عكس مهرجان ولي العهد للهجن العمق الحضاري للمملكة، والتراث الأصيل الذي تتميز به الدول العربية دون غيرها، وساهم في تعزيزه في الثقافة السعودية والعربية والإسلامية، في حدث فريد يعتبر الأقوى من نوعه في المنطقة، إذ بلغت قيمة جوائزه 45 مليون ريال، وحددت أشواطه ب781 شوطاً، تتنافس عبرها أكثر من 10 الآف مطية خلال 40 يوماً بمشاركة من المملكة ودول الخليج والدول العربية. المهرجان الذي انطلق في الحادي عشر من شهر أغسطس الماضي، تحت رعاية ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ويستمر حتى 21 سبتمبر الجاري في ميدان محافظة الطائف للهجن، رفعت عدد أشواطه إلى 781 شوط نظراً للإقبال الكبير من المشاركين وتلبية لرغبات 1980 ملاك هجن، إذ يتضمن 308 أشواط للتنشيطي الأول، 20 شوطاً للإنتاج، شوطين لماراثون الهجن، 278 شوطا للتنشيطي الثاني، و173 ضمن الشوط الختامي، بينما جهزت اللجنة المنظمة للمهرجان، مضمار المنافسات بطول 10 كيلو مترات، ويتضمن 7 مسارات مسفلتة، 3 منها مخصصة لمُلّاك الهجن، ومساراً للإعلاميين، محاطة بسياج خارجي يمنع لدخول الأفراد إلى أرض الميدان، مع إضاءة كاملة للميدان وتقسيمه على حسب أنواع الإبل المشاركة وأماكن للتوثيق والتشبيه والتسنين والتجهيز. فوائد متعددة لم تقتصر فوائد مهرجان ولي العهد للهجن في عكس التراث العربي فقط أو النواحي الرياضية، إنما للمهرجان أبعاداً اقتصادية واجتماعية تنعكس إيجاباً على المجتمع عبر أنشطة ثقافية متنوعة تعزز الوطنية، وتؤكد البعد الحضاري والفني للمملكة، خصوصاً أن المهرجان يشتمل على أمسيات شعرية شارك بها شعراء كبار، على رأسهم: ضيدان بن قضعان، عبدالله بن راجس، عيضه السفياني، عبدالمجيد السفياني، محمد السكران، وعدد من الشعراء المميزين، الذين وجدوا تجاوباً من الحضور بمسرح الفعاليات المصاحبة للمهرجان بعد تقديمهم لقصائد وطنية وشعبية ونمطية، فيما أقيمت عدد من الفعاليات والعروض المسرحية للأطفال على مسرح مهرجان ولي العهد، تفاعل معها الزوار مبدين استحسانهم تجاه ما شاهدوه. نقل مباشر.. و"أحلى صورة" لأهمية الحدث الكبير، لم يغفل المنظمون دور الإعلام، بل كان النقل المباشر للأشواط التنشيطية عبر القناة الرياضية السعودية، بمشاركة عدد من القنوات المحلية والخليجية، وصاحب النقل المباشر استديو تحليلي بعد نهاية مجريات أشواط السباق، فيما أطلق الاتحاد السعودي للهجن مسابقة التصوير الفوتوغرافي لأجمل صورة للسباقات، بإجمالي جوائز مالية تقدر قيمتها ب90 ألف ريال، وشدد على أن تلتقط الصورة بكاميرات احترافية أو كاميرات جوال خلال فترة المهرجان وتكون من تصوير المشارك وليست منسوخة من أعمال أخرى، وعدم معالجة الصور بأي شكل من الأشكال ويستثنى من ذلك معالجة الألوان فقط، على أن تراعي الصور خصوصية الزوار، مع الإمكانية المشاركة ب3 صور لكل مشارك. التقنية حاضرة حضرت التقنية بقوة في مهرجان الهجن، ما يعكس الاستعداد المثالي للمنافسات من قبل اللجنة المنظمة للمهرجان التي كشفت أن مجموعة كبيرة من الشرائح الأمنية الإلكترونية تم تحضيرها للهجن المشاركة في السباقات. وبينت أن تركيب شريحة إلكترونية في الهجن يعد إجراءً مهماً ودقيقاً، يهدف إلى بناء معلومات محدّثة ودقيقة عن الهجن، إذ تحتوي كل شريحة على كود خاص بها، وتعد سجلاً حديثاً ودليلاً على ملكية الهجن، وتضبط من خلالها أعدادها وألوانها، كما أنها تجعل الهجن تحت مراقبة صاحبها ومتابعة الجهات الطبية، فهي بمثابة "وسيلة تعريف للهجن". ودعت اللجنة جميع الملاك إلى التأكد من تسجيل أرقام الشرائح الأمنية بشكل صحيح، حيث سيتم استبعاد المطايا المسجلة بأرقام وهمية أو خاطئة من السباقات نهائياً. وتعزيزاً للوضع التقني في المهرجان قدم موقع التسجيل الإلكترونية خدمة كبيرة للمشاركين في المنافسة، إذ تم التسجيل عبره عن طريق تعبئة المعلومات الشخصية والبنكية، ونموذج لمعلومات الهجن والأشواط التي يرغب الملاك المشاركة بها، ويحتوي الموقع أيضاً على معلومات عن المهرجان وفعالياته. تطوير ميدان نموذجي أسهم مهرجان ولي العهد للهجن في إعادة تأهيل البنية التحية ميدان الطائف للهجن، بتغييره جذرياً من مراكز إعلامية ومقصورة وغيرها، ليكون الميدان النموذجي الوحيد في المملكة بمواصفات ومقاييس ممتازة، وتم ذلك خلال 28 يوماً كمضمار للسباق، فيما احتاجت المقصورة الملكية والسفلتة إلى أكثر من شهر ونصف. مشاركة فاعلة شاركت الجهات الحكومية وغيرها من الجهات بفعالية في المهرجان ضمن البرامج المصاحبة له، وجاء التفاعل معها كبيراً، ما جعل الاستفادة أكبر بالنسبة للحضور، وبالتالي تحقق الأهداف التي نظم من أجلها المهرجان، ومن ضمنها: نشر المعرفة بأهل الهجن والرياضة التراثية، وتبادل الثقافات بين الحضور، غير الفوائد الأخرى. الطائف مركز عالمي بفضل المهرجان، أصبحت مدينة الطائف مركزاً عالمياً لرياضة الهجن، وسيقام مهرجان ولي العهد للهجن كل عام بها حسب البرنامج الزمني لمسابقات الاتحاد السعودي، فيما تستضيف الرياض مهرجان كأس الملك لذات الرياضة، ونجران كأس الاتحاد، وتبوك كأس اللجنة الأولمبية، والأحساء كأس الهيئة العامة للرياضة، كما أن هناك خطة لتأهيل بقية ميادين الهجن. إشادة من الملاك نجاح المهرجان، تجلى في إشادة عدد من ملاك الهجن القادمين من دول خليجية مختلفة باختيار التوقيت والمكان المناسب لإقامة السباق، مؤكدين أن محافظة الطائف تشهد انخفاضا في درجات الحرارة في هذا التوقيت من العام قياسا على غيرها من المدن التي تضم ميادين للهجن في بلدان أخرى، كما ثمنوا الدور الكبير واللافت الذي يقوم به الاتحاد السعودي لسباقات الهجن لضمان نجاح المهرجان وخروجه في أفضل صورة من خلال التنظيم المميز الذي حظي به المهرجان منذ بدايته.