بالرغم مما أحدثه خبر استضافة الموسيقار العراقي نصير شمّة في مهرجان العيد، الذي تقيمه شركة النفط العملاقة “أرامكو” من إلغاء بعض المواطنين سفرهم خارج المملكة حتى يتسنى لهم الاستماع لمقطوعاته الموسيقية، الا أنه وفي أول أيام عيد الفطر الموافق فيه الثلاثاء الثلاثين من اغسطس، عقدت بعض اللجان “الاحتسابية” اجتماعًا لرفع خطاب للجهات المسؤولة بغية إيقاف هذا الحفل الذي يعدونه مخالفًا “لشرع الله، ويفسد الناس ويحرّض على الاختلاط”. وقامت هذه اللجان غير الرسمية بكتابة خطاب وجمع تواقيع رجال الدين بغية التأثير في قرار المسؤول، فيما اعتزمت مجموعة أخرى التوجه مباشرة إلى المسؤولين للحديث معهم في هذا الأمر بقصد إيقافه.وتأتي قضية حفلة شمة ضمن ملف وسلسلة قضايا الاعتراضات على المناسبات والفعاليات الثقافية من قبل إسلاميين “محتسبين”، كانت أبرز ساحاته ما شهده معرض الرياض الدولي للكتاب الذي أقيم في العاصمة السعودية في مارس الماضي، حيث اعترضت جماعات إسلامية على ما اعتبرته “اختلاطًا” بين الجنسين يفضي إلى معضلات أخلاقية بعيدًا عن الثقافة. ووفقا للتقارير الاعلامية فان مسؤول في اللجنة المنظمة لاحتفالات عيد الفطر نفى بشدة إلغاء الأمسية الخاصة بالفنان العراقي نصير شمّة، التي ستقام وفق ما قرر لها الأربعاء، هذا النفي يأتي في ظل عقد جماعات “إسلامية” اجتماعاتها اليوم لوقف وإلغاء الأمسية الفنية التي ستقام تحت عنوان “حوار الحضارات”. وأوضح أن الحفل “سيقام، ولا يوجد هناك أي نية لإلغائه، وأنه سيقام في موعده كما أعلن عن ذلك مسبقًا، مؤكدًا أن الصورة غير واضحة، بحكم أن شهر رمضان لم يكن كاملاً، مما أربك القائمين في مسألة تحديد الوقت النهائي، إلا أنه رجّح أنه سيكون ثالث أيام العيد، أي يوم الخميس المقبل.