بنحو مليون نخلة، وما يزيد عن 43 ألف طن من التمر، تتزين منطقة الجوف السعودية، والتي يستعد مزارعوها لعملية "جداد النخل"، والتي تبدأ بعد نحو الشهر، وتعني جني المحصول، بما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي الوطني. وبحسب بيانات الهيئة العامة للإحصاء الأخيرة فإن منطقة الجوف تحتضن 984.048 نخلة، منها 798.649 شجرة مثمرة تنتج ما يزن 43.203 أطنان من التمور، يباع منه 34.045 طناً. ولما لهذه الشجرة المباركة من أهمية لدى أبناء المنطقة كمصدر غذائي مهم والانتفاع بأجزائها، فقد وجه سمو أمير منطقة الجوف بإقامة مهرجان سنوي لتمور الجوف، ليكون نافذة تسويق لمحصول المزارعين، يتخلله العديد من ورش العمل لإثراء معرفة المزارعين وكيفية الاهتمام بالنخلة وتحسين إنتاجها مع ترشيد استهلاك المياه، الأمر الذي انعكس إيجاباً على مستوى إنتاج المنطقة. وتمر النخلة بالعديد من مراحل العناية والاهتمام منذ بداية غرسها، لتعطي الثمر الجيد الذي يتمناه المزارع ويلبي رغبة المستهلك، حيث بين المزارع عيسى الشريم أن النخلة تحتاج لعناية فائقة واهتمام في مختلف المراحل لتعطي المنتج الجيد، أهمها الانتظام في سقايتها بالماء الكافي وتسميدها عضوياً خلال فترة الشتاء، ومع بداية الطلع يتم التخلص من الأشواك المحيطة بالطلع في مرحلة تسمى "التشويك"، حتى يتسنى للمزارع إتمام عملية "الإبار" وهي عملية تلقيح الطلع في مرحلته الأولى حتى ينمو القنو ويصبح ثقيلاً، تأتي مرحلة "العدال" وهي مرحلة تعديل قنو التمر ووضعه على عدد من سعف النخيل لحمله حتى لا ينكسر أو يتأذى من الوزن الزائد أو حركة الرياح إلى أن ينضج ويصبح صالحاً للأكل. وأشار الشريم خلال حديثه إلى تنوع أصناف النخيل في "اللقاط" وهي مرحلة لقط التمر الناضج، فبعض الأنواع تؤكل بعد لقطه واكتمال نضوجه وهي عادة النخيل ذات الطلع الأصفر، أو يتم حفظه تحت درجات برودة عالية لأوقات طويلة، والبعض يؤكل بعد لقطه ويمكن كنزه في أوعية معدة لذلك بعد "جداده" وهي المرحلة الأخيرة، إذ يُقطع القنو محملا بالتمر، ومن ثم نشره في الشمس بعد أن يتم تنقيته من الشوائب فترة ومن ثم يكنز ليصبح صالحاً للاستهلاك لعدة أشهر وربما سنوات وهذه عادة ما تتميز به النخلة ذات الطلع الأحمر. وبين الشريم أن نخيل الجوف تشتهر بإنتاج أنواع من التمور أشهرها حلوة الجوف، والحسينية، وقسبة مدق، وبويضاء خذماء، والصقعي، والحيزا والصفراء، والسياطية. واعتاد مزارعو منطقة الجوف خلال أوقات العمل الترنم بأبيات تصف النخلة على طريقة الهجيني، فيما عدت هذه الشجرة وثمرتها رمزاً للكرم والضيافة، وأول ما يقدم للضيف التمر والقهوة العربية.