ذكرت صحيفة «صندي ستار» أمس أن عملاء الاستخبارات البريطانية والفرنسية ينفذون مهمة سرية داخل ليبيا بكلفة تصل إلى مليون جنيه إسترليني أي ما يعادل نحو 1.4 مليون دولار لتصفية العقيد معمر القذافي، وأن فريقا يضم 130 عميلا من جهاز الأمن الخارجي البريطاني (أم آي) 6 وجهاز المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي يعمل على تصيد القذافي في عملية أطلق عليها اسم «أطلق النار وأنسى». ونسبت الصحيفة إلى مصدر أمني وصفته بالبارز «أن عملاء الاستخبارات البريطانية والفرنسية محترفون وسيختفون على محمل السرعة إذا ما تم ضبطهم، وأنهم يتحدثون العربية وعاشوا في ليبيا عدة سنوات وبنوا اتصالات جيدة وحصلوا على وظائف في قطاعات رئيسية هناك». وقالت إن الوحدة تسللت إلى معقل الزعيم الليبي في طرابلس بعد إرسالها إلى ليبيا من أفغانستان بمهمة للبحث عن القذافي من ثم استدعاء مقاتلات من منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) لإنهائه بعد العثور على مخبئه. وكانت تقارير صحافية ذكرت أن القذافي يختبئ في متاهة ضخمة من أنفاق المياه في الصحراء يصل عمقها إلى نحو 182 مترا تحت الأرض في محاولة يائسة منه للبقاء على قيد الحياة، كما كشفت أن وحدة من القوات البريطانية الخاصة انضمت إلى عملية مطاردته. وتوقع المندوب الليبي السابق لدى الأممالمتحدة عبدالرحمن شلقم هروب العقيد معمر القذافي وسقوط طرابلس تحت ضغط ثوار الجبل الغربي، مؤكدا آن «الأمور ستتسارع خلال الأسبوع المقبل» بعد تخلي معظم الشخصيات عن الزعيم الليبي، وأكد أن الكتائب الامنية في العاصمة طرابلس غير متماسكة والثوار سيطروا بالكامل على مدن وقرى الجبل الغربي، كما ان ثوار مصراتة يتقدمون باتجاه مدينة زليتن. من جهة أخرى عثر الثوار الليبيون على آلاف الوثائق التي تثبت تورط القذافي في جرائم حرب، على أن يجري تسليمها إلى محققي المحكمة الجنائية الدولية، كما أن الثوار يحتفظون بهذه الوثائق في مكان سري في مصراتة، لافتا الى أنها تحوي أدلة دامغة على تورط القذافي. وكشفت صحيفة الأوبزرفر البريطانية أن مراسلها في ليبيا اطلع على بعض هذه الوثائق التي تحتوي عل أوامر مفصلة من العقيد القذافي الى كبار جنرالاته لقصف سكان مدينة مصراتة وتجويعهم، وفي إحدى الوثائق يأمر قائد القوات الحكومية يوسف أحمد بشير أبوحجر وحداته بتجويع سكان مصراتة خلال الحصار الذي دام 4 أشهر. كما تأمر وثيقة أخرى وحدات الجيش بتصفية جرحى الثوار، وهو ما يشكل خرقا واضحا لمعاهدات جنيف. كما تضم الوثائق أيضا أوامر للقذافي بقصف المدينة المحاصرة. وجاء في أوامره أن «من الممنوع أبدا دخول سيارات التموين والوقود والخدمات الأخرى الى مدينة مصراتة من كل البوابات والحواجز». وقال محققون تابعون للثوار إن لديهم رسالة من القذافي الى جنوده يأمرهم بمحو مصراتة وتحويل بحرها الأزرق الى أحمر بدماء سكانها.