الرياض - الوئام أساليب وممارسات تنتهك سيادة الدول وخاصة العراق ينتهجها قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، فظهوره في بغداد كل تلك السنوات لم يكن من خلال القنوات الدبلوماسية المعلنة، بل عن طريق طائرة مدنية تابعة للخطوط الإيرانية، ومنها إلى سيارات دبلوماسية عبر المعبر الحدودي مع السليمانية دون تفتيش. تلك الطرق التي يتبعها سليماني في انتهاك سيادة الدول والتي يزورها تجعل من الصعب تعقب تحركاته ويهرب من ذلك الحظر المفروض عليه دوليا. مصادر عراقية كشفت في تقارير، نقلتها صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، وأكدتها قناة الآن، أن سليماني اعتمد على مطار بغداد والمعبر الحدودي مع السليمانية بسيارات تحمل لوحات دبلوماسية لا يتم تفتيشها، وخاصة بعد إغلاق مطار السليمانية. وفي تعليقه على شخصية سليماني، قال الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي إيه”، ديفيد بتريوس، والذي كان أيضا قائدا للقوات الامريكية في العراق، “أتعجب من رؤية سليماني ينتقل من قائد عسكري يعمل في الخفاء إلى شخصية أكثر علانية، أغلب أفكاري عنه حينما يرد اسمه لا يمكن نشرها في جريدة خصصت للقراءة العائلية، أخبرته أن يغرب عن وجهي حينما أرسل رسالة قال فيها إنه مسؤول عن السياسة الإيرانية في العراق وسوريا وأفغانستان وغزة ولبنان”. إصرار سليماني على استخدام هذه الطريقة في الوصول إلى العراق أو مغادرته دون الحاجة إلى الدخول والمغادرة بجواز سفر مزيف أو اسم وهمي، وفقا للمصادر، يرمي إلى عدم إحراج السلطات العراقية كونه محظور من السفر دوليا، ومن ناحية أخرى تخوفه من عناصر القوات الأمريكية المتأهبة للقبض عليه رسميا أو على الأقل تتبع عن طريق جمع معلومات عن توقيتات وصوله ومغادرته. ووفقا للمصادر فإن سليماني يتواجد عادة في السليمانية شمال العراق, حيث مالا يقل عن ثلاث مقرات، اثنان منها تقع خارج المدينة ملكا لأشخاص أكراد من القبائل والأحزاب، ورغم علاقة سليماني القوية بأحد الأحزاب الكردية إلا أنه لا يلتقي بهم في اجتماعات مكشوفة لأنه لا يثق ببعض أعضائه. ورصدت التقارير أن سليماني لا يعتمد في تحركاته على أشخاص عراقيين في بغداد، بل يستعين بأفراد من حزب الله اللبناني يتحدثون اللهجة العراقية ويحوذون هويات عراقي، إلا أنه نادرا ما يزور سفارة طهران في بغداد أو القنصليات الإيرانية, فهو يتواجد عادة في بنايات تابعة لحزب الله تنظيم العراقببغداد وبرفقة أشخاص لبنانيين. ويعد إيرج مسجدي ضابط الحرس الثوري المعين بتدخل من سليماني سفيرا لإيران في العراق، إلى جانب قيادي حزب الله البارز محمد كوثراني، هما لسان سليماني في التحدث مع السياسيين العراقيين الموالين لإيران في الفترة الأخيرة، وفقا للمصادر العراقية وتقارير نشرتها قناة الآن.