أثار اعتراف إيران إسقاطها طائرة ركاب أوكرانية ومقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 176 شخصا غضبا دوليا وأدى إلى احتجاجات متزايدة ضد السلطات الإيرانية في طهران ومدن أخرى. وقالت إيران يوم السبت فيما وصفه الرئيس حسن روحاني بأنه “خطأ كارثي” إن دفاعاتها الجوية أطلقت بطريق الخطأ صاروخا أسقط الطائرة الأوكرانية يوم الأربعاء أثناء حالة استنفار بعد شن إيران هجمات صاروخية على أهداف أمريكية في العراق. وظلت إيران تنفي لأيام بعد تحطم الطائرة أنها أسقطتها. وحتى مع تقديم كبار المسؤولين والجيش الإيراني اعتذارهم امتدت الاحتجاجات ضد السلطات عبر إيران بما في ذلك العاصمة طهران وشيراز وأصفهان وهمدان وأروميه. ولجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تويتر ليبدي تأييده للمتظاهرين وقال “نتابع احتجاجاتكم عن كثب وشجاعتكم مصدر إلهام”. وقال ترامب إنه لا يسعى إلى “تغيير النظام” في إيران. وقال ترامب ” يجب على الحكومة الإيرانية السماح لجماعات حقوق الإنسان بمراقبة وإعلان الحقائق من على الأرض بشأن احتجاجات الشعب الإيراني المستمرة. لا يمكن وقوع مذبحة أخرى للمحتجين السلميين ولا إغلاق الانترنت. العالم يراقب”. وأكدت وزارة الخارجية البريطانية في ساعة متأخرة من مساء السبت احتجاز السلطات الإيرانية السفير البريطاني بطهران روب ماكير لفترة وجيزة ونددت بهذه الخطوة بوصفها “انتهاكا صارخا للقانون الدولي”. وكانت وكالة تسنيم للأنباء قد ذكرت في وقت سابق أن ماكير اعتقل لعدة ساعات أمام جامعة أمير كبير لتحريضه المحتجين المناهضين للحكومة. وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب في بيان ” اعتقال سفيرنا في طهران دون أساس أو تفسير انتهاك صارخ للقانون الدولي. “الحكومة الإيرانية في لحظة فارقة. بإمكانها الاستمرار في وضع المنبوذ مع كل ما يستتبع ذلك من عزلة سياسية واقتصادية أو اتخاذ خطوات لوقف تصعيد التوتر وانتهاج طريق دبلوماسي مستقبلا”. ودعا مهدي كروبي أحد زعماء الحركة الخضراء المعارضة في إيران الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي إلى التنحي بسبب إسقاط الطائرة الأوكرانية. وأدانت حكومات أجنبية إسقاط الطائرة مع مطالبة أوكرانياإيران بتعويضات . ولكن كنداوأوكرانيا وبريطانيا وصفت اعتراف إيران بأنه خطوة أولى مهمة. وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الذي فقدت بلاده 57 شخصا كانوا على متن الطائرة خلال مؤتمر صحفي في أوتاوا إن “ما أقرت به إيران في غاية الخطورة. إسقاط طائرة مدنية أمر مروع. يجب أن تتحمل إيران المسؤولية كاملة”. وأضاف “كندا لن تهدأ قبل المحاسبة والقصاص وإنهاء الأمر وهذا ما تستحقه العائلات” في إشارة لعائلات الضحايا. وقال ترودو إن روحاني تعهد بالتعاون مع المحققين الكنديين والعمل على وقف التوتر في المنطقة ومواصلة الحوار. وذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية في تقرير نادر عن اضطرابات مناهضة للحكومة إن ما يصل إلى ألف محتج رددوا شعارات في طهران ضد السلطات. وذكر التقرير أن المتظاهرين في الشارع مزقوا أيضا صورا لقاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الذي قتلته واشنطن في ضربة بطائرة مسيرة في العراق في الثالث من يناير كانون الثاني. وعرضت الوكالة التي ينظر لها على نطاق واسع باعتبارها مقربة من الحرس الثوري صورا لمجموعة من الناس وصورة ممزقة لسليماني. وذكرت وكالة فارس أن عدد المحتجين يقدر بنحو 700 إلى ألف شخص. وأظهرت لقطات مصورة على تويتر محتجين يطالبون باستقالة خامنئي بسبب هذه الكارثة. وهتف مئات الأشخاص أمام جامعة أمير كبير في طهران “إرحل إرحل أيها الزعيم الأعلى (خامنئي)”. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة اللقطات المصورة. وتحولت مظاهرات في إيران ضد زيادة في أسعار الوقود إلى احتجاجات سياسية العام الماضي مما أدى إلى أعنف قمع منذ نشأة الجمهورية الإسلامية قبل 40 عاما. وقال ثلاثة مسؤولين بوزارة الداخلية الإيرانية لرويترز إن نحو 1500 شخص قًتلوا خلال الاضطرابات التي استمرت أقل من أسبوعين في 15 نوفمبر تشرين الثاني على الرغم من أن جماعات حقوقية دولية أعطت رقما أقل من ذلك بكثير ووصفت إيران ذلك التقرير بانه “أنباء كاذبة”.