فرضت السلطات الإيرانية حظر السفر على 20 شخصية على خلفية فضيحة التسريب الصوتي لوزير الخارجية، محمد جواد ظريف وقال مدير مكتب الاتصالات العامة للسلطة القضائية الإيرانية، علي نادري، في حديث لوكالة "نوفوستي" الروسية، اليوم الخميس، إنه "تم فرض حظر على مغادرتهم البلاد"، مبينا أن "السبب يعود إلى عملهم على جمع معلومات تعتبر سر دولة" دون أن يوضح ما إذا كان هذا الإجراء مرتبط بقضية التسريب الصوتي. وأشار نادري إلى أن هؤلاء الاشخاص ال20 كانوا على اتصال دائم وع وكالات وشبكات إعلامية أرسلوا إليها المعلومات التي جمعوها، مبينا أنه لا معطيات حاليا تدل على وجود علاقات لهم مع أي جهات استخباراتية خارجية. وسبق أن قالت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية إن السلطات في طهران فرضت حظرا على سفر 15 شخصا لضلوعهم في تسريب صوتي مزعوم اشتكى فيه وزير الخارجية من نفوذ الحرس الثوري على دبلوماسية إيران. وفي مقابلة بثتها قناة إيران التلفزيونية الدولية الفضائية الناطقة باللغة الفارسية ومقرها في لندن في وقت متأخر من الأحد، قال ظريف إن نفوذه في السياسة الخارجية الإيرانية "صفر". وأثار التسجيل المسرب، الذي يلقي ضوءا نادرا على العلاقة بين الحكومة والحرس الثوري القوي، غضب المحافظين في إيران الذي وصفوا التسريب بأنه "عمل من أعمال التجسس"، وطالب عدد من المشرعين باستقالة ظريف. وقالت السلطات إن التسجيل كان جزءا من مشروع أوسع نطاقا مع مسؤولي الحكومة وأنتج للاحتفاظ به في سجلات الدولة ولم يكن معدا للنشر. واستبدل الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الخميس رئيس مركز الأبحاث الذي تديره الدولة والمسؤول عن إجراء المقابلة، حسام الدين آشنا. وقالت وسائل الإعلام الرسمية إن روحاني عين علي ربيعي، المتحدث باسم الحكومة، مكان آشنا، الذي كان حاضرا أثناء إجراء المقابلة مع ظريف والتي استمرت 7 ساعات، وهو يعمل أيضا مستشارا للرئيس. كشفت وسائل إعلام إيرانية، عن توجيه الناطق باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان أبو الفضل عمويي، رسالة إلى وزير الخارجية يطلب فيها منه حضور الاجتماع الأول للجنة. بينما أعلن مكتب المدعي العام في طهران رفع دعوى قضائية، ردا على نشر مقابلة مع ظريف. وبحسب ما نقلته وسائل الإعلام الإيرانية عن بيان للمكتب فإن الاتهام الرئيسي في هذه القضية هو إتاحة المعلومات السرية للبلاد لأفراد غير مؤهلين. وأكد البيان على ضرورة الملاحقة الجنائية للمسؤولين عن الحادث ومن تعاون معهم. كما جرى إصدار الأوامر اللازمة للأجهزة الأمنية لتحديد المسؤولين عن هذه الجريمة وكيفية وقوعها. من جانبه اعتبر الرئيس حسن روحاني أن من سربوا الشريط هم أعداء إيران وشعبها ومصالحها، منوها أن التسريب هدف الى التسبب باختلاف داخلي تزامنا مع المباحثات في فيينا مع القوى الكبرى لإحياء الاتفاق حول برنامج طهران النووي. وكان الحرس الثوري الإيراني وصحف التيار المحافظ المقربة من المرشد الإيراني على خامنئي قد وجهت اتهامات واسعة ضد وزير الخارجية محمد جواد ظريف، عقب تسريب صوتي للأخير، كان قد وصف فيه ظريف قاسم سليماني بأنه كان عائقا للدبلوماسية. وأطلقت الصحف على "ظريف" اسم "ظريف ليكس" على نمط ضيحة "ويكيليكس". وكانت تصريحات ظريف عن هيمنة المرشد علي خامنئي والحرس الثوري وقاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس على كل مفاصل الدولة، قد عرضته لهجوم عنيف من الصحف الإيرانية التابعة لتيار المحافظين المقربين من خامنئي.