دعت الكاتبة بجريدة “المدينة” حصة عبد الرحمن العون أمانة محافظة جدة إلى إحكام السيطرة على أعمالها، بما يضمن تحقيق أهدافها وتجنيبها الإخفاق بدلا من اتجاهها إلى اختيار التجربة المدروسة لتمرير مشاريع غير واقعية تهدر بها المال العام، وتشتت التساؤلات عن ماذا حققت، ولماذا لم تنجز..؟ وطرحت في مقالها طلب أمانة جدة الدعم بخمسين مليون ريال للقضاء على الحشرات والفئران وتساءلت أين المليار ريال التي أخذتها الأمانة من قبل؟! وطالبت وزارة المالية بعدم تقديم أي مبلغ إضافي لأمانة جدة، وقالت على الأمانة تدبير المبلغ من شركات النظافة، والتي هي السبب في انتشار الأوبئة والحشرات.وتساءلت متهكمة في نهاية مقالها هل ال50 مليون ريال هي التي ستقضي على الفئران وأمراض جدة؟ المقال كاملاً: بالإشارة للخبر الذي نُشر عبر الصحف عن طلب أمانة جدة من وزارة المالية دعمها بمبلغ وقدره 50 مليون ريال للقضاء على الفئران والحشرات الطائرة والزاحفة والسائبة، التي تربت على “الغالي”، والغالي الذي نقصده هو “نفايات الأحياء” ومياه المجاري الطافحة وتقاعس شركات النظافة، والحفر التي أصبحت علامة فارقة في أحياء وشوارع جدة، ناهيك عن عبث نابشات القمامة.. فهل يُعقل أن تدعم وزارة الشؤون البلدية والقروية الأمانة لدى وزارة المالية لمنحها 50 مليونًا، وهي التي قدمت لها سابقاً ميزانية قدرها مليار ريال بأمر سامٍ من خادم الحرمين الشريفين لمكافحة حمى الضنك والقضاء على البعوض المتسبب في هذه العاهة المستديمة في صحة أهل جدة، وبالرغم من ضياع المليار الذي لا نعلم حتى الآن أين ذهب، بالرغم من أننا نعرف جميعاً من هو المُكلَّف بهذه المهمة، والذي لم يُسأل حتى الآن عن ضياعه وبقاء حمى الضنك وبعوضها يسرح ويمرح برعاية أمانة جدة سابقاً ولاحقاً، عادت الأمانة لتطالب بمبلغ ال 50 مليونًا للقضاء على “قبيلة الحشرات” إياها، والسابق ذكرها، فهل يُعقل أن يتم القضاء على كل هذه البلاوي ب 50 مليونًا مع أن المبلغ لا يساوي شيئاً أمام “مليار الضنك”، الذي راح مطرح ما راح. وأنا هنا أطالب وزارة المالية بعدم تقديم أي مبلغ إضافي لأمانة جدة، وعلى الأمانة تدبير المبلغ من شركات النظافة، والتي هي السبب في انتشار الأوبئة والحشرات.. نعم اقتصوا هذا المبلغ من عقود الشركات المكلفة بنظافة جدة، ووزعوه على سكان جدة، على أن يقوم كل مواطن بتنظيف بيته وشارعه وحيه الذي يسكن فيه من هذه الآفات. فمن حق المواطن أن يتعاقد مع الأمانة على تنظيف جدة.. قدموا لهم المواد والسلال والدعم الفني ودربوهم، وقدموا مكافآت لشباب الأحياء ليقوموا بنظافة جدة من كل الأوبئة، صدقوني سوف ترون جدة كما نتمنى، فأهل جدة أولى بهذه الملايين والمليارات التي تذهب لجيوب شخصيات وشركات تستخدم عمالة تعبانة تعبث بالنفايات وهو العجب العجاب، حيث تحوّل هؤلاء العمال إلى “رجال أعمال” يعبثون بصناديق القمامة يبحثون عن المواد التي يستطيعون بيعها على شركات التدوير، ويحملونها في سيارات النظافة ويتركون القمامة الباقية “وليمة دسمة” للحشرات السائبة. نعم هذا ما يحدث فقد راقبت عن كثب أعمالهم، بل إنهم يساومون المواطن على تنظيف الشارع والحديقة، وأصبحوا عمّالاً خاصين يتقاضون رواتب شهرية مقابل نظافة الشارع الذي أمام العميل الذي يدفع لهم راتبًا أو مكافأة، تخيّلوا هذا هو الحال للأسف الشديد، ولأننا نهتم بالشأن العام سعيت لمعرفة تفاصيله، بالمراقبة حيناً، وسؤال الحرّاس في منازلنا الذين غالباً ما يكونون من نفس الجنسية حيناً آخر، وأنتم جميعاً تعرفون من هي الجنسية التي تعمل في هذه الخدمات، والتي للأسف الشديد تُعامل من قِبَل الشركات مُعاملة سيّئة، ولا تُقدِّم لهم رواتب مجزية، بل هناك تسويف وتعطيل في صرف الرواتب يصل لأشهر.. من هذا المنطلق يلجأ هؤلاء العمال لتلقيط رزقهم بهذه التجاوزات حيناً والتمركز عند إشارات المرور للتسول حيناً آخر. أما الشركات الخاصة بهم والتي يكونونها بطرقهم الخاصة لزيادة دخلهم فهذا شأن آخر.. وأخيراً.. كفاية هدر على مدينة تبلع ولا تشبع..! خاتمة: 50 مليونًا ستصلح جدة؟ صحيح يضع سره في أضعف خلقه!