-متابعات بعد نحو 4 أعوام على انقلاب أمير قطر السابق على والده، ظهر على الساحة السياسية جذور تحالف المصالح القوي بين قصر الدوحة وحركة حماس، بعدما تدخل أمير قطر السابق حمد بن خليفة لدى السلطات الأردنية بعد قرار ترحيل قادة من حماس وإغلاق مكتبها في عمان عام 1999، لكن عام 2006 وما تلته من فترات وثقت المصالح أكثر بين الطرفين، فاستقبلت الدوحة رئيس حكومة حماس إسماعيل هنية في أول زيارة له خارج البلاد، وكانت قطر في ذلك الوقت من أوائل الدول التي أعلنت دعمها ومساندتها للحركة في مشوارها للوصول إلى سدة الحكم، وهو المشهد الذي تكرر في 2007 عندما أعلنت حماس انقلابها على السلطة الفلسطينية، وبالطبع لم تجد حماس أفضل من قطر ليختارها رئيس كتبها السياسي خالد مشعلا لتكون مقرا للحركة الجديد أعقاب الأحداث في سوريا عام 2011. وفي العام نفسه زار أمير قطر السابق قطاع غزة، واستقبلته حماس استقبال الفاتحين، رغم معارضة الرئيس الفلسطيني المعلنة في جميع وسائل الإعلام العربية لأي تعامل مباشر مع حماس، وحينها قدم الأمير دعماً مالياً لحماس قيمته 450 مليون دولار، ولم يخف قصر الدوحة ذلك، كما أن أحد الطرفين لم يخف تمويل الدوحة أنشطة حركة حماس، التي تسيطر بقوة السلاح على قطاع غزة الذي يعاني من جراء الانقسام الفلسطيني الفلسطيني. مؤخرا كشف عزام الأحمد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ما وصفه بخيانة نظام الحمدين للقيادة الفلسطينية، عبر الالتفاف عليها من خلال التعاون مع حماس وإسرائيل، رغم التحذيرات السابقة من السلطة الفلسطينية الوطنية. وقال الأحمد في تصريحات صحفية “القيادة أجرت نقاشًا مباشرًا مع قطر بشأن إدخال المساعدات إلى قطاع غزة عبر إسرائيل، لكن للأسف استمعوا، وبعد ذلك الحديث بحوالي 10 أيام، بدأ ضخ المال دون العودة”، وأضاف الأحمد في حديث للإذاعة الرسمية الفلسطينية: “نشعر بالأسف لما أقدمت عليه قطر في هذا المجال، كنا نأمل منهم أن يكون موقفهم أفضل ويكون ملتزما بقرارات مبادرة السلام العربية وعدم التنسيق مع إسرائيل بهذا الشكل وعدم إقامة أي شكل من أشكال التعاون والتطبيع قبل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقبلية”. الخميس، كشفت القناة الأولى الإسرائيلية النقاب عن صور تناقلتها وسائل إعلام عربية قالت إنها حقائب تحتوي على ملايين الدولارات أرسلتها قطر إلى حركة حماس، ودخلت إلى قطاع غزة عبر إسرائيل. وقالت القناة في برنامج إخباري إن المبعوث القطري في غزة، محمد العمادي، دخل إلى القطاع بسيارة عبر معبر إيريز الإسرائيلي ومعه 3 حقائب تحتوي على 15 مليون دولار، بالتنسيق مع إسرائيل، وهي جزء من مليون دولار وعدت قطر بتحويلها إلى حماس لدفع رواتب موظفيها لمدة 6 أشهر، بحسب القناة الإسرائيلية. ويبدو أن أموال التمويل القطرية إلى حماس لم تهدف كما أعلن في أكثر من مناسبة إلى إعمار غزة، فقد اعترف العمادي الدبلوماسي القطري، أن أموال المساعدة التي تقدمها الدوحة إلى الفلسطينيين تهدف إلى تجنيب إسرائيل الحرب في غزة، مؤكدا أن التعاون مع إسرائيل يجنبها تلك الحرب، قبل مساعي الدوحة الدوحة للحصول على دعم إسرائيلي للهروب من اتهامات دولية بتمويل الإرهاب. وتناقض الملايين القطرية إلى حماس ما خرج من الدوحة في بيان رسمي، بأن السفير العمادي نقل رسالة شفهية من أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إلى الرئيس الفلسطيني عباس، أكد فيها دعمه للجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الفلسطينية، ووقوف قطر مع الشرعية الفلسطينية”، لكن على ما يبدو أن قطر تحاول الالتفاف على السلطة الفلسطينية بقرارها تقديم مساعدات من خلال إسرائيل.