الرياض - الوئام حادث إرهابي آخر رج الأوساط التونسية، بعدما أقدمت امرأة عزباء تدعى منى قبلة مواليد نوفمبر 1988، تقطن في منطقة سيدي علوان بالمهدية على تفجير نفسها في عملية انتحارية بالقرب من مبنى وزارة الداخلية التونسية في شارع الحبيب بورقيبة، ما أسفر عن وقوع20 مصابًا، بينهم 15 فرد أمن و5 مدنيين، بينهم طفلان. عقب الحادث تواترت اتهامات متلاحقة عن تورط حزب النهضة التونسي الذراع السياسية لجماعة الإخوان في تونس، واعتبر محللون سياسيون تونسيون أن التفجير وثيق الصلة بحركة النهضة الإخوانية، فقد وقعت مثل هذه العمليات في وقت سابق، على حد وصفهم، كلما ضاق الخناق السياسي على إخوان تونس في إطار عملية تخويف جماعي. المحلل السياسي التونسي، محمد صالح العبيدي، قال في تصريحات صحفية تناقلتها وسائل إعلام تونسية، إن إعلان الداخلية بخصوص بدائية العبوة الناسفة، يوحي بأن هناك مخازن سلاح وتنظيمات سرية في البلاد، مضيفًا أن هناك مؤشرات تربط حركة النهضة بالحادث. من جانب آخر، قال رئيس حزب جبهة إنقاذ تونس، منذر قفراش، في تصريحات نقلتها وكالة تونس أفريقيا، إن منفذة العملية الإرهابية تدعى “منى قبلة أصيلة”، وأن والدها ينتمي إلى حركة النهضة، وأوضح أن تلك العملية جاءت “ردا على كشف الجهاز السري والاغتيالات السياسية لحركة النهضة وبعد خطاب زعيمها راشد الغنوشي الذي هدد فيه بحمام دم لكل من يرغب في إزاحة النهضة من الحكم وتتبعها فيما يخص الحقائق الخطيرة التي تثبت تورطها في اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي”. وفي وقت سابق، كشفت الأجهزة الأمنية التونسية عن تنظيم خاص بحركة النهضة فرع جماعة الإخوان في تونس، وقالت إنها تستغله في اختراق مؤسسات الدولة وتفكيك الأحزاب عن طريق الاستعانة بعناصر خارجية. التنظيم الخاص لإخوان تونس أعاد إلى الأذهان النظام السري لجماعة الإخوان في مصر، والذي أنشأه حسن البنا في ثلاثنيات القرن الماضي، وتورط في أعمال اغتيالات سياسية لخدمة مصالح الجماعة بشكل سري وتحت عباءة العمل الدعوي، لكنه يهدف إلى تصفية الخصوم السياسية للمرشد وخدمة الجماعة. اكتشاف تنظيم خاص بحركة النهضة الإخوانية أثار تساؤلات ومخاوف داخل المجتمع التونسي، وخاصة أنه جاء مباشرة قبل شهور من الانتخابات الرئاسية التونسية، وخاصة أن الحركة تعول كثيرا على تلك الانتخابات لإعادة السيطرة على مفاصل الدولة من جديد، أعقاب تراجع شعبيتها، ورفض من المجتمع. ويبدو أن الأيام القادمة ستكون حبلى بأخبار، ربما تحدد مصير الحركة الإخوانية في تونس، بعدما تعهدت الأجهزة الأمنية بالتحقيق مع الجهاز السري والذي يخفي عمليات وصفت بالغامضة للحركة وسيهز كيانها بشكل كبير خلال الفترة المقبلة. وتقول التحقيقات المبدئية التي كشفت عنها النيابة العامة في تونس إن حزب حركة النهضة الإسلامية يمتلك جهازا سريا يتلاعب بوثائق ترتبط بعمليات نوعية وحركة تصفيات السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهامي، وقال المتحدث باسم القطب القضائي سفيان السليطي أن النيابة العامة قررت إجراء الأبحاث اللازمة على اثر ما ورد من معطيات بمؤتمر صحافي لهيئة الدفاع، بعدما اتهمت حزب حركة النهضة الشريك في الحكومة الائتلافية الحالية، بممارسة التجسس وإدارة جهاز سري مواز للدولة والتستر على وثائق خطيرة وجهات ترتبط باغتيال السياسيين واختراق مؤسسات الدولة. خبراء سياسيون في تونس كشفوا في تصريحات صحفية عقب الإعلان عن كشف الجهاز السري لحركة النهضة، أن الجهاز الموازي يسعى إلى إلى اختراق المؤسسة العسكرية والأمنية، وجمع معلومات حول شخصيات سياسية بارزة وعلى نطاق واسع، ومرتبط بتنظيم أنصار الشريعة المحظور، وعلاقات بالمخابرات الإيطالية، وتوسط في إطلاق سراح أحد الصحافيين الإيطاليين كان محتجزا في سوريا. ووفقا للمعلومات المتوفر إلى أجهزة الأمن فإن الجهاز الخاص لحركة النهضة يهدف إلى بناء منظومة أمنية موازية واستقطاب القضاة وتتبع العسكريين، إضافة إلى التعاون مع إخوان مصر، والحصول على معلومات عن المؤسسة العسكرية الجزائرية وشركة غازها، ومحاولة اختراق سفارة الولاياتالمتحدة بهدف التجسس، وتحفظت الهيئة القضائية على مصدر هذه الوثائق، موضحة أنه تم العثور في ديسمبر 2013 على مجموعة وثائق في المكان الذي يسكنه خضر آنذاك. وأشارت إلى أن جزءا من هذه الوثائق موجود في ما وصفته ب"غرفة سوداء" في وزارة الداخلية داعية إلى فتح هذه الغرفة وتمكينها من الاطلاع على ما أودع فيها.