في وقت ترددت معلومات عن أن الثوار الليبيين واصلوا تقدمهم من مدينة مصراتة ودخلوا مدينة زليتن على الطريق المؤدي إلى العاصمة طرابلس، قال مسؤولون بريطانيون يرافقون رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إلى قمة مجموعة الدول الثماني في فرنسا، إن الاستخبارات البريطانية تعتقد أن العقيد معمر القذافي يختبئ ليلاً في مستشفيات يعرف أن حلف «الناتو» لن يقصفها في طرابلس. وتكشف المعلومات التي أوردتها صحيفتا «الغارديان» و «التلغراف» أمس الجمعة أن الاستخبارات البريطانية تملك معلومات عن الأمكنة التي يختبئ فيها القذافي. وبحسب «الغارديان» فإن الاستخبارات البريطانية أبلغت كاميرون أن العقيد القذافي صار «متوجساً في شكل متزايد، ويفر (من مكان إلى آخر)، ويختبئ في المستشفيات خلال الليل»، وأن القادة العسكريين الليبيين لا يمكنهم التواصل بين بعضهم بعضاً خشية أن يكون حلف الأطلسي يتنصت على هواتفهم. أما «التلغراف» فكتبت أن القذافي «ينتقل من مستشفى إلى آخر. ما يفعله هو أنه ينتقل من مكان لن نقصفه إلى مكان آخر لن نقصفه». وشن حلف «الناتو» 2600 غارة خلال الشهرين الماضيين في ليبيا. وبلغت الغارات ذروتها يوم الثلثاء عندما تم إسقاط 28 قنبلة خارقة للتحصينات على مجمع القذافي في باب العزيزية. وهزت بضعة انفجارات قوية العاصمة الليبية ليل الخميس وشوهد عمود من الدخان يتصاعد من مجمع باب العزيزية مقر الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال مراسل «رويترز» إن دوي خمسة انفجارات سمع على مدى 10 دقائق. وقال مراسل «رويترز» إن قتالاً شرساً نشب بين المعارضة الليبية المسلحة وجنود القذافي في المشارف الغربية لمدينة مصراتة. وقال المراسل انه تمكن من رؤية أعمدة من الدخان والأتربة تتصاعد من الأماكن التي سقطت فيها قذائف المورتر التي أطلقتها قوات القذافي. ورد المعارضون بإطلاق الصواريخ ونيران المدافع الرشاشة وهم يكبرون. وقال عامل في المجال الطبي من المعارضين إن ستة مقاتلين أصيبوا في القتال بينهم اثنان حالتهما حرجة. وقال معارض يدعى فرج المصراتي: «نتعرض لهجوم من كل الجوانب بالصواريخ والقذائف الصاروخية وقذائف المورتر». وأضاف: «بدأ (الهجوم) بين الساعة 5.30 و6.00 صباحاً (بالتوقيت المحلي). تقدموا. من الطبيعي حصل كر وفر. إنهم يبذلون قصارى جهدهم للعودة إلى مصراتة». لكن معلومات لاحقة أوردها الثوار أفادت أنهم دخلوا مدينة زليتن وهي أكبر مدينة قريبة من مصراتة لجهة الغرب. ومصراتة ثالث أكبر مدينة ليبية وتقع على بعد نحو 200 كلم شرق طرابلس. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن القائد العام للعملية العسكرية التي يقودها الحلف الأطلسي في ليبيا الجنرال تشارلز بوتشارد أن قوات القذافي زرعت المنطقة المحيطة بمصراتة بالألغام. وأضاف: «تسلمنا هذا الصباح تقريراً يتحدث عن حقل ألغام حول مصراتة». واعتبر أن هدف قوات القذافي «من زرع هذه الألغام، من دون مراعاة الاتفاقات الدولية، هو منع السكان من المرور». وأكد أن «الخطر واضح ومحدق بسكان مصراتة».