أعلنت تونس الجمعة إعفاء مندوبها لدى الأممالمتحدة المنصف البعتي من مهامه، معلّلة قرارها “بضعف الأداء وغياب التنسيق” معها في مسائل وصفتها بالهامة. وكانت مصادر دبلوماسية في الأممالمتحدة ذكرت الخميس أنه تم وضع حد لمهام البعتي على خلفية موقفه من مشروع قرار فلسطيني يدين خطة السلام الأميركية التي أعلن عنها أخيرا. وقال أحد المصادر إن البعتي ذهب أبعد مما أرادت السلطات التونسية في ملف الشرق الأوسط، وقدم دعما كبيرا للفلسطينيين يهدد بإفساد العلاقة بين تونسوالولاياتالمتحدة. واستدعت تونس مندوبها لدى الأممالمتحدة على نحو مفاجئ. ولم يشارك الخميس في الاجتماع الذي نظمته الولاياتالمتحدة بين عرّاب خطتها للسلام جاريد كوشنر ومجلس الأمن. وبيّنت وزارة الخارجية التونسية في بيان نشرته الجمعة على صفحتها الرسمية على موقع “فيسبوك” أن قرار إعفاء المندوب الدائم لدى منظمة الأممالمتحدة يعود “لاعتبارات مهنية بحتة تتعلق بضعف الأداء وغياب التنسيق والتفاعل مع الوزارة في مسائل هامة مطروحة للبحث في المنتظم الأممي”. وأشار البيان الى أن “عضوية تونس غير الدائمة بمجلس الأمن تقتضي التشاور الدائم والتنسيق المسبق مع الوزارة بما ينسجم مع مواقف تونس المبدئية ويحفظ مصالحها”. وتشغل تونس منذ بداية كانون الثاني/يناير، ولعامين، مقعدا في مجلس الأمن الدولي وتمثل البلدان العربية. ومنذ إعلان خطة السلام الأميركية في الشرق الأوسط في 28 كانون الثاني/يناير، ضاعف الرئيس الفلسطيني محمود عباس مبادراته الدبلوماسية لحشد معارضة للمشروع. وبعد تلقيه دعم جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، من المنتظر أن يشارك عباس في قمة الاتحاد الإفريقي المقررة الأحد والاثنين، قبل أن يتوجه الثلاثاء ليلقي كلمة أمام مجلس الأمن الدولي. ويسعى الفلسطينيون لعرض مشروع قرار أمام مجلس الأمن الدولي يدين الخطة الأميركية. وقدمت تونس وإندونيسيا الثلاثاء مسودة قرار ستطرح للنقاش الخميس بين الدول ال15 الأعضاء في مجلس الأمن، وفق ما قال دبلوماسيون. ويعرف عن الرئيس التونسي دعمه المطلق للقضية الفلسطينية، وقد وصف في تصريحات سابقة خطة الإدارة الأميركية “بمظلمة القرن”. وقال “أُكرّرها، هي خيانة عظمى”. وكان المنصف البعتي، وهو دبلوماسي من ذوي الخبرة ويحظى بتقدير نظراءه، متقاعدا حين استدعي عام 2019 لاستئناف نشاطه وتولي منصب سفير في الأممالمتحدة فترة وجود تونس في مجلس الأمن. وظل البعتي ناشطا في الأوساط الدبلوماسية أثناء تقاعده بصفته رئيس “الجمعية التونسية للأمم المتحدة”.