في واحدة من أفضل لحظات مسيرته الكروية، سيواجه مهاجم ريال مدريد، الفرنسي كريم بنزيما، واقعاً يسعى لتغييره، في ظل صيامه التهديفي في تسع مواجهات كلاسيكو متتالية، جمعت قطبي كرة القدم الإسبانية، في غضون آخر أربع أعوام. يدرك بنزيما المسؤولية التي تقع على عاتقه منذ رحيل البرتغالي كريستيانو رونالدو عن "الميرينغي"، ويتطلب ثقل القميص رقم 9 منه أن يتقدم خطوة إلى الأمام، وأن يكون أكثر حسماً في الأمتار الأخيرة أمام شباك الخصم، وأن يستمر في كونه أفضل زميل عندما يتعلق الأمر بالتنسيق مع أيا من عناصر الفريق، لكن تحسين حصته التهديفية كان التزاماً. وتحقق ذلك بالفعل من قبل كريم، الذي أصبح المهاجم النموذجي والرئيسي للريال خلال المواسم الأخيرة، في ظل معدل تهديف قياسي هذا الموسم لدى تحطيم العديد من الأرقام القياسية الشخصية. وأمام ليفربول، توقفت سلسلة من أكثر المباريات المتتالية التي سجل خلالها بنزيما أهداف في مسيرته، بعد التوقيع على تسعة أهداف في سبع مباريات توالياً. ولم تكن هذه الأهداف عادية بل جوهرية وذات أثر كبير في تعافي فريق زين الدين زيدان، وطرح خيارات متجددة للمنافسة على ألقاب مهمة سواء في "الليغا" أو دوري الأبطال. ثالث أفضل هداف بفضل أهدافه ال24 والمساهمة في صناعة ستة أهداف أخرى في 34 مباراة خاضها في موسم. أصبح بنزيما ثالث أفضل هداف في تاريخ ريال مدريد في الدوري، برصيد إجمالي بلغ 186 هدفاً، متفوقاً بذلك على كارلوس سانتيانا، لكن على النقيض تتجلى مساهمته المنخفضة في يوم يشار إليه دائماً بأنه الأهم في الموسم. وتأخر كريم في التسجيل لأول مرة خلال مواجهات الكلاسيكو، إذ لم يوقع على هدفه الأول إلا في المباراة السادسة، وكان ذا فائدة لا تذكر. وعلى ملعب كامب نو، سجل ثلاثة أهداف فقط في 17 من مواجهات الكلاسيكو، لم يمنع ظهوره الأول حصول برشلونة على كأس السوبر الإسباني للمرة الثالثة على توالياً، والذي كان العاشر في تاريخ البرسا، عام 2011. ومع ذلك، فقد كانت أهدافه اللاحقة في مواجهات الكلاسيكو تمثل لحظات لا تُنسى مع تسجيل أرقام قياسية شخصية. الظهور الأول على سبيل المثال، سجل في ظهوره الأول على ملعب برنابيو في ديسمبر (كانون الأول) 2011 أسرع هدف في تاريخ هذه المواجهات الكروية، بعدما استغل خطأ في تمريرة بسيطة من الحارس فيكتور فالديس ووقع على هدف بعد مرور فقط 22 ثانية من بداية اللقاء، لكن هذا الهدف أيضاً لم يكن ذا فائدة كبيرة، إذ خسر "الملكي" في النهاية (1-3). وسيتم وضع اسم بنزيما بعد أساطير مثل إيكر كاسياس، وفرناندو هييرو، وراؤول غونزاليس، بالمشاركة 36 مرة في مواجهات الكلاسيكو، على بعد لقاء واحد، ليعادلهم في المركز الرابع في تاريخ لاعبي النادي "الملكي".