق الاوسط بشكل يساعدهم ويقوي نظرتهم التحليلية وفهمهم العميق لما يدور.