واصلت إدارة التحريات والبحث الجنائي بشرطة منطقة الرياض نجاحاتها المتوالية عندما وفقت إلى فك رموز قضية من أكثر القضايا غموضاً وتعقيداً والقبض على جانٍ أقدم على قتل أحد المواطنين. وكان مركز شرطة الديرة قد تلقى بلاغاً من مواطن ثلاثيني يفيد فيه أنه ورده اتصال من والدته عبرت فيه عن قلقها على شقيقه (28عاماً) الذي يقيم بمفرده في منزلهم الكائن بحي الناصرية منذ بداية شهر رمضان المبارك بعد أن غادرت أسرته إلى محافظة جدة خلال الإجازة وأن جواله مغلق باستمرار، وعندما ذهب إلى المنزل للاطمئنان عليه وجد الباب الخارجي مغلق، واستطاع الدخول إلى غرفة شقيقه في سطح المنزل عن طريق منزل الجيران فوجدها مغلقة ومفتاحها مرمياً على الأرض قرب الباب، ففتحها ليجد شقيقه مسجى على الأرض وقد فارق الحياة وحوله دماء. جهة التحقيق بمركز شرطة الديرة بادرت إلى الانتقال الفوري مع الخبراء المختصين واتخذت الإجراءات اللازمة لمعاينة مسرح الحادث وفحص الجثة.ونظراً للغموض الشديد الذي يكتنف هذه القضية فقد عمد مدير شرطة منطقة إدارة التحريات والبحث الجنائي بمتابعة هذه القضية وأسند إليهم مهمة المشاركة في البحث والتحري عن الجاني، وعلى الفور جرى تشكيل فريق بحث على درجة عالية من الكفاءة والخبرة، الذي بدأ بإعادة معاينة مسرح الجريمة بكل دقة بحثاً عن أي آثار أو أدلة يمكن الاستفادة منها سيما أنه لم يتضح من خلال دراسة أوراق القضية معلومات يمكن الاستدلال بها على هوية الجاني. هذه الصعوبات لم تكن حائلاً أمام رجال التحريات وبين مواصلة الجهود، بل تحولت إلى دافع وسباق مع الوقت، فقاموا بحصر جميع علاقات المجني عليه الخاصة والعامة ووسعوا دائرة البحث لتشمل المشبوهين وأرباب السوابق في الحي الذي وقعت فيه الجريمة ووضعهم تحت المجهر ورصد تحركاتهم بكل دقة، وقد أثمرت تلك الجهود عن تضييق دائرة الاشتباه وتحديد هوية المتهم الفعلي لهذه القضية، والقبض عليه، حيث تبين أنه الجاني وقد أكد إقدامه على فعلته تلك نتيجة خلاف شخصي مع المجني عليه داخل غرفته وتم إحضار المسدس الذي استخدم في الحادثة بعد أن قام بإخفائه.جرى إيقاف الجاني على ذمة القضية وأحيلت الأوراق لجهة التحقيق المختصة.