كشف تحقيق صحافي عن مفاجأة ربما تقود العالم إلى أصل ظهور فيروس كورونا المستجد، وتقلب مجريات الأحداث بشأن الاتهمات الموجهة إلى دولة الصين. أفاد التحقيق الذي أجرته صحيفة صنداي تايمز البريطانية بأن علماء صينيين اكتشفوا فيروسا مشابها لكورونا في منجم مهجور قبل 7 سنوات، لكنهم أبقوا الحادث سرا حتى بعد انتشار وباء كوفيد-19. وفي التفاصيل، ذكر التحقيق أن 6 من عمال منجم للنحاس في جنوب غربي الصين أصيبوا بالتهاب رئوي حاد وسعال وحمى، وتوفي 3 منهم (اثنان توفيا على الفور وآخر بعد نقله إلى المستشفى)، وقتها أخذت السلطات عينات من براز الخفافيش الموجود على أرضية المنجم، واكتشفوا أنه يحتوي على فيروس جديد. ونقل المختصون العينات واحتفظوا بها في مختبر ووهان الذي يبعد 1609 كيلومترات عن المنجم تقريبا لدراسة الفيروس. وقال التحقيق البريطاني إنه يبدو أن العلماء الصينيين كانوا غير صريحين حول حقيقة إيجادهم مثل هذا الفيروس الشبيه بكورونا عام 2013. ومؤخرا تحدثت شي زنجلي، المشهورة بلقب "المرأة الخفاش" لتخصصها في البحث عن فيروسات في كهوف الخفافيش خلال 16 عاما ماضية، عن هذه الواقعة، وقالت إن عمال المناجم توفوا بسبب إصابتهم بفطر قاتل. وقادت شي الفريق الذي حصل على عينات الخفافيش من المنجم وفحصها في مختبر ووهان. وفي ديسمبر الماضي، وبينما كانت شي في مؤتمر في شنغهاي، تلقت اتصالا بشأن ظهور فيروس كورونا جديد في ووهان بوسط الصين. وبحسب خبرتها، فإن تشي على علم بأن مثل هذه الفيروسات التاجية من المرجح أن تنشأ في جنوبالصين، ولذلك فقد وجدت الأخبار القادمة من ووهان محيرة ومقلقة للغاية. وقالت لمجلة "ساينتفيك أميركان"، في مقابلة نادرة هذا العام: "تساءلت عما إذا كانت (هيئة الصحة المحلية) قد أخطأت. لم أكن أتوقع قط حدوث مثل هذا الأمر في ووهان، في وسط الصين". وحصلت صنداي تايمز على تقارير لتفاصيل علاج مصابين المناجم في 2012 بهذا الفيروس، وظهر فيها أن السبب الأكثر احتمالا لإصابتهم هو عدوى بفيروس من عائلة كورونا شبيه بالسارس، نُقل عن طريق الخفافيش. وبحسب صنداي تايمز، فإن فيروس RaBtCoV / 4991 المكتشف حينها تسبب في مرض يشبه إلى حد كبير فيروس كورونا الحالي، ولديه رمز وراثي يطابقه بنسبة 96.2 في المئة. وأشارت الصحيفة إلى أن الفيروس انتقل من الخفافيش إلى الحيوانات ومنها إلى البشر بطريقة ما. وترجع أول وفاة مسجلة بالفيروس الجديد إلى التاسع من يناير الماضي حين توفي رجل يبلغ من العمر 61 عاما بمدينة ووهان الصينية، كان من الزبائن الدائمين على سوق للمأكولات البحرية يشار إليه بأنه مصدر الوباء. إلا أن صحيفة صنداي تايمز تشكك في تحقيقها بأن يكون السوق هو مصدر الوباء، معتمدة على دراسة مبكرة نُشرت في مجلة The Lancet وجاء فيها أن من بين 41 مريضا أصيبوا بكوفيد-19 في ووهان، "مر" 27 منهم فقط على السوق. وبحسب الدراسة، فإن "المريض صفر" الذي أعلنت الصين رسميا ظهوره في ديسمبر، ليس له علاقة بالسوق أيضا. وأودى فيروس كورونا المستجد بما لا يقل عن 531,789 شخصا في العالم، وفق تعداد لوكالة فرانس برس، الأحد. وكانت الولاياتالمتحدة، أكبر منتقد لمنظمة الصحة العالمية وقالت إنها ستنسحب منها، دعت إلى تحقيق في أصل الفيروس. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو إن من الممكن أن يكون الفيروس تسلل من معمل في مدينة ووهان لكنهما لم يقدما دليلا على ذلك، ونفت الصين ما قالا. ويقول علماء إن فيروس كورونا نشأ في الطبيعة. ومن المقرر أن يصل هذا الأسبوع فريق من منظمة الصحة العالمية إلى الصين للتحقيق في أصل فيروس كورونا المستجد. وتساءلت صنداي تايمز "السؤال الأخير والأصعب لفريق منظمة الصحة العالمية هو ما إذا كان الفيروس قد تسرب من مختبر ووهان. هل من الممكن، على سبيل المثال، أن يتحول RaTG13 أو فيروس مشابه إلى كةفيد-19 ثم يتسرب إلى السكان بعد إصابة أحد العلماء في معهد ووهان؟"