د. طلال عبدالله الشريف تسعة عقود تقريباً مضت على توحيد وطننا الكبير حافلة بالإنجازات الفريدة داخلياً وبالمواقف العظيمة تجاه الأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع في حفظ الأمن والسلم العالميين . واليوم الوطني للملكة العربية السعودية ذو أهمية خاصة للعالم بلا استثناء بحكم موقع المملكة الجغرافي وبالذات عاصمتها المقدسة مكةالمكرمة التي كشف خصوصية موقعها وتفرده بحقيقة علمية البروفيسور والعالم الطبوغرافي ( روبرت كولمان ) من جامعة ستانفورد في أمريكا ومؤادها أن مكةالمكرمة هي مركز اليابسة على الكرة الأرضية ومركز جذب والتقاء الإشعاعات الكونية للجاذبية على سطح الأرض، وهي مركز العالم وتوقيت مكةالمكرمة هو الأدق والأحكم في العالم ، بالاضافة إلى وجود مسجد الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ؛ هذه القيمة الوطنية العظيمة تجعلنا كمواطنين نفخر بالانتماء والولاء لهذا الوطن وقيادته الرشيدة وبشرف خدمة الحرمين الشريفين وقاصديه من الزوار والمعتمرين والحجاج . ويومنا الوطني كسعوديين وكمقيمين على ثراه الطاهر يستوجب منا استشعار هذه القيمة الوطنية العظمى والتضحيات الكبيرة التي قدمها مؤسس هذا الكيان المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزير بن عبدالرحمن آل سعود ورجاله المخلصين في توحيد البلاد على شرع الله وتحقيق الانصهار الوطني بين فئاته وأطيافه وحماية مقدساته واستمرار خلفه من أبناءه البررة من الملوك اللذين ساروا على نهجه بحكمة وعدل غير مسبوقين في التاريخ المعاصر ، لنعمل دون كلل وملل على رفعته والذود عنه وحماية مقدراته ومكتسباته قولاً وعملاً . ويأتي احتفالنا باليوم الوطني الثامن والثمانين مختلفاً في ضوء استمرار تنفيذ رؤية 2030 والصمود السياسي والاقتصادي والاجتماعي لقيادتنا وشعبنا الأصيل مع معايشتنا للتحولات العالمية الكبيرة والصراعات الإقليمية والمطامع الغير شرعية من بعض القوى المهووسة بالتمدد الجغرافي والتدخل السياسي والحرب بالوكالة ، هذا الواقع الذي أثبت للعالم كفاءة وحكمة وحزم قيادتنا السياسية الوطنية ورؤيتها الصائبة في حفظ استقرار منطقة الشرق الأوسط عموماً ومنطقة الخليج على وجه الخصوص وشفافيتها ومصداقيتها الدولية في قضايا المنطقة وتعريتها للانظمة السياسية اللامسؤولة في منطقتنا التي تهدد الأمن والاستقرار العالميين وتعزز نشاط أعداء الحياة من الجماعات الإرهابية والمتطرفة من خلال الإنفاق المالي على تلك الجماعات والدعم الإعلامي المأجور لنشاطاتها الغير مشروعة . ورغم كل تلك الظروف التي يعيشها وطننا إلا أن هذا العام يبقى فريد ومليء بالإنجازات الداخلية والخارجية التي رسمتها رؤية 2030 وتبنتها ونفذتها مؤسسات الدولة العامة بالتعاون مع القطاع الخاص والجهات الأخرى ذات العلاقة منها الاستمرار في مكافحة الفساد المالي والإداري في المملكة وإطلاق عدد من المشاريع الاقتصادية مثل مشروع نيوم وإطلاق التأشيرات السياحية وإقرار وتنفيذ العديد من المبادرات التطويرية في التعليم العام والعالي وزيادة عدد المساكن المدعومة للمواطنين وتمكين المرأة من حقوقها الطبيعية في العمل وخاصة في المجالات التقنية والصيانة وفي حضورها الاجتماعي ودورها الوطني والعناية بالترفيه الذي لا يتعارض وأحكام الشريعة الإسلامية في مختلف مناطق المملكة والاهتمام بالشباب على صعيد توفير الفرص الوظيفية ووضع السياسات الداعمة للتوطين الوظيفي والنشاط الرياضي المنافس على مستوى العالم وزيادة عدد المستفيدين من حساب المواطن لأكثر من ثلاثة عشر مليون مواطن والمشروعات الخيرية كمشروع الأمير محمد بن سلمان الخيري وتصدي قواتنا المسلحة للمئات من الصواريخ الإيرانية الباليستية من جماعة الحوثي المارقة على الشرعية الوطنية اليمنية كانت تستهدف المدنيين وتقديم المساعدات والإغاثة إلى الدول الشقيقة دون منافس وتبني جهود الإصلاح بين الدول العربية والإسلامية وآخرها اتفاقيات السلام بين إرتيريا وأثيوبيا من جهة وبين إريتريا وجيبوتي من جهة أخرى واستمرار دعم الشرعية في اليمن مع دول التحالف والوقوف مع العراق لاستعادة عروبته وتطهير أرضه من براثن الصفوية البغيضة ودعم قرارات الأممالمتحدة في عودة الشعب السوري واستقرار ووحدة سوريا وغيرها كثير . وحقيقة أثبت المواطن السعودي بما لا يدع مجالاً للشك أنه خط الدفاع الأول ورجل الأمن الأول في حماية وطنه وفي اعتزازه بوطنيته ووفاءه لقيادته ودعمه للسياسات الحكومية التطويرية والاستجابة لها والتفاعل معها رغم الحملات الإعلامية البئيسة والمأجورة للنيل من مكانة المملكة وجهودها في حفظ السلام العالمي . ولأبناء وطني أقول ؛ وطننا مختلف ؛ وطننا غير ؛ وطننا فريد ؛ وطننا شامخ ؛ وطننا آمن ومسؤوليتنا عظيمة وعلينا الاستمرار في المحافظة على وحدتنا الوطنية ودعم قيادتنا وسياسات رؤيتنا وحلمنا الكبير بوطن اقتصادي منتج يعتمد كلياً على سواعد أبنائه في تحقيق ما يصبوا اليه ،، وكل عام ووطننا وقيادتنا وشعبنا الوفي بأمن وأمان ورخاء واستقرار،،