ندّد وزير الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل مساء الثلاثاء بتدخل كلّ من روسياوتركيا عسكرياً في النزاع الليبي، محذّراً من تحوّل ليبيا إلى سوريا أخرى. وقال بوريل خلال نقاش في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ إنّ “الأمور في ليبيا تفلت من أيدينا”. وأضاف “نقول إنّ لا حلّ عسكرياً للنزاع. لكنّ هذا الشعار قلناه عن الحرب السورية. وما الذي شهدناه في سوريا؟ لقد شهدنا حلاً عسكرياً. هناك خطر بأن يتكرّر الوضع نفسه في ليبيا”. وإذ اعتبر بوريل أنّ “تركياوروسيا غيّرتا التوازن في الحوض الشرقي للبحر المتوسط”، حذّر من أنّه “لا يمكننا أن نقبل بأن يتكرّر نفس الوضع في ليبيا”. واتّهم بوريل كلاً من موسكو وأنقرة ب”الانخراط عسكرياً” في ليبيا بإرسال “أسلحة ومرتزقة”. وقال “هناك المزيد والمزيد من الأسلحة والمرتزقة. لم يعد بإمكاننا القول إنّ في ليبيا حرباً بلا مقاتلين”. وأوضح المسؤول الأوروبي أنّه “وفقاً للمعلومات الاستخبارية، هناك سوريون ومقاتلون من الشرق الأوسط جاءوا للقتال في هذا المعسكر أو ذاك”. وتحظى القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج بدعم تركيا، في حين تحظى قوات المشير خليفة حفتر بدعم كل من روسيا ومصر. وإذ دعا بوريل الأوروبيين إلى “التغلّب على انقساماتهم” والانخراط بشكل أكبر في إيجاد حلّ لإنهاء النزاع الدائر في ليبيا، حذّر من أنّه “إذا تدهور الوضع، فقد ينتقل مئات الآلاف من الأشخاص الذين يعيشون ويعملون في ليبيا إلى أوروبا”. وتكثّفت الثلاثاء جهود الأسرة الدولية لإيجاد حلّ للنزاع الليبي وتحدّثت موسكو عن تمديد هدنة “لفترة غير محددة” بين الأطراف المتناحرة في حين أعلنت ألمانيا عن عقد مؤتمر دولي في برلين الأحد. وبحسب موسكو فقد أعلن حفتر الذي يحاول منذ تسعة أشهر الاستيلاء على طرابلس أنه يحتاج إلى “يومين” إضافيين لدرس الوثيقة التي وقّعها مساء الإثنين فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني التي تعترف بها الأممالمتحدة. وأعرب رئيس الدبلوماسية الأوروبية عن أمله في أن يفضي المؤتمر الدولي المقرّر عقده في برلين يوم الأحد إلى إيجاد حل للنزاع الليبي. وقال “ربّما ستكون لدينا أخبار سارة، وربّما لا”.